انطلقت مطلع الشهر الجاري النسخة الثانية من برنامج القيادة النسائية الشابة “سدرة” وذلك بعد الصدى الواسع الذي لاقاه البرنامج في نسخته الأولى في العام الماضي. ويهدف برنامج سدرة إلى تنمية قدرات الشابات العمانيات وصقل مهاراتهن الشخصية والقيادية والوظيفية.
ويأتي برنامج سدرة بإشراف وإدارة كلًا من مبادرة لهنَّ عُمان وبرنامج تحدي عُمان لتعزيز قدرات الشابات العمانيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين ٢٠ و٣٠ عامًا سواء كن من فئة الخريجات أو الموظفات أو الباحثات عن عمل. كما يسعى إلى تأهيل جيل شاب من الفتيات القادرات على قيادة دفة المستقبل من خلال سلسلة متكاملة من دروس التعلم التجريبي والورش التدريبية وجلسات المتابعة والتوجيه الوظيفي. وفضلاً عن ذلك، يهدف البرنامج لإشعال رغبة الفتيات المستمرة للتعلم من خلال إدراجهن في تجربة تعليمية استثنائية وفريدة من نوعها.
هذا وعلى مدار ٦ أشهر، سيسعى البرنامج إلى تمكين المشتركات من زيادة وعيهن الذاتي واكتساب مهارات رئيسية مثل الاعتماد على النفس والمثابرة والعمل الجماعي والقدرة على التواصل وبناء العلاقات والتعاون الفعّال. كما سيركز على غرس المهارات القيادية لدى الشابات وتعزيز شعورهن بالانتماء والمسؤولية لتشكيل وترك أثر إيجابي في محيطها.
وبموجب شراكة مع مركز الاتحاد الدولي للكوتشينج في سلطنة عمان (ICF)، ستتمكن الشابات المشاركات في برنامج سدرة في نسخته الثانية من الاستفادة من عدة جلسات توجيه وظيفي فردية وجماعية لمدة تتراوح بين ٣ إلى ٦ أشهر تهدف إلى إكسابهن رؤية واضحة تعينهن في شق مشوارهن العملي.
وقالت شذا المسكرية، مؤسسة لهنَّ عُمان: “تأتي النسخة الثانية بعد الحفاوة الواسعة التي حققها البرنامج في نسخته الأولى وتهدف إلى خلق تجربة إلهامية للفتيات تساعدهن ليمضين قدمًا في اكتشاف قدراتهن وتحقيق تطلعاتهن المستقبلية. كما أن شراكتنا مع برنامج تحدي عُمان أسهمت بدور فاعل في نجاح النسخة السابقة، وسنواصل العمل معًا في العام الحالي أيضًا لنوسع نطاق البرنامج ولنحقق الاستثمار الأمثل في المواهب الشابة من قائدات الغد، اللاتي سيكون لهن بلا شك دور ريادي في خدمة الوطن وتحقيق مساعيه المرسومة في رؤية عُمان ٢٠٤٠”.
مضيفةً إلى أن التعاون مع مدربين معتمدين من مركز الاتحاد الدولي للكوتشينج يعد خطوة مهمة لتقديم خبرة معرفية متخصصة للمشاركات، حيث ستوسع مداركهن وسيكون لها بالغ الأثر في استكشاف قدراتهن ورسم مستقبلهن.
وستتضمن نسخة هذا العام من سدرة مرحلتين؛ حيث تضم المرحلة الأولى برنامج تدريبي مكثّف خلال ١١ يوم موزعة بين تعلم تجريبي وتعلم مهارات القيادة الناعمة إلى مجموعة من الورش التدريبية الأخرى في مركز أوتورد باوند عُمان للتدريب في الجبل الأخضر. كما تشمل المرحلة العديد من الجلسات التفاعلية والنقاشية وتمارين بناء فرق العمل التي تهدف بشكل رئيسي إلى تطوير المهارات القيادية والعمل الجماعي لدى الشابات، إلى جانب تعزيز حس المبادرة وقدرتهن على المساهمة الفاعلة في مجتمعاتهن.
بينما تتضمن المرحلة الثانية دروسًا افتراضية جماعية وفردية في مجال التوجيه الوظيفي لتوجيه الشابات بالمعرفة اللازمة للفترة الانتقالية من المرحلة الدراسية إلى سوق العمل. كما ستكتسب المشاركات التأهيل المناسب الذي يعزز ثقتهن بأنفسهن ويسهل لهن اتخاذ القرارات الصائبة لمستقبلهن.
ومن جانب آخر، صرّح مارك إيفانز، المدير التنفيذي لتحدي عُمان، قائلًا: “تؤكد شراكتنا مع لهنَّ عُمان قوة التعاون ومضافرة الجهود في خلق بيئات محفزة وقادرة لتحويل الأفكار الإبداعية إلى أفعال مثل برنامج سدرة. ونحن في تحدي عُمان نسعى على الدوام لتمهيد الطرق لشبابنا لاستكشاف إمكاناتهم ومواهبهم لنسهم معًا في بناء مستقبل أكثر إشراقًا لعُمان”.
وأشار المدير العام لشركة SLB في سلطنة عُمان واليمن والباكستان، المهندس علي اللواتي، الشريك الاستراتيجي لنسخة هذا العام من سدرة ، “أن الشركة تفتخر بدعم مثل هذه المبادرات حيث تؤمن إيمانًا راسخًا بضرورة الاستثمار في ثروة الوطن الأولى من رأس ماله البشري سواء من الرجال أو النساء.” مؤكدًا: “إننا على ثقة أن مثل هذا البرنامج سيعود بالنفع مستقبلًا للوطن ولنا جميعًا”.
جدير بالذكر، أن برنامج سدرة أطلق لأول مرة في يونيو ٢٠٢٢ في سلطنة عُمان لتقديم تجربة فريدة للشابات العمانيات من مختلف أنحاء السلطنة من خلال خلق توازن فعّال بين المفاهيم النظرية والتمارين العملية. كما يسعى البرنامج لإعداد الجيل القادم وتمكينه بالمهارات الأساسية لقيادة دفة المستقبل مثل ابتكار الحلول الإبداعية وتنمية الذات ومهارات تعلم الخدمة والمشاركة المدنية، كل ذلك من خلال ترسيخ قيمنا العمانية الأصيلة وتعزيز حس المسؤولية المجتمعية وشعور المواطنة. هذا وقد استمرت النسخة الأولى لمدة ٦ أشهر وساهمت في تنمية مهارات أكثر من ٤٠ شابة عمانية.
ويساهم في إنجاح برنامج سدرة في نسخته الحالية مجموعة من الشركاء بما في ذلك شركة SLB كشريك استراتيجي، وميناء صحار والمنطقة الحرة كشريك مؤثر وشل عُمان كشريك داعم، وكلاً من محطات الوصال وفيرجين عُمان و Merge 104.8كشركاء للبث الإذاعي.