محافظة ظفار.. هذه الحسناء الفاتنة تستعد أن ترتدي حلتها السندسية الخضراء لتبدو أكثر جمالاً وروعةً وبهاءً ونضارةً وهي تستقبل عُشاقها في موسم الخريف التي باتت إطلالته وشيكة وقاب قوسين أو أدنى، لتغتسل الأرض بماء السماء المكتسية بالغيوم الماطرة، وتخضر الروابي والتلال، وتنهمر المياه من قمم الجبال ، فتنتعش الأنفس وهي تعيش هذه المشاهد البديعة، وتسعد القلوب وهي تتعطر بهذه الأجواء الرائعة..
ولمَّا أن عُشاق هذه الفاتنة الجميلة سيُهرعون إليها من كل حدب وصوب، وبأفواج كبيرة، فلا بد من الاستعداد المبكر لاستقبالهم وإكرام وفادتهم ، وتهيئة أفضل السبل لجعلهم يهنأوون بطيب الإقامة في واحدة من جنان الله في أرضه ، وذلك من خلال توفير الخدمات الضرورية التي يحتاجها الزائر منذ إنطلاق وجهته إليها، وحين إقامته فيها ، وفي طريق عودته منها، بما في ذلك تنظيم طرق تأجير المنازل والشقق والفلل التي أصبح معظمها بيد العمالة الوافدة، بالإضافة إلى مراقبة الباعة خاصة المتجولة والسائبة منها، والتأكد من نظافة ما يبيعونه من أطعمة في هذا الموسم الذي يعتبر سوقاً رائجاً لتحقيق الثراء السريع..
وأود هنا التوقف مع المعاناة الكبرى التي يعاني منها جميع زوار المحافظة المتمثلة في لسعات البعوض التي تدمي الأجساد وتتورم منها الأبدان الحساسة ، ولقد سمعت من الكثير ممن زاروا ظفار أنهم يريدون إعادة زيارة المحافظة مراراً وتكراراً لولا معاناتهم مع بعوض الخريف الذي تحول إلى أمر مقلق ومخيف أثَّر كثيراُ على جاذبية السياحة في ظفار ..
عليه فقد بات من الأهمية بمكان وبإلحاح شديد وضع خطة استباقية لمكافحة هذه الحشرة المؤذية والمنفرة، تبدأ بالقضاء عليها منذ نشأتها الأولى، من خلال دراسة أسباب تكاثرها، ووضع الحلول المناسبة للحيلولة دون ذلك، حتى ينعم المواطن والمقيم والزائر لهذه المحافظة بإقامة هانئة وسعيدة خالية من لسعات البعوض البغيضة..
إننا ونحن نتابع وبفخر الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المختصة بمحافظة ظفار من أجل تهيئة المناخ السياحي الملائم لإنجاح موسم الخريف المقبل.. لا نعتقد أنه سيغيب عنها أهمية القضاء على هذه المشكلة المؤرقة، لجعل السياحة في ظفار شبيهةً بأقطار العالم الذي تخلوا طبيعته من لسعات البعوض رغم كثافة الأمطار التي تهطل على تلك البلدان، والله يوفق الجميع .
مسهريات يكتبها ناصر بن مسهر العلوي