مع انتهاء العام الدراسي وبداية الإجازة الصيفية للطلبة يتساءل الكثير من الأهالي عن أماكن إقامة الأنشطة الصيفية للطلبة من ذكور وإناث والتي هي في الغالب يتم تنظيمها بواسطة عدد من الجهات الرسمية والأهلية في مختلف ربوع بلادنا سلطنة عُمان، ولكون الجميع ليس على دراية بأماكن تنفيذ هذه الأنشطة والفعاليات فمن هنا تبرز الأهمية في إيجاد وسيلة يصل من خلالها الجميع لأماكن تنفيذ الفعاليات الصيفية.
هنا نكتشف أننا بحاجة ماسة إلى وسيلة تـُمكّـن كافة الأهالي من مواطنين ومقيمين بمختلف المحافظات من إمكانية الوصول للفعاليات الصيفية الموجهة للطلبة، ولكون الإجازة الصيفية تستمر من شهر يونيو حتى نهاية أغسطس أو بداية سبتمبر، فيحتار الأهالي أين سيقضي الأبناء الإجازة والجميع يتفق على ضرورة أن تكون هناك مراكز صيفية تقدم عدداً من الأنشطة سواء التعليمية أو الرياضية أو الترفيهية وهي بالفعل موجودة ونسمع عنها ونشاهدها مع بداية كل إجازة صيفية، حيث أنها لا تقتصر على محافظة مسقط بل توجد في مختلف المحافظات.
قد يكون لدى بعض الأسر برامج مسبقة لقضاء الإجازة أو العطلة الصيفية سواء بالسفر بقصد السياحة خارج السلطنة أو حتى السياحة الداخلية حيث لدينا ولاية الجبل الأخضر ومحافظة ظفار حيث أجواء الخريف والذي تتأثر به الولايات الساحلية لمحافظة الوسطى ومحافظة جنوب الشرقية، وقد يكون بعض أولياء الأمور مزارعين وبالتالي تجد الأبناء ينشغلون في مساعدة أهلهم خلال موسم القيض، وهنالك من أولياء الأمور من يشتغل بالتجارة أو الصيد وبالتالي فإن الأبناء يساعدون آباءهم في القيام ببعض المهام التي توكل إليهم وتعود عليهم بالنفع والفائدة.
وفي الحقيقة أننا نشاهد خلال هذه الفترة إعلانات من هنا وهناك عن مجموعة أنشطة مختلفة تجمع بين تعليم المهارات ودروس التقوية في المواد الدراسية، ودروس تحفيظ القرآن الكريم وبعضها يتضمن الجوانب الترفيهية والرياضية، ومع ذلك هل كافة المواطنين والمقيمين على دراية بمواقع تنفيذ هذه الأنشطة؟ ولو سألنا فقط من نعرفهم فإنهم بالتأكيد سيجيبون ليس الجميع على دراية.
خلال الفترة السابقة شغلني موضوع وقت الفراغ لدى الطلبة خلال الإجازة الصيفية، حالي كحال الكثير من أولياء الأمور، ولعلي من الجيد هنا أن أشير إلى أنني كنت خلال الأسبوع الفائت قد شاركت في برنامجاً تدريبياً يتعلق بالقيادة والإدارة، وكانت إحدى فقرات البرنامج الإبداع والإبتكار في بيئة العمل، ولكوننا كنا موزعين على مجموعات تصادف أن كانت إحدى المجموعات أن ناقشت ذات الموضوع الذي شغلني وشغل الكثيرين من أولياء الأمور، كيف يقضي أبنائنا الطلبة أوقات الفراغ خلال إجازتهم، وما لفت إنتباهي حقيقه أثناء قيام ممثلة المجموعة بعرض الفكرة الإبتكارية التي خرجوا بها، وهو فكرة تصميم تطبيق يعمل على الهواتف الذكية مهيئ لتسجيل المؤسسات التي لديها برنامج موجهة للطلبة خلال فترة الإجازة أياً كانت هذه المؤسسات سواء عامة أو خاصة، ولأن التطبيق سيتم الإعلان عنه وسيتاح للتثبيت على الهواتف من خلال المتاجر التي تعمل عليها فهو كذلك سيتيح لولي الأمر التعرف على أماكن وأوقات وأنواع الفعاليات والبرامج والمناشط الموجهة للطلبة وبالتالي فإنه من المؤكد بأنه سيحل أزمة وسيساعد الكثيرين على الإستفادة من مثل هكذا برامج.
فكرة أن يكون هناك تطبيق عام وشامل تطرح خلاله كافة الفعاليات والمناشط الصيفية وفي كافة ربوع البلاد فكرة تستحق الأخذ بها ودعمها لأنها تعتبر منصة واحدة وستكون المركز للإعلان وطرح الفعاليات وسيرجع لهذا التطبيق كل ولي أمر أو شاب يافع يتطلع لقضاء أوقات مفيدة خلال إجازته الصيفية وهذه الفكرة فيما لو لاقت رواجًا ودعمًا ستخدم المجتمع بأسرهِ، وشخصيًا أرى بأن تبنّي إطلاق مثل هذا التطبيق سيحتاج وقفة ودعمًا من جانب وزارة التربية والتعليم، وبكل تأكيد فيما لو عرض على شركات القطاع الخاص التي تدعم المبادرات المجتمعية سيلقى القبول وسيحظى بالدعم لأن فكرة التطبيق تتضمن فائدة عامة وإنتشارًا أكبر وتحمل صفة الإستدامة وتحقق مكاسب عديدة على مختلف المستويات.
ومن خلال تطبيق الفعاليات الصيفية سيجد أولياء الأمور الأماكن التي بإمكان أبنائهم المشاركة فيها والإستفادة من أوقات الفراغ خلال الإجازة الصيفية، فشكراً لكل مبدعٍ خرج بأفكار بناءة، وإجازة ممتعة لأبنائنا الطلبة.
أحمد بن خلفان الزعابي