إن فراغ السلطة حالة يفقد فيها المرء سيطرته على شيء ما ولا يوجد من يحل محله، وعادة ما يكون وضعاً سياسياً يمكن أن يحدث عندما لا تمتلك الحكومة سلطة مركزية محددة.
بالتالي، عند حدوث فراغ السلطة، مثل أي فراغ مادي، تميل القوى الأخرى إلى الإسراع لملء الفراغ بمجرد حدوثه، وربما يأخذ ذلك شكل ميليشيا مسلحة، أو جماعات مسلحة، أو انقلاب عسكري، أو ظهور زعيم حرب أو دكتاتور.
ومثال ذلك من الواقع حول فراغ السلطة عندما شبه المؤرخ فيرناند بروديل الوضع في إيطاليا خلال عصر النهضة “بمنطقة الزوبعة، الفراغ الهائل”، الذي قد يكتسح الجيوش الأجنبية، كما أنه أثناء الحرب الأهلية وما بعدها، غالباً ما يكون هناك فراغ في السلطة نوعاً ما، على سبيل المثال، تغرق الصومال التي مزقتها الحرب في فراغ السلطة، مع عدم وجود حكومة مركزية أو رئيس لممارسة الرقابة على “جمهورية الصومال” المزعومة.
كذلك، تميزت بداية الحرب الأهلية في البوسنة عام 1992 بوجود فراغ في السلطة عقب تفكك يوغوسلافيا، ليس هذا فقط، فمن الممكن أن يحدث هذا الفراغ أيضاً عقب حدوث أزمة دستورية تتقدم فيها قطاعات كبيرة من الحكومة باستقالتها أو تتم إقالتها، مما يثير قضايا غير واضحة تتعلق بالخلافة في مناصب السلطة، ومثال ذلك لبنان التي عاشت مثل هذه الأوضاع لمدة طويلة في فترة قريبة.
وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان هناك فراغ السلطة في أوروبا. وإلى جانب تقسيم ألمانيا إلى ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، ودبلوماسية ستالين والحكم، وتطوير القنبلة الذرية، وسياسات احتواء الشيوعية، كان ينظر إلى توسع الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وتزايد انعدام الثقة (الخوف من الهيمنة) باعتبارها عوامل أدت إلى ظهور الحرب الباردة.
وفي مثال آخر عن فراغ السلطة في ليبيا عند سقوط نظام القذافي وإنشاء مجلس انتقالي لم يقم بالسيطرة على زمام الأمور بشكل جيد من هنا بدأ الصراع الداخلي لعدم وجود قوة داخلية فعالة تستطيع السيطرة على الوضع و جميع الحلول كانت تلفقية الي ان انفجرت في منتصف 2014 وسبب في انفلات أمني وانقسام بين السلطات التشريعية والتنفيذية.
عبدالعزيز بن بدر القطان/ مستشار قانوني – الكويت.