قلمي ينبض من جديد في وقت الشدة والابتلاء، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت الشدة والابتلاء يوم الحديبية:((يا ابْنَ الخَطَّابِ، إنِّي رَسولُ اللَّهِ، ولَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا))- صحيح البخاري. قمة الاطمئنان واليقين، أن تؤمن بأن الله سيرشدك وسيدلك على الطريق الصحيح ما دمت تعمل وتجتهد بكل إخلاص وإتقان، سيُذهب كل ما أهمك، ويطفىء هذا الوجع، سيتولى أمرك بقوته؛ فإنه هو الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،سيأتيك الله مُبتغاك ويُجيب سؤلك، فقط كن على ثقة ويقين بالله دومًا وليس يوماً.
قلمي ينبض في كل زمان ومكان، وعلى أي حال أكون عليه فهو يكتب ما يريد… يعبر عن رأيي، ليس المهم أن يرضى الناس كلهم، بل الأهم أن يرضي ضميري ويرضي الله، أن نكتب كل ما هو مفيد لا ضرر ولا ضرار، أن نكتب ما هو خيرًا وفيه منفعة، قلمي ينبض إلى أن يرى ويبصر النور قريبًا بأي مشروع قمت بتقديمه أو مبادرة أو فكرة معينة حتى لو تم إسنادها لشخص آخر، أو أخذ المشروع وكُرم به شخص آخر لا يستحق، يكفيني فخراً أن تم تطبيقه على أرض الواقع والحق لن يضيع مها طال الزمن أو قصر حتى لو بعد حين.
قلمي ينبض من جديد، ينبض بلغة لا يفهمها إلا الأبرياء ذوي القلوب الطاهرة، والعقول المنيرة وأصحاب الهمم العالية، فمهما قصفت حولهم الصعاب والتحديات من أنس أو جان.
والقلم شيء عظيم، فمن أمتلك مهارة الكتابة فليشكر الله على فضله ومنته، لا سيما هناك سورة من سور القرآن الكريم أسمها سورة “القلم ” فإنّ ذلك يعود للقسم الذي ابتدأ به الله -سبحانه وتعالى- بالقلم في هذه السّورة حيث قال: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)، وقد سميت كذلك بسورة “ن” ؛ للدلالة على عظم وأهمية ومكانة العلم وأهله.
قلمي ينبض من جديد على يقين إمكانية تغيير السلوك الإنساني وتغيير مجرى حياة إنسان بأكمله بمجرد كلمة كتبت من القلب إلى القلب.
هل ترغب بالتغيير للأفضل؟ نعم تستطيع ذلك، ويمكنك تغيير سلوكك، وتغيير شخصيتك تماماً، ولا بد من وجود خطة أو أهداف مكتوبة، يتبعها اتخاذ إجراءات يومية تجاه التغيير الذي تنشده، مع التذكير اليومي المستمر لما تهدف إلى إنجازه، والتحقق اليومي المستمر أيضاً للوقوف على ما إذا كنت قد نجحت فعلاً في تنفيذ ما خططت إليه مسبقاً. ففي دراسة حديثة أجريت لدى جامعة زيوريخ الألمانية عنوانها ” يمكنك تغيير شخصيتك خلال أسبوعين فقط “، وملخص البحث هو أن “الأشخاص الذين يريدون فرض مزيداً من الانضباط الذاتي على حياتهم، يمكنهم تحقيق مثل هذا التغيير في غضون فترة لا تتجاوز أسبوعين فقط، وذلك بالاستعانة بأحد تطبيقات الهواتف الذكية الذي يواصل إرسال التذكيرات بذلك مرتين بصفة يومية. كما حققت العملية نفسها نجاحاً لدى الأشخاص الذين يريدون أن يكونوا أكثر انفتاحاً على التجارب والخبرات الحياتية الجديدة، إذ يمكنك الاستعانة بهذه المعلومات في إحداث التغيير المنشود على شخصيتك أو على عاداتك الشخصية”.
رحمة بنت ناصر بن سعود الشرجية