دنيا ويا له من أسم تحت المنزلة وأدنى رقم تحت ” الصفر” حقيقة أنكِ لا تساوين عند الله جناح بعوضة، مفرداتك ” غياب، فراق، رحيل ووداع، وكلها مؤلمة وحزينة، أي انصاف هذا يا دينا، نعم أنكِ دار عبور، هكذا أراد الله أن تكوني.
صديقي ” فاضل ” نستبشر بالابتسامة مع مداخلاتك وحديثك العفوي والعذب كعذوبة قلبك النقي، وفي أول جلسة ولقاء معك ومع باقي الأخوة الشعراء والكتّاب والمثقفين والرياضيين باستراحة ( روز ) بمنطقة ضبان الجهاور دخلت القلب من أوسع الأبواب وكأني أعرفك من سنوات طويلة، رأيتك مبتسمًا، مازحًا، متواضعًا، خلوقًا، متسامحًا ولطيفًا في حواراتك مع الجميع.
خبر وفاتك يا صديقي كان صادمًا لنا ولكل من يعرفك ويعرف حسن أخلاقك وطيبة قلبك .. تريثي علينا يا دنيا واصبري كما نصبر على متقلباتك وأحداثك ومنحنيات ومطباتك المؤلمة .. بماذا نرثيك ياصاحبي؟ بدمع ٍ قد تحجّر في المحاجر؟ أم بآهات ٍ غصت بها الحناجر، تواريت عن الورى تحت الثرى، فبماذا نرثيك ببكاء الأطفال ونحيب الشيب وتنهدات الشباب، أم يا ترى نرثيك بتراب ٍنهيله على جُثمانك الطاهر؟
نعم تواريت عن الفلا تحت الثرى، والأماكن والزوايا والمناظر تناديك،
نعلم بأنك لم تعد تستطيع سماعنا، ولكنه صدى بوحك وصوتك قد تردد في كل خاطر.
هاهو هول الصدمة قد مزّق جدران الصمت فتناثرت كلماتي وأحرفي من فم قلمي تبوح ببكاءك اليوم وتجاهر، لم يعد للأماكن ( مجموعة الفارسبورت وكتّاب حبر الوطن) وغيرها من القنوات ووسائل التواصل المجتمعي طعمٌ، حتى المعاني لم تعد تحتويها الدفاتر .. يا صديقي غادرت الحياة الدينا في لمحة بصر، وأراك في كل الوجوه ترقبنا، وأراها فيك تنعى حزننا..!!
أطربتنا بقوافي الشعر، وأسعدتنا بفنون الميدان، واستفدنا كثيرًا من مشاركاتك الرائعة والهادفة .. بكل صدق أنت مهما تحدثنا عنك نكاد لا نحصي فيك المآثر..!!
تتكسر الآهات على جدار الحزن، وما لها بعد الله ياصاحبي من جابر، ولا نقول إلا بما يرضي الله ( إنا لله وإنا إليه راجعون ).
بقلم: خليفة البلوشي