تعد حارة الشرفاء من الحارات التي ارتبطت بالإنسان في محافظة البريمي منذ قديم الزمان، حيث تحيط بها المزارع من مختلف الجهات، وتقع في وسط المدينة وتضم بين جنباتها العديد من البيوت التراثية ومازالت تحتفظ بطابعها التراثي المميز منذ قديم الزمان.
وقال طالب بن أحمد الجابري وكيل فلج الصعراني: إن فكرة إعادة إحياء حارة الشرفاء يأتي تواصلاً لمشروع إعادة إحياء فلج الصعراني، الذي أحدث نقلة كبيرة في المكان، فبعد عودة الحياة فيه عادت المزارع إلى ما كانت عليه سابقاً، ولا يزال العمل مستمرًا في تطويره ليكون مقصداً سياحيّاً مميزاً للولاية.
وأضاف: إن إعادة إحياء حارة الشرفاء يأتي أيضاً لأهميتها الكبيرة في نفوس أبنائها ولكونها من حارات واحة صعراء وفلجها، مؤكداً أن فكرة إحياء الحارة حاضرة وبقوة، وذلك بإضافة اللمسات الجمالية فيها، وإيجاد مناطق جذب للسياح من داخل وخارج سلطنة عُمان.
وأكد على أن سهولة الوصول إلى الحارة يعد من العوامل المهمة التي حفّزت الأهالي على التفكير في إعادة إحيائها؛ حيث يمكن الوصول إليها عبر الطريق الرئيسي الممتد من دوار السوق باتجاه منفذ صعراء الحدودي، من خلال الدخول في الطريق الذي يقع على يمين الشارع، إضافة إلى إمكان الوصول إليها مشياً على الأقدام عبر المسار الرياضي الممتد من شريعة الصعراني، وممر آخر يبدأ من حارة الخيارية مروراً بحارة الصفرية وصولاً إليها.
من جانبه قال سليمان بن علي العزاني القائم على مشروع ترميم مسجد حارة الشرفاء: إن الحارة كان يسكنها عدد من العائلات وتربطهم علاقة قرابة، مشيراً إلى أنها كانت محطة مهمة يلتقي فيها الأهالي بضيوفهم الذين كانوا يأتونهم من مختلف الأماكن.
وبيّن أن فكرة مشروع ترميم المسجد جاءت بهدف إعادة الحياة تدريجيّاً إلى الحارة، إذ إن وجود مسجد مُهيَّأ للصلاة من شأنه إعادة الحركة إليها، سواء من أبناء الحارة أو من أبناء الولاية والزوّار، لاسيما أن موقعها في وسط الولاية.
وأوضح أن المسجد يحتوي على محرابين؛ الأول في الجزء الأمامي للمسجد، وفيه كانت تقام الصلوات في فصل الشتاء، فقد صُمّم الجزء الأمامي منه ليساعد على تدفئة المكان، أما الجزء الآخر منه فكانت تقام فيه الصلوات في فصل الصيف، حيث تم تصميمه بطريقة توفر التهوية للمصلين، نظراً لارتفاع درجات الحرارة.
جدير بالذكر أن إحياء الحارات القديمة وتوظيفها لخدمة السياحة المحلية يعد من المشاريع التي أثبتت نجاحها في عدد من ولايات سلطنة عُمان، وتم تحويل بعضها إلى نُزل سياحية، وتحويل بعض مكوناتها إلى مشاريع صغيرة بأسلوب حديث أسهم كثيراً في تنشيط الحركة السياحية فيها من جهة وتشجيع الآخرين على البدء في تنفيذ مثل هذه المشاريع من جهة أخرى.
/ العُمانية /