قد قيل أن القناعة كنزٌ لا يفنى، وقد صح جدًا هذا القول أن يكون الإنسان مقتنع بما لديه بكل رضا وامتنان تام حول حياته الشخصية نحو أسرته ونفسه، وأيضًا العملية نحو مهنته ومالهِ أنه سعيد فيما يملك ويحمد الله ويشكرهُ دومًا. من هنا نستطيع القول أن القناعة تجلب الزيادة في الرزق و الطمأنينة للإنسان من الله – سبحانه وتعالى- ، بحيث أنها باب من أبواب السعادة وراحة البال والعيشة الكريمة لجميع البشر.
في حقيقة الأمر هو أن حياة الإنسان في هذهِ الأرض عبارة عن امتحان، فقد يكون مُسير من الله سبحانه وتعالى فلا يحاسب على شكله وطوله ولون بشرته وفي أي عائلة وُلِد، وقد يكون مُخير حيث أن الله – سبحانه وتعالى – أودع فيه العقل ؛ ليكون لديه المقدرة على التمييز بين الصواب والخطأ والتحليل والرفض والقبول بأي شكل من أشكاله وكُل ما يختاره الإنسان بإرادته وقناعته حسن أم سيىء يحاسب عليه في الدنيا ويحصد ثمار أعماله وفي الآخرة يعد الله له الجزاء النهائي ويُقضى الأمر.
لذلك حبذا لو يفكر الإنسان في نفسهِ و ما يدور في حياته فقط بحيث يركز على نفسهِ و يطورها من خلال التعليم بشتى الوسائل وتطبيق ما تعلمه في وظيفته أو تعامله مع الناس، كُل هذه الأشياء تسهل عليه الحياة وتجعلهُ في غنى ورضى وقناعة. بالإضافة أنها تبعد عنه طبع الفضول إتجاه حياة الآخرين وعدم التدخل في شؤونهم الخاصة بحيث لا يكترث حول ما فعلوه وما سيفعلونه، ويفضل أن لا ينظر إليهم، ولا يراقبهم سواء كان عن قُرب أو عن بُعد.
كُل إنسان مبتلى في الأرض، والابتلاءات تختلف من شخص إلى آخر بعضهم قد يبتلى أحدهم بالغناء الفاحش والبعض الآخر يبتلى بأبنائه وغيرهم يبتلى بمرض أو فقر والكثير من الابتلاءات. فيا أيها الإنسان لا تغُرنّك الدنيا فتصبح أكبر همك ولا تغتر بما عند غيرك فأنت لا تعلم حقيقة أمره ولا تفكر برزقِ غيرك حتى لا تُهلك بسبب طمعك وجشعك.
وتذكر دائمًا أن الرزق من عند الله يرزق من يشاء في أي وقت يشاء، ويقبض عن من يشاء في أي وقت يشاء، والقناعة مفتاح من مفاتيح الخير للإنسان بها تفتح له بقية الأبواب وليس للإنسان إلا ما سعى، السعي والقناعة بالقليل حتى تحصل على الكثير بحاجة إلى عزيمة وإرادة قوية وثبات فهي تبدأ من داخل الإنسان نفسه.
غفران بنت صالح الهدابية