سألني ولدي الذي أنهى لتوه الصف الثاني عشر، ويخشى أن يطول به المقام في البيت شأنه شأن أقرانه ومن سبقهم من قبل، القابعون في بيوتهم بانتظار بارقة أمل تحقق آمالهم المنتظرة، وتجعل لهم من أمرهم مخرجا !!
سألني بلهفة العاشق الشغوف لرياضة كرة الطائرة :
أين أجد في ولاية بهلا مكاناً لممارسة لعبة كرة الطائرة أقضي معها وقت فراغي الرتيب، ولماذا لا تمارس هذه اللعبة في نادي بهلا الذي لا يبعد عن منزلنا سوى أمتار معدودة، ويتوفر به ملعب من الترتان، وصالة رياضية متعددة الأغراض طال أمد بناءها ؟
ورغم معرفتي بأنه يعشق كرة الطائرة حتى النخاع، وكثيراً ما أشاهده يمارس هذه الرياضة مع إخوانه من الجيران.. إلا أنني عبثاً حاولت جاهداً التهرب عن هذا السؤال من منطلق إبعد عن الشر وغني له..
فبذلت ما بوسعي لإقناعه أنه ليس ثمة تخوف من وقت الفراغ فلدينا متجر بسيط ومجرعة (أقصد مزرعة بعقد صداع ) وبوسعه قضاء وقته في أي المكانين يريد، فلم تجدي مراوغتي تلك نفعاً في إقناعه..
حينها عادت بي الذاكرة إلى الماضي القريب، عندما كان نادي بهلا ضمن كوكبة الصدارة في هذه الرياضة، وخزائنه تتزين بكؤوس وميداليات التفوق في معظم البطولات التي ينظمها الاتحاد العماني للكرة الطائرة، وكانت معظم فرق النادي تتنافس بقوة في دوري النادي الذي كان يقام بصفة مستمرة لاختيار أفضل اللاعبين لتمثيله في البطولات المختلفة ..
واليوم أمست رياضة كرة الطائرة بنادي بهلا أثراً بعد عين، وذكرى من الماضي التليد، وقد شاء القدر أن ألتقي بأحد قدامى اللاعبين في فريق نادي بهلا لكرة الطائرة إبان العصر الذهبي، وهو أحد صناع الإنجازات في تلك الفترة، فسألته لماذا لا تستثمرون خبرتكم الفنية لإحياء لعبة كرة الطائرة في الولاية، فقد كنتم أحد فرسانها البارزين؟؟
فأجابني بنبرة حزينة أنه وعدد من الرعيل الأول حاولوا وبذلوا كل ما بوسعهم لإعادة بريق الماضي بطريقة حديثة ومنظمة تصل إلى إشهار أكاديمية متخصصة تعنى بإعداد وتنشئة كوادر مدربة وقادرة على المنافسة في بطولات كرة الطائرة..
إلا أن طلبهم لم يحظ بالدعم والتأييد بسبب قلة الإمكانات التي معظمها تذهب لكرة القدم بحثاً عن كنز الذهب الموجود داخل هيكلها المنفوخ، علماً بأن الإمكانيات يمكن توفيرها من عوائد الأكاديمية ورعاية الشركات وغيرها..
فيا ترى أين هبطت طائرة بهلا بعدما تكسرت أجنحتها وأين استقرت، وهل بالإمكان إعادة تصليحها لتعاود التحليق من جديد ؟؟
وما ذلك على عزائم وهمم أبناء الولاية بالشيء العسير، لا سيما وأن الصالة الرياضة المغلقة تم تسلمها، وإلى أن يتحقق هذا المطلب فلا أجد لك يا ولدي إلا الصبر الجميل، خاصة وأن الرياضة في بلادنا عامة ليست على ما يرام ..
مسهريات يكتبها ناصر بن مسهر العلوي