اقترب موعد الاستحقاق الانتخابى لموقع رئيس الجمهورية، الشئ الذى يجعلنا لا نستطيع تجاهل هذا الاستحقاق وذلك لأهمية الاستحقاق ولأهمية الموقع.وبالرغم من عدم جنوحى تجاه الحديث الشخصى والذاتى ولكن من الطبيعى أنه لايستطيع السياسى أى سياسى أيًا كان توجهه أن يحدث فصلًا بين رؤيته وموقفه وأيدلوجيته السياسية وبين موقفه الشخصى فى أى موقف سياسى مثل هذا الاستحقاق. لاشك أننى معارض منذ أن بدأت ممارسة العمل
السياسى حتى فى عهد ناصر بالرغم من ناصريتى التى أعتز بها. بل كنت طوال الوقت معارضًا داخل أحزاب المعارضة (كتاب أيامى) وفى نفس الوقت لاأحصر نفسى فى خانة المعارضة للمعارضة، فهذه قناعتى. أما إصرارى على أن أكون معارضًا فلأنى لا أسعى ولا أبحث عن مغنم شخصى أو مصلحة ذاتية.
حتى عند تعيينى عضوًا بمجلس شعب ٢٠١٠ فالجميع يعلم أن هذا القرار لم يكن فى الحسبان ولكنها المواقف السياسية التى أعتز بها فى الإطار الوطنى العام.
هذه مقدمة لا بد منها حتى أبتعد عن بعض الشعارات المرتبطة بالمعارضة طوال الوقت والتى مورست فى كل الأنظمة السياسية السابقة. وهذه بالقطع
هى مطالب أكثر منها شعارات ولكن ولغياب الإرادة السياسية لتلك الأنظمة السابقة ولضعف وتفكك قوى المعارضة طوال الوقت، تحولت هذه المطالبالديمقراطية والتى لا فكاك منها لأى تقدم ديمقراطى حقيقى، إلى شعارات تردد بلا مضمون عملى على أرض الواقع. ولهذا أسباب كثيرة ليس مجالها
الآن. فهل يختلف أى سياسى يؤيد الرئيس السيسى أو لا يؤيده على أن تكون هناك ممارسة إنتخابية تحافظ على حرية إبداء الرأى دون وصاية أو تعطيل؟
بالطبع لا. ولكن كيف نواجه ونغير ذلك التراث والموروث القديم؟! بالطبع لابد من كسر هذه الحواجز وذلك الموروث. وذلك لا يكون بغير العمل الدائم لكلالقوى السياسية بكل منطلقاتها الوطنية سواء من المعارضة أو الموالاة وهذا بالطبع بعيدًا عن هؤلاء الذى يمارسون السياسة من باب تحقيق مصالح
شخصية (فلسنا ملائكة). وإذا كانت السياسة هى توصيف الواقع لإمكانية وضع الخطط السليمة لإصلاح هذا الواقع وتغييره للأحسن، فبكل موضوعية نقولإن الواقع وحتى الآن (وأتمنى أن يتم التغيير للأحسن) لا يوجد توافق بين ما يسمى القوى المدنية. كما أن الأحزاب لاتمتلك أى تواجد جماهيرى حقيقى
يخول لها المشاركة الحقيقية فى الانتخابات. ومع هذا لا أقول بعدم المشاركة. ولكن من يستطيع أن يحوز على شروط الترشح التى حددها الدستور (وهىصعبة بعيدًا عن مساندة ما) فليترشح ويمارس حقه. فلا تغيير ولا إصلاح بدون مشاركة. ولذا وبكل الموضوعية (كما أتصور ويمكن أن أكون مخطئًا) أنه
لظروف كثيرة تاريخية موروثة ولموقف الرئيس السيسى من جماعة الإخوان فى ٣٠ يونيو بالرغم من وجود قضايا قد نختلف فيها، أعتقد أن السيسى عمليًا وواقعيًا سيفوز.. هذه رؤيتى التى يمكن أن تكون صحيحة ورأى غيرى خطأ أو أن تكون خاطئة ورأى غيرى صحيح. ولكن على كل الأحوال فإن الحوار
مطلوب وعدم التخوين حتمى والخلاف فى الرأى طبيعى بل مطلوب لصالح مصر الوطن والمواطن. وحتى نستطيع اجتياز هذا الاستحقاق بسلام بعيدًا عنكل من لا يريدون بالوطن خيرًا.. حمى الله مصر وكل المصريين.
جمال أسعد/ كاتب سياسى وبرلماني سابق