يتوقع الكثيرون بأن فن الإتيكيت هو عبارة عن طريقة مسك السكينة والشوكة أثناء الأكل، كما ويتساءل البعض من مختلف المستويات والمناصب هل فن الإتيكيت يعتبر من كاريزما الموظف والذي سوف يتبوء منصباً أعلى أم وظيفة مهمة؟ وهل فن الإتيكيت أهميتها أهمية الطب والهندسة والعلوم الأخرى؟ وأنا شخصياً أجزء فن الإتيكيت الى جزئين رئيسين هما ( أولهما فن الإتيكيت الحكومي وثانياً الإتيكيت الاجتماعي).
تطرقنا بالمقال السابق حول تاريخ مفهوم ومعنى الإتيكيت ، ومقالنا اليوم سوف نتكلم عن أنواع الإتيكيت وأهميتها بالمجتمع. ينقسم فن الإتيكيت الى نوعين هما؛ الإتيكيت الحكومي والإتيكيت الاجتماعي وسوف نتحدث اليوم حول أهم فنون الإتيكيت الاجتماعي الذي يعتبر هو الجوهر الرئيسي بالحياة اليومية والداعم الجوهري للإتيكيت الحكومي.
يعرف الإتيكيت الاجتماعي بأنه الأسس الراسخة لتنمية الموارد البشرية والمجتمع ( ايجابيا أو سلبياً) وأولها نواة المجتمع وهي العائلة ( الأب، الأم، الاولاد والبنات) وبدأت أوروبا على وجه الخصوص بعد عصر النهضة الإهتمام كثيراً بفن الإتيكيت الاجتماعي حيث بدأت المدارس الدبلوماسية الفرنسية أولاً ومن ثم الانكليزية بوضع اللمسات التفصيلية لكل مفردات الحياة اليومية بكل دقة وتفاني وبما أن الإتيكيت يعرف بأنه السلوك المهذب الراقي للشخص وكيفية التعامل مع الطرف الآخر بكل معاني الأخلاق الحميدة الاصيلة من؛ صدق، رحابة صدر، بشاشة الوجه ، الابتسامة الشفافة، حسن الهندام للمظهر الخارجي،الحماسة للعمل اليومي، فن إدارة الحديث وإختيار الكلمة الجميلة الرقية ونبرة الصوت الهادئة ، فن المجاملة وإتيكيت التعامل مع الآخرين، كاريزما المرأة بالمناسبات الرسمية والحكومية وغيرها من المجالات الأخرى.
يتفرع الإتيكيت الاجتماعي الى أكثر من” 115″ جزء وفي مختلف مجالات الحياة الاجتماعية اليومية والتي تدخل ضمن سلوك وتصرفات ومشاعر الشخص اتجاه الغير من المجتمع ومن أهم هذه الفروع هي: إتيكيت التصميم الداخلي للبيت لأنها تدلل على ذوق وثقافة وكاريزما الزوج والزوجة بالدرجة الساس، لذلك تركز مدارس الدبلوماسية والتي تعتمد على معاهد الديكورات والتصميم الداخلي ابتداءً من ألوان الستائر / الجدارن/ الأثاث/ الإكسسوارات/ الطاولات / الصور المعلقة وأحجامها بحيث تكون كل هذه التفرعات متناسقة الألوان لتعطي انطباعاً أيجابياً أو سلبياً على شخصية أهل الدار فلا يمكن ان تكون الستائر بلون غامق بني والاثاث ازرق فاتح والطاولات اسود وغيرها من الألوان الغير متناسق وكذلك بقية الغرف، وهذا بالأحرى يقع على مسؤولية الزوجة التي هي جوهر المشاعر والذوق والأحاسيس الجميلة بالإستشارة مع زوجها حتى البناتات الداخلية لها ردود أفعال ايجابية على النفس البشرية كما أن التجديد في الديكور الداخلي بتحريك الأثاث بزوايا مختلفة قد تبعث روح الطاقة الإيجابية لدى العائلة ويعطي أنطباعاً على كاريزما الأموربة البيت ومن أهم التفرعات الأخرى هي: / إتيكيت الحياة الزوجية / إتيكيت التعامل مع الوالدين / إتيكيت التعامل مع كبار السن / إتيكيت مع أفراد العائلة ( البنات، الولد) / إتيكيت التعامل مع خادمة المنزل التي الآن هي جزء من البيت والتي بدأت تنقل ثقافتها الى الأطفال وبقية العائلة حتى الأكل/ إتيكيت ادارة الحديث وإختيار الكلمات المهذبة بين أفراد العائلة / إتيكيت المزح وحدوده وقد ينتهي الى زعل والجفاء/ إتيكيت التعامل مع الاشخاص ذوي الاعاقة/ إتيكيت التعامل مع المراهقين / إتيكيت المشي والجلوس/ إتيكيت التكلم ومستوى نبرة الصوت في المطاعم والحفلات الرسمية والاجتماعية /إتيكيت التعارف في الدعوات الاجتماعية / إتيكيت إختيار الوان الملابس / إتيكيت إختيار الهدايا ومناسباتها / إتيكيت إختيار وتقديم الزهور وألوانها/ إتيكيت الطعام في حفلات الشاي الصباحية أو المسائية / إتيكيت حضور حفلات الزواج / إتيكيت زيارة المرضى / إتيكيت استقبال ومصافحة رجال الدين / إتيكيت التعامل مع المرأة/ إتيكيت استعمال الهاتف / إتيكيت أوقات المكالمات الهاتفية فليس من المعقول الاتصال الساعة 8 صباحاً فقط للسؤال عن الصحة والاطمئان، لأن تم تقسيم ساعات اليوم الى 6 أجزاء في كل جزء 4 ساعات فعلى سبيل المثال الساعات المثالية للاتصال تبدأ من س 9 الى س 1 ومن س 5 عصرا وحتى س 9 ليلاً كاتصالات روتينية وتقسم البقية الى ( طارئة ، عاجلة ، مهمة ) . تتفاخر المدارس الدبلوماسية بمختلف جنسايتها وأنواعها بتطوير وصقل كاريزما جميع شرائح المجتمع وبمختلف الاعمار بتدريس فن الإتيكيت الاجتماعي في المدارس الأبتدائية كمادة تفاضلية للطلاب بالأضافة الى تدريسها بورش خاصة مكثفة استناداً الى نوع وأسم فن الإتيكيت الاجتماعي ويمتاز مجتمعنا العماني بكل فخر بنبرة الصوت الهادئ في مختلف الأماكن والمناسبات بالاضافة الى كثير من آداب وفن الإتيكيت الاجتماعي وهذه من الدلالات الجميلة التي تدلل على كاريزما الراقية للمواطن العماني.
د. سعدون بن حسين الحمداني- الرئيس التنفيذي للاكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت