لله در أولئك الأبطال الذين تساموا فوق كل الظروف ونذروا أرواحهم في سبيل تحقيق شرف الانتصار العظيم الذي تحقق فجر العبور العظيم في السابع من أكتوبر بالذكرى ال50 لانتصار أكتوبر/ تشرين العظيم وما أشبه اليوم بالأمس عندما انطلقت صيحات الله أكبر فوق كيد المعتدي ها هو المشهد يتكرر في ملحمة بطولية تقود نحو مشروع التحرير العظيم .
ما يتحقق على أرض فلسطين من سلسلة انتصارات ستقود بعون الله الى الانتصار العظيم والفتح المبين بتحرير كامل الارض من النهر الى البحر ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر، هنيئا لكم يا أبطال المقاومة في فلسطين هذا الانتصار الذي تحقق على كيان بني صهيون وفي عقر مستوطناتهم هنيئا لكم هذه الصواريخ العابرة لكل فضاءآت فلسطين المحتلة من الجليل الى النقب ومن نهر الاردن الى البحر الابيض المتوسط في بانوراما رسمت معالم الشرف والمجد والكرامة .
عندما نتحدث عن طوفان الأقصى التي سجلت حتى اليوم الثالث هزيمة صهيونية منكرة عسكرية أمنية وتحول نوعي استراتيجي في اطار الصراع أثبت أن كيان الاحتلال الصهيوني إنما هو مثل بيت العنكبوت في الوهن. لا شك أن هذا التخطيط الدقيق وهذا العمل العسكري الضخم بتوفيق من الله وتدبير آلهي لتلك الفئة الصابرة الصادقة المخلصة، فالله أكبر ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .
حالة من الفرح العارمة اجتاحت مشاعر أبناء الأمة العربية والاسلامية بهذا النصر العظيم والتحام ساحات المقاومة في رسالة واضحة وعزم أكيد أنه لا مناص أمام قوى البغي والطغيان الصهيوني وداعميهم من إعادة حقوق أبناء الشعب الفلسطيني وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .
بعد أربعة عقود من اتفاقات المكر والخداع والنفاق الدولي بالسلام الزائف والذي لم يحقق إلا خيبات الامل لشعبنا الفلسطيني أدرك هؤلاء الأبطال أن الحقوق لا تستعاد إلا بالمقاومة وأن التاريخ يؤكد أن نضال الشعوب واستقلالها وتقرير مصيرها لا يأتي إلا من فوهات البنادق، واليوم هيهات فالمقاومة التي بدأت بالحجارة في انتفاضتها الأولى عام ١٩٨٧م مرورا بجميع الانتفاضات والهبات المقدسة قد تجاوزت فوهات البنادق وصولا الى الصواريخ والمسيرات والهبوط المظلي وحققت تكنولوجيا المقاومة حالة متقدمة في الاتصالات والتعبئة الحربية والدراسات العسكرية التي سخروها من أجل مشروعهم العظيم .
هنيئا لكم يا شعب فلسطين العظيم هذا الرباط المقدس وهذا الانتصار العظيم وهذا الاقدام الجسور هنيئا لكم شعب نصفه شهداء ونصفه الآخر مقاومون يرسمون ملاحم البطولات والانتصارات فقد شرفتم هذه الامة التي تنبض اليوم معكم في كل لحظة بالدعاء والمشاركة، فهذه الامة ما زالت حية وذات شكيمة وقوة بأس وهي متأهبة لتنال شرف النصر، هذه المعركة الكبرى طوفان الأقصى تذكر أبناء الامة جميعا بمعارك المسلمين بدر الكبرى والخندق وخيبر وحطين وعين جالون وتذكر بآخر انتصار تحقق بإرداة عربية موحدة قبل 50 عام في معركة العبور العظيمة، ولاشك أن المقاومة البطلة التي حددت كل التفاصيل ورسمت تقديرات الموقف لهذا الهجوم النوعي المباغت هي جاهزة لأي رد فعل من قبل الاحتلال الصهيوني الذي لا يملك إلا استهداف المدنيين الآمنين الأبرياء لانهم لا يتجرأون على الاقدام على المعارك البرية رغم القدرات المتاحة لهم ورغم الدعم الدولي الذي يأتي من وراء البحار والمحيطات في لحظة فارقة بين الحق والباطل .
الحق الفلسطيني سيعود وسيتحقق أمل اللآجئين الفلسطيين الذين هجرتهم هجمات عصابات بني صهيون من ديارهم عام 1948م لسان حالهم يقول سنرجع يوما الى يافا وعكا، وسوف يتحقق وعد الله كما جاء في سورة الاسراء وهذه الملاحم والانتصارات هي تأكيد على أن هذا الشعب سينتزع حقوقه رغم كيد المعتدي الذي احتل أرضهم ومارس كل أنواع الطغيان والاجرام والتعذيب ضد الشعب الفلسطيني في أقذر وأقبح احتلال على وجه التاريخ وآن الاوان أن يستعيد هذا الشعب حقوقه بالقوة رغم أنف المحتل وداعميه .
اليوم يتمركز أبطال عملية طوفان الأقصى في عقر المستوطنات التي اقامها الاحتلال بشكل غير مشروع وكسر جدارهم العازل وقهر جيشهم المحتل وهم ينتقلون من هدف الى آخر ومن مستوطنة الى أخرى ينفذون خططهم المرسومة بإحكام مقبلين غير مدبرين فلله درهم يقتحمون الردى ويزلزلون الخصم تناصرهم بملائكة السماء فهم أصحاب حق غايتهم مشروع التحرير العظيم .
قال تعالى: “فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ” لاشك أنها معركة الكرامة وعودة الحقوق وانتصار عظيم على الغطرسة الصهيونية والدولية وهي معركة مشروعة حسب القوانين الدولية والحقوقية والدساتير لتحرير الارض والتخلص من الاستعمار وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته في تنفيذ القانون الدولي بعد 75 عاما من الاحتلال الصهيوني لارض فلسطين، ولا شك هناك قضايا رئيسية تجاهلتها المؤسسات الدولية هي اليوم مطروحة على ساحة المعركة لذا نقول لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
خميس القطيطي