حُضيت المرأة العمانية مُنذ فجر النهضة باهتمام وتقدير عالي من قِبل القيادة الرشيدة عبر مسارات التمكين والقيادة في قطاعات عديدة أثبتت المرأة من خلالها على قدرتها على العطاء والانتاجية بشكل مميز.
أضحت اليوم ريادة الأعمال تشكل عمود رئيسي من أعمدة اقتصادات الدول في ناتجها المحلي وخلق العديد من فرص العمل والتوظيف والتدريب وغيرها من المنافع الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات، ولسنا نحن ببعيدين عن هذا الحِراك على المستوى المحلي في سلطنة عمان، إذ أصبحت اليوم رائدة الأعمال العمانية متواجدة في السوق على مستوى تقديم المنتجات والخدمات والحلول في مختلف القطاعات الانتاجية والخدمية عبر الشركات الناشئة والصناعات الخفيفة وأصبح دورها بارز في تكملة الجهود الوطنية الكبيرة في هذا القطاع، ومع ازدياد هذا الحراك والنمو والتنافس المفتوح أصبح من الضروري أن يتم تمكين رائدات الأعمال العمانيات على مستوى الفرص المتاحة في مشاريع القيمة المحلية المضافة وكيفية موائمة ما تحتاجه الشركات الكبيرة من خدمات ومنتجات عبر هذه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك للشركات الكبيرة دور بارز في توطين بعض الصناعات الصغيرة عبر دعم وتمكين كيانات تجارية تُلبي الاحتياجات الغير متوفرة في السوق المحلي وتكون ذات جدوى اقتصادية.
وتتجه اليوم العديد من الاقتصادات حول العالم إلى الدفع بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة لتكون قادرة على مواكبة المتطلبات السوقية وفي هذا الإطار أيضاً يمكن أن يكون لرائدات الأعمال نصيب من هذا التوجه الدولي والمحلي عبر نافذة التمكين في البرامج القيادة التنفيذية التخصصية التي من شأنها أن تطور مهارات رائدات الأعمال وكذلك تبني لديهن القدرات القيادية التنفيذية على مستوى عالي جداً من الاحترافية لتكون المرأة الريادة ذات كفاءة متجددة ومتطورة وتنمو بشكل مستمر على حسب أحدث الممارسات والتجارب القيادية المحلية والدولية، ويمكن لهذا التمكين أن يتوسع على مسارات استراتيجية ومسارات تنفيذية إذ أن المسار الاستراتيجي أصبح ضروري جداً للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذلك المسار التنفيذي له الدور المهم في تحقيق كافة الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة ولا نغفل أيضاً عن التمكين في المسار الاستثماري الذي يعد مساراً مهماً يجب أن يمكن في رائد الأعمال بشكل عام حتى يستطيع التعامل مع كافة الظروف والتحديات المالية والتوسع والنمو عبر نافذة الاستثمار.
وعلينا أن نتكاتف جميعاً من أجل الدفع بمنظومة ريادة الأعمال بشكل عام وتمكين رائدات ورواد الأعمال بشكل خاص ليكونوا قادرين على خلق الاستمرارية والاستدامة التي نستطيع من خلالها أن نضمن القيمة المضافة لهذه المؤسسات والأثر الاجتماعي والاقتصادي لها لسنوات طويلة.
المهندسة/ هبة بنت سعيد الكيومية- رائدة الأعمال