في بدايات الطفولة أسمع كثيرًا نصائح أهلي وأقاربي في كيفية اختيار الصديق ورفيق الدرب، وفي مرحلة المراهقة زادت التوجيهات من الأهل، لا ألومهم في ذلك فخوفهم على مسيرة حياتي كان الهاجس الذي يزعج مضجعهم وتفكيرهم برغم هدوئي وعدم مرافقة رفقاء السوء، مرت الأيام والأعوام وأنا أبحث عن رفيق الدرب، فلا بد من مساندة الصديق في بعض المواقف، لقد وجدت أكثر من صديق والحمدلله توفقت في الاختيار وصارت الأمور كما أرادها الله ثم الأهل.
وجدت الأصدقاء، ولكن دائمًا أبحث وأسأل من هو رفيق الدرب في الحياة؟ وهل هي كلمة يتفق على معناها الجميع؟ أو لكل فرد تعريفه الخاص به؟ وهل من الأساس يوجد ما يسمى ب( رفيق الدرب)؟
مرت الأيام الطوال وأنا في موضع ” جاري البحث” وفي قرارة النفس عندي قناعة بأن رفيق الدرب ليست كلمة تقال، إنما هي كلمة تتدفق عبر مفرداتها وحروفها المشاعر لتلتقي بين الأحباء، ووصلت إلى قناعة أيضًا بأن رفيق الدرب هو من يجعلك دائمًا متماسكًا في الأوقات والظروف الصعبة، ويكون كالعمود الفقري لهيكلك، ويكون كالبوصلة التي توجهك لأهدافك الصحيحة والصائبة، ويساعدك كالأب والعم والخال والأخ والصديق، ومع ذلك البحث الطويل أرسل لي القدر رفيق الدرب بعمر أحد أبنائي سبحان الله، فكانت لنا رفقة ومشاركات وحضور متلازم ودائم وتنظيم وتنفيذ أعمال مشتركة في المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية، رفيق دربي جعلني أرتقي للآفاق باسلوبه المتميز والراقي، رفيق دربي الشخص الوحيد الذي تأقلم مع شخصيتي وتعود على اسلوبي الذي يراه البعض غامضًا ومتقلبًا وغير مفهومًا ولا واضحًا، فحان الوقت أن أفصح عن اسمه أنه ” الاستاذ أحمد بن خميس بن خلفان القطيطي” الله يديم الرفقة الطيبة والخالصة لوجه الله تعالى يا أبو أزيان.
خليفة البلوشي