عمومَ ملوكِنا وقادتِنا العرب
بِدُونِ تحية..
وبعدُ…
فنعلم أنكم ابْتُليتُم ببعضكم، وابتلَتْ شعوبُكم بكم، ولكن لأولئك الذين ما زالت فيهم ذرةٌ من الإنسانية، ولا أقول الإيمان، فأنتم أعلم بإيمانكم، لأولئك الذين لم يستحيلوا لوحوشٍ في داخلهم، ولم يفقدوا بعدُ بَوصلةَ إنسانيتهم -وإن كادوا-، ولم تمت ضمائرهم، وأَمَلُ إنعاشهم ودبِّ الحياة في أنظمتهم السياسية وموقفهم السياسي الميت وارد، نقول لكم: وقد عجزتم بسبب وجود الخلافات وتباين المواقف بينكم، وعجزت جامعتكم العربية -غيرُ ذاتِ الفائدة بل الضَُرِّ ولا شيء غيرُ الضر-أن تصطف للوطن العربي، ولشعوبه في محنة بعضهم اليوم، لتخاذل بعض القادة من زملائكم في الجامعة، تخاذلا قد يراه كثيرون عمالة وخيانة وخنوعا…. تشي به مواقفهم الأحادية، وتنطق به خطاباتهم، نقول للقادة أصحاب الضمائر الحية -ولو شيئا يسيرا-: إنه كما كان لأولئك القادة الزملاءِ مواقفُ مستقلةٌ تميل للباطل والظلم، وتوفر للعدو تغطية وسببا لخنق الماء والدواء والوقود عن غزة، ولنفسها سببا آخر لتواكلها وعدم إصرارها على فتح المعابر لقطاع غزة، وتغرد بكل جرأة خارجَ السرب، وتستمري التعاونَ والتدريبَ وعقد التمارين وأشكال التنسيق بمختلف أنواعه مع العدو النازي وهو يجرم بالمدنيين والعزل وينتهك المساجد والكنائس والمدراس، وكأن شيئا لم يكن، و كأن إبادةً في حق الأبرياء والمساكين من أهلهم ودمهم لا يعنيهم، نقول: كما كان لأولئك القادة والدول مواقفُ سالبةٌ اتجاه شعبكم وأهلكم في غزة فليكنْ لكم -بقيةَ ملوكنا وقادتنا- مواقفُ مشرفةٌ مستقلةٌ -حتى على مستوى دولكم-… مواقفُ تُعِيدُ لكم شيئا من هيبتكم أمام المجتمع الدولي، وترفعكم عن موطئ المهانة، الذي أحلّكم فيه ويُحِلُّكم الغرب المنافق بوقوفه مع عدوكم رغم ظلمه، وتركِه لكم رغم كثرتكم، وإحراجه لكم مع شعوبكم…. مواقفُ ترفض أن يبقى دمُكم أرخصَ من دم الصهيوني المحتل، أو أن يكون موتاكم أحقرَ من موتاهم.
نقول لملوكِنا وباقي قادتنا ذوي الضمائر الحية: إن تعذر عليكم أن تَنْزِعُوا للحق جماعةً، فانزِعُوا إليه وِحدانا، مثنى وفرادا، معتذرين إلى ربكم والتاريخ، وإلى شعوبكم والمظلومين، وإن عجزتم أن تنزعوا إليه عسكريا لظروف مختلفة، فانزعوا إليه سياسيا، فمستوى ردود أفعالكم للأسف متخلفة لا ترقى لحجمِ جريمةِ ما تُنْتَهَكُ به أعراضُكم، وتُسْفَكُ به دماؤكم، وتُدَنَّسُ به مقدساتُكم في فلسطين عامة وغزة خاصة…. مواقفُ سياسيةٌ واجبةُ الأداء الآن قبل غدٍ، لعلكم تستعيدون بها توازنكم، وتَرجِع لكم مكانتُكم أمام العالم، وقبلها أمام شعوبكم، وهي:
- حِرمانُ الكيان المحتل من أكبر إنجازاته السياسية التي حققها، وإعادتُه لعام ١٩٤٨ م، وذلك بسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب، وقطعِ العلاقات معه، ووقفِ التطبيع بكل مظاهره، وأيِّ تعبيرٍ باتجاه ذلك; منها منع تحليق طيران الكيان في سماء العرب (الخليج العربي مؤخرا)، وغلق أي مكاتب تنسيقية أو شبيهها بين العرب والكيان، كانت اقتصادية أو عسكرية أو علمية أو رياضيةً أو غيرَ ذلك
- كفُّ ملوكنا وقادتنا عن استعمال لغة الخنوع والجبن في خطاباتهم ومقابلاتهم وتصريحاتهم الرسمية والإعلامية في سياق الإبادة والذل والإحراج الذي ينالهم وينال أمتهم، فذكر السلام وحلِّ الدولتين، ومناشدة المجتمع الدولي أن يؤدي دوره في غزة لوقف الإبادة-وهل يبيد غزة اليوم إلا المجتمع الدولي المزعوم؟- ومساواة المدنيين، بين من يبادون عن بكرة أبيهم وبين من يعالجون نفسيا بسبب هلعهم، كل ذلك ومثيله يراه العالم الحرُّ لَعقًا لأقدام العدو، واستسلاما له، وأنّى للعق الأحذية أن يُوَلِّد رحمة، إلا ركلةً إثرَ ركلةٍ في النواصي والاقدام.
- الرجوع عن أي معاهدات مع الكيان وأي تسهيلات حتى قيام الدولة الفسلسطينية (إلغاء معاهدات؛ كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة)، فلا يكفي جلالة الملك ولا جلالة الملكة -أخذ الله بأيديهم وأيدينا إلى الحق- أن يُدينَ بخطاب ومقابلة متلفزة، فهذا لا يرقى لمكانة جلالته، بل هو شأن رجل من عموم الشعب لا يملك من أمره إلا صوته، أما الملوك فالفعل ينطق باسمهم واسم غضبهم قبل القول، وإن كان من قول فهو عالٍ وصارمٌ على قدر المقام، فطردُ سفير الصهاينة وقطعُ العلاقة معه أبلغ رد من قبل جلالة الملك، إن تعذر التدخل العسكري أو تأخر.
- رجوعُ السلطة الفلسطينية لحضن المقاومة، وقطعُ التعاون الأمني مع دولة الاحتلال في الضفة الغربية وأي مكان في فلسطين وعلى أي مستوى، وتوجيه الأمن الوطني لحماية الضفة وأهلها ضد الاحتلال، حتى قيام دولة فلسطين حرة مستقلة تنفيذا للقرارات الدولية المتخاذل عنها.
- إعلان الكيان الغاصب عدوا رسميا، وعدم الاعتراف به دولةً حتى قيام دولة فلسطين أولا، ولا شيء قبل ذلك
- طردُ سفراءِ الدول التي داست على كرامتكم، داست على إسلامكم عروبتكم ومنطقتكم، داست على أهلكم وأناسكم، داست على كبريائكم، من دول الغرب المارقة على الإنسانية، دول الظلام والإرهاب الحديث؛ أمريكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، وكل الدول والجهات التي ترقص على جثثكم في غزة، وتنافق العدو على حسابكم وحساب دمكم العربي وتاريخكم وثقافتكم، أو على أقلها استدعاؤهم والتعبيرُ لهم عن رفض نفاقهم على حساب الجنس العربي ودماء الأبرياء والأطفال والشيوخ منهم في غزة، ودعمهم للكيان الغاصب بالسلاح والجنود وتغطية جرائمه بتعطيل قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، وتحميلُهم مباشرة كل مآلات هذا الاصطفاف الآثم، بما فيها محاكمات جرائم الحرب على قادتهم وحكوماتهم.
- إصدارُ قوانين تُجَرِّمُ التطبيع مع الكيان المحتل أو التعامل معه ومع أي دولة ومؤسسة تستظل بظله، وتغليظ العقوبات، وتوصيف التعامل معه على أنه خيانة عظمى، وجزاؤه القتل أو السجن المؤبد على غرار قرار العراق العظيم الأخير
- مقاطعةُ أي نظام عربي يتمسك بالعدو وعلاقته به، وسحبُ السفراء منه، وينزل منزلته حتى يأوبَ لرشده ويعودَ لأمته العربية وبيئته وينتصرَ للمظلوم منه، أو يهلكَ معه، ويقضيَ الله فيه أمرا كان مفعولا.
- استخدام أي وسيلة ضغط ممكنة لكبح جماح الدول الرعناء الغربية المعتدية وكيانها المحتل عن إبادة الناس وقتلهم في غزة، بما في ذلك خيار النفط والمعادن المصدرة لهذه الدول.
- التوجه نحو الشرق والتحالف في هذا الملف مع دول الشرق الاسلامية ومنها إيران، وأيضا التحالف مع روسيا والصين والالتحامُ معهم لتكوين جبهة مقابلة لجبهة الغرب المجرم وكيانه الحقير، تخفف من وطئة الإجرام والظلم في حق الشعب الفلسطيني المجاهد.
- تعديلُ المصطلحات في الإعلام العربي ليعكس هذه الحالة من العلاقة بين الدول العربية والكيان المحتل المجرم، وتعميمُ ذلك على الإعلام وغيره، وإرجاعُ قضية فلسطين قضية محورية في مناهجنا الدراسية حتى لا تنسى الأجيال الحق المسلوب.
- تجريمُ أيِّ تعاطفٍ مع الكيان من قبل المؤسسات التجارية الغربية العاملة في الدول العربية، وإصدار لوائح عقوبات والتزامات
- إدخالُ الإمدادات لقطاع غزة عبر الحدود المصرية وحمايتُها من قبل الجيش العربي
- إقامة مؤتمرات صحفية على مستوى وزارات الإعلام للصحافة العالمية بشكل دائم، مدعومة من الصحافة والإعلام الخاص، يعرض فيه جرائم الاحتلال والدول الغربية لتوليد أكبر ضغط منهم على أنظمة الشر المعتدية المشاركة في العدوان على العرب في شعبهم بغزة من خلال تبصير الرأي العام في دولهم عن جرائم حكوماتهم في حق الإنسانية ومبادئهم الديمقراطية المزعومة.
- عقدُ لقاءات وقمم ومؤتمرات مع اليهود المناهضين لدولة الاحتلال الصهيوني، والداعمين لسقوطها، ولقيام الدولة الفلسطينية الأصلية، وفتحُ المجال لهم للتعبير عن موقفهم، وأيضا لتحجيم الحروب الدينية أو الداعين لها من دول الغرب الإمبريالية المستفيدة من السلاح وبيعه على حساب الإنسانية.
إن ما نعيشه اليوم هو جولة بين الحق والشر، والعالمُ الحرُّ يتفاعل معه بصورة مطردة متزايدة، مع اختلاف أعراقهم وأديانهم وأجناسهم، والتاريخ يسجل المواقف ويصنفها، فإن حملت الإنسانيةُ بعضَ الدول الأجنبية لطرد سفراء الكيان المحتل من بلدانهم احتجاجا على الإبادة في حق الفلسطينيين عامة والغزاويين خاصة، فإن ما يجمعكم أيها الملوك والقادة العرب بفلسطين أكبر من ذلك، وأنتم أولى منهم بمثل هذا الرد وما هو أكبر منه، وللسلام والعفو والمغفرة سياق، وهو من صفاتنا الأصيلة، التي تغرسها فينا ثقافتنا وديننا (وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمۡ يَغۡفِرُونَ ٣٧/ الشورى…)، نعفو ونصفح ونسالمُ ونحن مقتدرون وفي سياقه، وللنصرة سياق نستمده من ذات الثقافة (وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡيُ هُمۡ يَنتَصِرُونَ ٣٩/ الشورى), وقد أصابنا البغي والظلم والعدوان، فسياقنا سياق نصرة وانتصار لا سياقُ سلام وهوان، ولغةِ تقهقر وخذلان، ونقول لأحرار الدول العربية وقياداتها العليا والمتوسطة دونكم ما ترون، فلا تَهْلَكُوا كما هلك قوم فرعون معه، ليس لطغيانه وسطوته عليهم، ولكن لسبق فسقهم هم في عدم استنكارهم وعدم جهدهم النصح والاعتراض بما يمكن: (فَٱسۡتَخَفَّ قَوۡمَهُۥ فَأَطَاعُوهُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ ٥٤/ الزخرف )، ونقول للشارع العربي والاسلامي والشارع الحر في العالم عموما، استمروا في فضح جرائم الاحتلال ودول الغرب الإرهابية التي تقف معه في خندقه، تبيد أهلكم والإنسانية في غزة اليوم، افضحوهم أمام العالم وافضحوا نفاقهم من خلال ما يمكن من وسائلَ ورسائلَ عبر منظومات الإعلام المختلفة، قَلَمَاً وَرسْما ومقطعا ومقطوعة وغير ذلك مما بين أيديكم وتستطيعه أنفسُكم، قوموا بتوثيق كُلِّ جرائمهم، وَلْيَرْفَعِ المحامون والقانونيون الأحرارُ في العالم العربي والعالم أجمع على دول الإرهاب المشتركة في الإبادة وحكوماتها وأنظمتها قضايا جرائمِ حرب أمام المحاكم المختلفة داخلية وخارجية، قاطعوا شركاتهم وعلاماتهم التجاريةَ للأبد، لا سيما تلكم المتعاطفةَ مع الكيان الغاصب، واخلقوا البدائل من داخلكم…. لِيَبْذُلْ كُلٌّ منا جهده بما في يديه، فإنه مسؤول عنه في الدنيا والآخرة، وملعونٌ كلُّ من كان بيده من موضعه شيءٌ يمنع هذا الإجرامَ والإبادةَ في فلسطين أو يَحُدُّ منه ولم يفعل…!
ونقول للمجاهدين المقاومين على الثغور في غزة وعمومِ فلسطين الحبيبة، قد وعدكم الله النصر بالتحضير بالمستطاع وإعداد العُدَّة بالمقدور ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡل ٦٠/ الأنفال) وقد أعددتم -بعد حصار جائر عليكم وعلى أهلكم امتد لسبعة عشر عاما ويزيد ولم يُنجدكم منه أحد-! ووعدكم بالتقوى والصبر في الميدان أن يمدكم بنصره وملائكته وجنده ( بَلَىٰٓۚ إِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ هَٰذَا يُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُسَوِّمِينَ ١٢٥/ آل عمران)، وقد اتقيتم وصبرتم; ….. اتقيتم فلم تقتلوا في الميدان طفلا صغيرا أو امرأة أو شيخا كبيرا، ولم تسفكوا دمائهم، وصبرتم على بطش عدوكم رغم خذلان العالم لكم، وعدمِ الوفاء بواجباته والتزاماته القانونية والشرعية والإنسانية بحماية المدنيين من أهلكم، كما التزم بها في أوكرانيا رغم كون الحرب الروسية الأوكرانية حربا ميدانية عسكرية لا تجعل المدنيين ولا منشآتهم أهدافا عسكرية كما يفعل الكيان الغادر اليوم… يبيد أُسَركم وأهلكم، ويمحوها من سجل الحياة عن بكرة أبيها كاملة مكملة عمدا، كما أعدم اليوم أسرة الصحفي المجاهد وائل الدحدوح -صبره الله وآجره- في ملتجئهم، وقد بلغت به العنجهية والعربدة لدرجة التصريح الإعلامي بذلك ببرود دم وتلبد ضمير، بل تكالب عليكم العالم الغربي المنافق وتداعى، فصبرتم على قتل نسائكم وأطفالكم، فلم يحرك ذلك منكم لتنتقموا من أسرى العدو ومحتجزيه – وقد كدتم لولا لطف الله بكم-، بل حتى من ساكني المغتصبات في هجماتكم الميدانية، كما كانت في زيكيم أخيرا، ورسالتُكم لقاطنيها، وتنبيهكم لهم خوفا على النساء والأطفال، رغم قدرتكم على دكِّ المستشفيات والمدارس كما تدكون المطاراتِ وغيرَها من الأهداف، وكما يفعل العدوُّ المجرم بكم وبأهلكم، فأبشروا بإنجاز وعد الله لكم وأمره-وقد وفيتم- وكان أمر الله قدرا مقدورا، واصبروا على الحق، وعلى سنة نبيكم مهما تخاذل عنكم المتخاذلون، وثبط المثبطون، وفي عيونكم قوله سبحانه: ( أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ ٢١٤/ البقرة)
حفظ الله غزة، وحماها من الإبادة والتهجير، وحمى الله فلسطين، وحررها من البحر إلى النهر عاجلا غير آجل، ونصر الله المجاهدين المقاومين، ورزقنا سبحانه الصلاةَ تلوَ الصلاة في المسجد الأقصى أعواما وأعواما، محررا كريما، وأخزى الله دول الشر الغربي والكيان المجرم، وفلَّ جمعهم، وبددهم، وردَّ كيدهم في نحورهم، وانقلبوا خائبين خاسرين، وحرَّك الله الأمة في ملوكها وقياداتها وأحيى حمية الحق فيهم، وخلصنا الله من المتخاذلين والعملاء والضعفاء من أصحاب القرار البائدين.
عبدالحميد بن حميد بن عبد الله الجامعي
الخميس
١١ ربيع الآخر ١٤٤٥ هـ
٢٦ أكتوبر ٢٠٢٣ م