يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده). ففي ظل انتشار وسائل العلم وقنواته وأدوات التعايش والتفاهم ومقتضياته إلا أنك تتعجب من مظاهر مرجعية في الألفية الحديثة، أن الكرة الأرضية تعج بالكثير من المخلوقات، بعضها متحرك وبعضها في جمود ” إنها حكمة الخالق” ومع هذه المخلوقات فيها مخلوق وضِعَ فيه العقل وهو الإنسان، ولكن السؤال هل في كل الأحداث يفكر به بدون رجعية واللا وعي .. لم أفهم ونحن نعيش في الألفية الثانية على كوكب الأرض، هل نحن نعيش التطور والثقافة والرُقي والتقدم، أم أن لا زلنا نعيش في التدهور والتخلف؟ وهل نحن نعيش الديموقراطية أم المناطقية والرجعية؟ من وجهت نظري لا تزال بعض العقول تعيش في زمن المجهول واللا معرفة واللا إدراك، فعندما تختلط الأوراق نوقن أننا سنتناثر الواحد تلو الآخر، وستتفكك عوامل الإصلاح والبناء لتبدأ بعدها عملية الهدم كما هو حاصل في واقعنا الذي أصبح فيه البعض لا لون لهم ولا طعم ولا حتى رائحة، بعد أن تحول المشهد إلى حلبة لتصفية الحسابات الشخصية دون أن يتم وضع أي اعتبارات أو حتى إحترام لهذا المجتمع الذي خابت آماله وهو يشاهد ويتابع ويسمع ما يحدث خارج النص .. عذراً أيها المجتمع :فالكثير من أركانه لدينا لا يهوى التعددية في الآراء والتعايش وإن بدى لك حسنهم، إنما ساحة كبيرة امتلأت بالعديد من الممثلين الذين أصبحوا يتبادلون الأدوار، ويجيدون النص وفق متطلبات مؤلفه، ويبدعون في الأداء بناء على أوامر وتعليمات المخرج .. عذراً أيها المجتمع: لا تزال العنصرية سائدة في كثير العقول التي نظنها مستنيرة، ومظاهر مرجعية يكسوها وشاح القبلية في بعض العقول التي لا تفرق بين الواقع والمستحيل وبين الحاضر والماضي وبين التخلف والتخبط.. عذراً أيها المجتمع: أن بعض البشر لا يزالون (كومبارس) يسعون جاهدين إلى النجومية لتحقيق المكاسب الشخصية .. عذراً أيها المجتمع : لقد تبخر من مخيلتنا التفاؤل، وتناثرت الآمال وتبددت المساعي لاستيعاب عقليات ناقصة .. عذراً أيها المجتمع: في الختام لا زلنا نطالب بحقوق لا نملك فيها خصوصية التملك، مجتمع يعيش فيه العديد من الممثلين، مجتمع يعيش بعقول أُصيبت بسقم متحورات المرج والهرج وعرض العضلات، عقول في كل المواقف والأحداث تخلط بالأوراق وتتعمد في عدم إيجاد الحلول، عقول رجعية لأبعد الحدود ضيعت قضايا إنسانية مهمة وركزت على نصوص وهمية.
خليفة البلوشي