بعد استيعاب الصدمة التي ألحقتها المقاومة الفلسطينية بمختلف تشكيلاتها بالكيان الصهيوني، حشد الكيان قواته ومتاريسه وعتاده وترسانته الضخمة لتدمير حماس، معتقداً لأنه يملك الجو والبحر والآن البر سيستطيع تدمير المقاومة، لكن على العكس من ذلك لقد فشل فشلاً ذريعاً، ومن أهم أسباب الفشل تحميل رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو مسؤولية هذا الفشل لذلك بدأنا نسمع عن مطالبات كثيرة من داخل حزبه نفسه بان ينحي نفسه لأن لم يضر بحزبه فقط بل أضر بما تسمى “إسرائيل” نفسها، وهذا يعني رغم الفاتورة الكبيرة لأهلنا في غزة لكن مجرد قبول هدنة الأربع ساعات اليومية على الأقل هي انتصار لفلسطين والمقاومة وباعترافهم هم.
ثانياً، كيف ترى أداء المقاومة؟
ما قامت به المقاومة لا شك بأنه مدروس 100% ولم تكن لتخطو هذه الخطوة لولا تأكدها من قدرتها على الانتصار رغم يقينها بأن الثمن سيكون باهظاً ولأن فلسطين تستحق فقد نجحت المقاومة في قلب الرأي العام العالمي ضد هذا الكيان الغاصب الدموي والمتوحش، فضلاً على ان التكتيكات التي تتبعها المقاومة وبسواعد المقاومة تؤكد أن الخبرات المحلية والقوة التي صيرت لسنوات وهي تطور فيها دون فضل سوى لله سبحانه وتعالى وهي صاحبة النصر الوحيد الذي سيتحقق بإذنه تعالى، لذا فهي تقم بدور بطولي عجزت جيوش مدججة عن تحقيقه وهذا ما يفسر الجنون الصهيوني الهيستري في قصف غزة دون تفكير إذا صح التعبير.
ثالثاً، القمة العربية
بالنسبة للقمة العربية والتي تعودنا على خطاباتها منذ لحظة نشوئها، لم تنصف يوماً بلداً عربياً مستضعفاً، لا بل تشعر بأنها عاجزة حتى عن إصدار بيان يجرّم الكيان الصهيوني، وبالطبع نتفهم بأن كل بلد عربي مرتبط بسياسته الخاصة وموقفه من الصراع، لكن هناك نقطة يجب أخذها بعين الاعتبار، هنا لا يوجد حلول وسط ولا أنصاف حلول، فإما تكون مع فلسطين أو تقف ضدها فمسألة الحياد هي أخطر من انتهاج احد الموقفين، لذلك وقبل صدور البيان لا يمكن التعويل عليه لأنه لن يحقق شيئاً لفلسطين، فما يحدث لا يحتاج إلى قمم بل يحتاج إلى فعل فوري، أقله وقف الإمدادات النفطية وإغلاق سفارات وطرد سفراء ووقف التعامل التجاري وهنا أشير عمداً إلى الدول المطبعة، أما إن لم يحدث ذلك، فالسؤال ليس بمكانه وهو تضييع للوقت لا أكثر ولا أقل.
رابعاً، عربات إسعاف من الكويت
الكويت معنية بالقضية الفلسطينية بمختلف أطيافها على أعلى مستوى، وبدون مجاملة نتمنى تقديم أكثر من ذلك والمساعدة بكل طاقتنا ولكن العجز الذي نعاني منه أسوةً بكل شعوب العالم الواقفة مع فلسطين تبين أن هذه المساعدة خجولة وبسيطة أمام ما يعاني منه أهلنا، لكن ستستمر الكويت في دعمها بكل السبل المتاحة وليس لأنها بلدي، لكن أرى أن موقف الكويت هو الأصدق والأقوى من بين جميع الدول العربية وهو موقف ليس وليد اللحظة بل هو موقف قديم صكت له القوانين لكل من يفكر التعامل مع الكيان المجرم لفظاً او عملاً وهذا أقل ما يمكن فعله لنصرة أهلنا في فلسطين.
خامساً، الموقف الأمريكي
إن الموقف الأمريكي أصبح معروفاً انه يريد تدمير فلسطين لراحة الكيان مستقبلاً، لكن له أهداف أخرى وهي استمرارية الديمقراطيون في البيت الأبيض على حساب أشلاء الشهداء، فكم من رئيس أمريكي جلس على أشلاء جثث الشهداء من سوريا إلى العراق واليمن ولبنان وفلسطين وفيتنام ومن ينسى هيروشيما وناغازكي، فهذا البلد مجرم لا يخجل من إبادة شعوب للإبقاء على قوته ولكن لا مدمراته ولا حاملات طائراته تستطيع وقف الزحف المقاوم فالحياة موقف إما العيش بكرامة أو الشهادة في سبيلها.
عبدالعزيز بدر القطان