في وطني عًمان تتغني الحياة، وتطرب الأنفس، وبين أرضه وسمائه يتعانق الجمال، وفي جمالياته يشدو البوح، ويجد الحنين لكل شبر فيه سعادة في النفس،
كم هو وطني لغة راقية، وبلوغ إلى الثريا في مداها واسعه، وأنفس تؤمن بالعشق لتهنأ النفس وتنتعش الحياة بهاء وجلالا، فكر يتأمل، وروح تنشط، وعقل يتفوق، وتنمية تزدان من أجل الإنسان،
كل شيء في وطني جميل، فأينما اتجهت أرى ابتسامته تضيء لي طريق حياتي، يحتضنه قلبي، وتعشقه نفسي، إنه ملاذي وجنتي وأرضي وسمائي، كبرت وأنا على ترابه أنشد المستقبل، وتعلمت وأنا في مدارسه أقرأ أنشودة الأمل، وأسعى لبلوغ ذرى المجد.
في منابر العلم حياة العدالة وروح النظام وجودة الفكر، يبني لي الحياة مجدا، ويسمو بتعليمي نبلا، ويهمس في نفسي لأكون في قوة إرادة، وعزيمة عطاء، وشموخ إنجاز، وعطرا فواحا يزين عبيره حياتي الجميلة.
في وطني يشدو الجمال دلالا، ويشرق في محياه الجمال بهاءً، ويهدي الأمل أنشودته العذبة المغناة من عصافير الحياة الجميلة وطفولتها العذبة الرائعة وهي تغرد بحب عمان : الله والوطن والسلطان، في سيمفونية إبداع وبوح مشاعر فداء وعرفانا، قيما رفيعة ومعان نبيلة وأنفس تنشد الثريا في الاقدام والعمل والحفاظ على أرض عمان وترابها الطاهر.
نمتطي في وطني شموخ النجاح، ونبي في ظله ثوابت الانجاز، ونقطف من خيراته ورود العطاء، يسمو بأرواحنا حيث النبل لاح، أمنيات جميله، وأفكار رصينة، ليهنأ لنا الوطن وينتعش به الجمال، يغرد حيث الحب والأمل، والصفاء والنقاء.
في وطني ميلاد لحياتي الهانئة، لحكايتي في أزقة قريتي الصغيرة، وبين جدرانها المهذبة بلون الضياء، أقرأ فيه نفسي ، واستذكر فيه دروسي ، وأفهم فيه ذاتي، وأسجل مواقفي ومساراتي، وآمالي وأحلامي، وأعمالي ونجاحاتي، لأشدوها بألحان الوطن الخالدة ، وأنشدها بلغته الجميلة، بلحن الحب والسلام، والتنمية والتطوير، والنهضة والجمال. بلحن العهد السعيد.
في وطني تُبنى الهمم المعطاءة، وتسعى الأنفس المطمئنة لبلوغ رزقها رغبة وصدقا واخلاصا، روحا نقيه صادقة وفيّة، وهي تتجه لأرزاقها شكرا لله وحمدا ، سعي مشكور، وجهد محمود، حيث يلتقي الحب مع الانجاز والتنمية والحضارة ، وتسمو الروح، وتزهر الأرض خيرا وأمنا وسلاما، ووفاء وعطاء وتفاؤلا.
في وطني عطاء ممتد، وحجم انجاز شامخ، يصعب إحصاؤه أو حصره أو اختصاره، في جمال رونقه وجلال مشهده، تمتزج فيه الحكمة بالخبرة، والتجربة بالتربية، والوعي بالروح المعطاءة لأبناء عمان، حبا لعمان وأبنائها الأوفياء.
في وطني يتجدد الأمل، ويزدهر العمل، وتستنطق القيم، وتقوى المبادئ، وتشدوا الحياة بأروع الالحان، لتبنيفينا مساحات العطاء المخلص المتجدد للوطن ومواطنيه، حياة مطمئنة وواجب مقدس، وفضل متحقق، وكرم لا ينتهي ثوابه، تجدد في النفس العمل، وتبعث في أبناء وطني شعورا، بجميل تحقيق الأمنيات الحالمة، وصناعة الأفكارالراقية.
في وطني يغرّد النجاح، ليزرع فينا حماس العطاء الممدود، يستنهض عزائمنا حيث التنمية والانجاز ، تحتوينا نسماته، وتأسرنا ألحانه، وتبهجنا ابتسامته، وتطربنا أغانيه ، وتراقص أفكارنا ابداعاته وخيالاته، ولوحاته الفنية التي تحمل جمال حصونه وقلاعه، وسفنه ومراكبه، وأشرعته ومراسيه، ووديانه وأفلاجه، وسهوله وصحاريه، وجباله وهضابه ، لتزيدنا من شغف البحث في ثرواته ، والغوص في أعماقه، واستكشاف كنوزه وجواهره، خيرا عظيما، ومنزلا كريما.
وطني بحبك ارتوينا وبجمالك تغنينا وبنسيم هواك تنفسنا، تفيأنا ظلالك ولذنا بغطائك، ما أجملك صباح مساء، فجرا عصرا، عشنا في أرضك برغبة، ورغبنا في سماحتك بعفوية، نقبل ترابك، ونحتضن حبك ونردد صوتك ونهتف بك ونفتخر باسمك في العالمين.. منحت نفوسنا السعادة، ورققت قلوبنا سماحة وزيادة، فانت دوما عنوانا للتقدم، منهجا للبناء، ونافذة للجمال، ونهضة للفكر. لقد فاز الجمال بك، وانحنى يقبل تأريخك وتراثك في عشق سرمدي عذري ورقي فكر وسكينة روح، حيث القلب يسكن إليك، والنفس تهوى العيش فيك.
في وطني تعيش المشتركات، وتقوى المؤتلفات، وتتآلف المنظومات، وتتفاعل الأولويات، في ظل حوار وتسامح، وتواصل وتعايش، وود ووئام، وتقدير واحترام، تعلو بنيه سمة الوقار، وتصدح بينهم مشاعر الود والإخاء، يؤمنون بأن الوطن واحد، يسع الجميع خيره وفضله، ويحتوي الكل كرمه وعدله، يهتفون جميعا بوحدته، ويتسابقون في خدمته، والانضمام تحت لوائه،
وها أنت وطني تحتفل بيومك الثامن عشر من نوفمبر ، ذلكم التأريخ العظيم الذي سيظل روحا تسري في كل جسد، وشغفا يهتف به كل بوح ، رابطة وطن الشموخ، ولغة جامعة لارث حضاري عصري خالد، ينسج خيوط الامل بقادم مشرق وحاضر زاهر، مدد روحي لنهضة متجددة ومسيرة عطاء لن يأفل بريقها، حاضرة في كل موقع، شامخة في كل مشهد، نهج يصنع في العمانيين القوة، ويرسم لهم طريق النجاح، وفاء لقابوس العظيم وولاء لهيثم المعظم.
د. رجب بن علي العويسي