نظم هذه المرثاة الأديب الكبير الشيخ محمد بن عبدالله بن علي بن عبدالله بن سعيد الخليلي في الشيخ الفقيه سعيد بن فاضل الشعيلي المعموري البهلوي رحمه الله الذي وافاه الأجل يوم الاحد 11جمادى الأولى 1445 هـ الموافق 24 / 11 / 2023 م .
سعيد لعمري أنت دوماً وفاضل
بدنيا وأخرى يوم تعلو المنازل
فأنت برغم الفقد صيتك ماثل
وصوتك في الأرجاء رعد زلازل
كأنك لم تبرح فناك ولم تزل
توافيك للإفصاح عنها المسائل
كما كنت في صدر المجالس مَعلَماً
يحج إليه الناس ساعٍ وسائل
يباكرك الإصباح بالنور ، شمسه
تحيي وفي الإمساء تهفو الأصائل
وأنت على مرّ السنين كوالحاً
صبوح المحيّا تتقيك الغوائل
تبسّمُ في وجه الزمان كأنما
تقول له ويك اتّئد أنت زائل
يقينك بالله العظيم تجذرت
رواسيه إيماناً غذته النوافل
كأنك من رضوى لرضوان حامل
رسائل أشواق فنعم الرسائل
فيا فلج المعمور بالله قل لمن
أتى وارداً إن السواقي مواحل
نزحن مياه العين حزناً ولوعة
على عَلَم دالت عليه الدوائل
بكته بيوت الله لله خشعاً
فكم بات فيها باكياً لا يزاول
وكم من كتاب والليالي ومصحف
شهود عليه والدموع الهوامل
فيا أيها المعمور والمجلس الذي
يكفكف دمعاً في العزا لا يُساءل
نعزيك فيه اليوم والكل واجم
وكل دهته بالفقيد النوازل
ويا أيها الشيخ السعيد بن فاضل
ومن لشعيل قد نمته الفضائل
نعزي بنيك الأكرمين ومن رقى
حصون شعيل إنهم لمشاعل
ونزجي لأهل العلم والحِلم والتقى
أحرّ التعازي بالدعاء تَكامَل
هنيئاً لك الجنّات والصحبة التي
تقرّ بها عيناً كما أنت آمل
مع الأنبيا والصالحين وحزبهم
بفردوسك الأعلى الذي أنت نازل
فصلّ وسلّم ربّ ما النجم شارق
على المصطفى نوراً وما هو آفل
وآلٍ وصحب والأُلى اتبعوا الهدى
مدى الدهر أو ساروا وسار الأوائل
محمد بن عبدالله الخليلي
بركاء
ليلة السبت 18 جمادى الأولى 1445 هـ
2 / 12 / 2023 م