حوار: خليفة البلوشي
ما إن يبدأ العام الدراسي الجديد إلا وبدأت معه طلبات المشاريع الطلابية والتي يراها بعض أولياء الأمور وخصوصًا ذوي الدخل المحدود وأصحاب الضمان الإجتماعي أنها متعبة ومرهقة وهدر للمال ولا تعود بالفائدة المرجوة، والذي يزيد الوضع حسرة ومرارة حينما تشاهد تلك المشاريع مرمية في صناديق وحاويات النفايات أخر العام، مما يثير ذلك ردود أفعال من قبل أولياء أمور الطلاب، وبصراحة أصبحنا نسمع بشكل مستمر نقاشات تتداول بين أوساط الناس في المجالس والمنازل وحتى في المساجد عن هذه القضية، وفي هذا الحوار دعونا نتابع ماذا قالوا بعض المواطنين في هذا الحوار.
أحمد بن سالم الحوماني هو أول المشاركين حيث قال: تعتبر المشاريع الطلابية من الأشياء المهمة للطلاب، فهي مفيدة لتنمية مهاراتهم وتساعدهم على الابتكار، وهذا هو مايتجه إليه العالم في عصرنا الحاضر، ولكن مايحدث وما نشاهده في الوقت الحالي هو امتلاء حاويات القمامة بهذه المشاريع أمام مرءا الجميع أليست هذه المشاريع مكلفه؟ ألا تشكل عبئ مادي على ولي الأمر؟ بكل تأكيد تشكل عبئ لا يتحمله ولي الأمر وخصوصًا صاحب الدخل المحدود، وكذلك يشعر بالحسرة عندما يرى مشاريع إبنه التي دفع فيها المبلغ الفلاني في مكبات النفايات، ولكن إذا قامت المدرسة بالاحتفاظ بهذه المشاريع وإبرازها في وسائل التواصل الاجتماعي على أقل تقدير، بكل تأكيد ستكون لها انعكاس جميل لولي الأمر مما يشجعه ذلك ويجعله يوفر جميع احتياجات إبنه للقيام بمشاريع طلابيه أكثر إبداعًا، كما يجب على الهيئات التدريسية توفير قسم خاص للمشاريع الطلابية للحفاظ عليها لسنوات طويلة يتوارثها جيل بعد جيل، أو وضعها في الأماكن السياحية كالقلاع وغيرها من الأماكن وخصوصًا تلك اللوحات الجميلة وتكون باسم الطالب صاحب المشروع ليعطيه الدافع المعنوي لتقديم أجمل المشاريع عندما يشاهد عمله معلقًا باحدى الأماكن السياحية أو المعارض على سبيل المثال بدلًا من رميها في حاويات القمامة.
أما راشد بن فاضل السعيدي قال: كل منا يسعى خلف تحقيق أهداف التعليم المتقدم لأبناءه، ويسعى جاهدًا أن لا ينقص على إبنه أو إبنته أي شي من النواحي التعليميه، ولكن مايحدث الآن في الساحة التعليمية من طلبات ومشاريع تثقل كاهل ولي الأمر ويقلل من قيمة هذا المشروع وهدفه الذي يكون نهايته مع أكوام النفاية المدرسية .. هل علمت كم كلف ذلك المشروع ولي الأمر من الوقت، وكم من أفكار حاول تطبيقها كي يكون مشروع هادف وناجح؟؟
كل هذا من أجل إبنه أو إبنته، إذا كان لا بد من وجود المشاريع الطلابية هذه لماذا لا يكون هناك إعادة لاستخدام هذا المشروع لسنوات لاحقه، أو أن يكلف كل صف بعمل مشروع واحد فقط يرحّل إلى السنة التي تليها كي يستفاد منه للمدى البعيد، وقد يكون أشعار ولي الأمر بعدم تكرار فكرة المشروع أمرًا مهما كي لا تتكدس هذه المشاريع بلا فائده، وأضاف السعيدي: في خلاصة كلامي المشاريع الطلابية قد تكون هادفة ولكن لاتوجد استدامة لها يجب على المدرسة عدم إجبار أي طالب على عمل المشاريع المدرسية إلا إذا بادر الطالب بنفسه مع وجود لائحة تعليمية بكيفية إجراء المشروع وعدم التكلف به وعدم تكرار هذا المشروع بنفس الفكرة مع الحفاظ عليه في مكتبة المدرسة للرجوع إليه في السنوات التي تليها ..هنا لا نثقل على ولي الامر ونستفيد من المشروع لأكثر من مرحلة.
ويقول الاستاذ علي بن عبدالله البلوشي أن المشاريع الطلابية تعتبر ذات أهمية كبيرة وتعتبر أداة مكملة للتعليم النظري، لأنه يعتبر نشاط عملي يساعد الطلبة في تنمية المهارات والقدرات والأنشطة العقلية والفكرية والتعليم من خلال المشاريع فعال ويرسخ المعلومات في أذهان الطلبة، ولكن الملاحظ أن المشاريع أصبحت تكليف على الطالب وفي معظم الوقت يقوم بتنفيذه أولياء الأمور من منطلق الحصول على تقدير مناسب ومرتفع من قبل المعلم وهنا يخرج المشروع عن مساره وهدفه الحقيقي وهو الارتقاء بمهارات الطلبة، وهنا يصبح المشروع تبديد للجهد والوقت والمال وبدون أي عوائد حقيقية على الطالب وللأسف الشديد تكون نهاية المشروع مأساوية وهي مكب النفايات، لذلك أجد الحل في تفعيل هذه الأنشطة داخل الغرف الصفية وفي المدارس ومن خلال المجموعات الطلابية، أو تكليف الطلبة بمشاريع بسيطة مع اخطار ولي الأمر وبالتعاون مع المدرسة أن يكون دوره إرشاد وتوجيه فقط دون تدخل مباشر وهنا تحصل الفائدة من المشروع الطلابي.
بينما أشار الأستاذ خالد بن طالب الزعابي على أن هناك الكثير من المشاريع الطلابية المفيدة التي تساعد في إثراء المعرفة لدى الطلبة في البيئة التعليمية وتجعل الطالب مرتبط ارتباط وثيق بالمادة التعليمية ويفضل أن يكون موضوع المشروع هادف ويخدم البيئة التعليميه التعلمية بدون تكلفة وبدون عبء على ولي الأمر، بحيث يكون بشكل مجموعات يشترك بها أكثر من طالب، وبذلك نستطيع أن نخفف العبء على الجميع. ويضيف الزعابي كذلك يجب أن تنفذ المشاريع من خلال سير اليوم الدراسي بحيث يستفيد منها الطالب بشكل اكثر وتكون تحت اشراف المعلم ، واختتم خالد حديثه قائلًا: يجب أن يستفاد من هذه المشاريع بحيث يقام معرض تعليمي في نهاية العام الدراسي ويكرم أصحاب المشاريع المتميزة على مستوى المدرسة أو الولاية وبهذا تكون الاستفادة منها بالشكل الصحيح.