أنا وكثيرون معي كانوا تواقيين وبشدة إلى رؤية ومعايشة هذا المخرج المبدع الذي ما زال يصر على البقاء معتكفاً في صومعته بصمت شديد ومتناهي ، هذا المبدع الذي أطال صمته عن تقديم الأعمال المسرحية إلا بين مدة وأخرى ويالطول تلك المدة ، ها هو اليوم يأتي مع حكيم الحياة ليحكم خشبة المسرح ب
ليس بالغريب على دكتور في قامة عبدالله سالم شنون رجل تتلمذ على يد كبار المخرجين المسرحيين مثل الدكتور عبدالكريم جواد وهاني مطاوع ومصطفى حشيش وغيرهم ، كان دائماً ما يصر على النهوض بمستوه الفني والتعليمي المسرحي ، فلميتوانا في تكملة دراسته في التعليم العالي بعد ما حصل على بكالوريوس من معهد العالي للفنون بدولة الكويت أنخرط في تكملة الماجستير ومن ثم الدكتوراة في جمهورية مصر الشقيقة ، كان وما زال تواق ويملئه الشغف في سبر أغوار الفن وخاصة أبو الفنون تلك الخشبة السمراء التي داعبت مشاعرة وأحاسيسه فأبدع فيها كممثل كميديان أضحك الحضور بتقمصه لشخصيات تحتوي على كركترات من الصعب على الممثل العادي أن يأتي بها ، وها هو اليوم يُبرهن على إمكانياته كمخرج يستطيع أن يقفز إلى مصاف المخرجين ذوي البصمة الحقيقية على خشبة المسرح .
ليس من السهل أن تدير طاقم كامل من ذوي الهمم وفي نطاق ضيق من خشبة المسرح بعد ما أختصرها إلى مكان واحد في المخطط المسرحي وهو وسط وسط المسرح ، هنا تتأكد بأن هناك مولد مبدع وليس مخرج عادي ، تحريك شخصيات من ذوي الهمم على كرسي بعجلات أو أخر غير مبصر ( كفيف ) وتوزعهم في هذه الرقعة البسيطة بهذه الحرفية أرى من وجهة نظري أنه أجاد عمله .
لقد ظهرت طاقات قوية من ذوي الهمم في أدائهم لأدوارهم وإنطلاق أحاسيسهم لتلامس وتعايش أحاسيس الحضور من الجمهور ، وهذا دليل حي على الإشتغالالكبير الذي أشتغله المخرج الدكتور عبدالله سالم شنون على إمكانيات الممثل من خلال تمكين هذه الفئة وأساسيات أداء الممثل وكيفيه إيصال مشاعرة وأحاسيسه للجمهور دون أسفاف أو تقصير .
الكاتب / أبو نُمير يعقوب السعدي