الحقيقة هي أن لكل إنسان مشاعر مختلفة ما بين فرحٍ وحزنٍ وخوفٍ وألمٍ وغيرها من مشاعر قد عاشها منذ طفولته وحتى يومنا هذا حيث إنه عاش قصصٌ كثيرة بعضها جميلة وأخرى مؤلمة.
ولكن عندما يتحدث الإنسان عن مشاعر قصصه و بالتحديد قصصه المؤلمة بكل تفاصيلها أي أنها مليئة بالخسارات النفسية و الجسدية ونهاياتها حزينة يكاد يكون خسر نفسه وظنّ أن هذا هو وهذهِ حياته لن تتغير وهو سيبقى على حاله يلوم نفسه ويقارنها بالآخرين، لذلك لابد أن يتقبل الإنسان كُل آلالامه و أوجاعه على هيئة دروس حياتية وبفضلها استطاع النهوض و المتابعة والعمل بكل جد و اجتهاد على تحسين شخصيته وجعلها أكثر قوة وتقدم لمواجهة القصص التي سوف يعيشها في قادم الأيام، أصبح لديه تجارب عديدة قد عاشها في الماضي تجعله يتفادى الكثير والكثير من الأخطاء في المستقبل، وأدرك الحقيقة الأسمى والأعظم أن الفشل ” ارتكاب الأخطاء” أساس النجاح والتميز ليس عيبا ولا نقصا كما يعتقد البعض إنما الفشل هو محاولة للوصول لمرحلة ما أو نقلة جديدة متقدمة للإنسان.
والحقيقة أن الإنسان لا ينسى مشاعر الألم بكل أشكاله من قلق وحزن وغيرهِ بل يتناسها بالمساواة و يهونها على نفسه بحيث أنه يرجع إلى فطرته الإنسانية السليمة ودينه وربه ويسلم أمور حياته كُلها لله سبحانه وتعالى، ويكون هذا التسليم ممزوج بالرضى، و يتقبلها بصدرٍ رحب، ثم يحق له أن يفخر بنفسه استعاد نفسه و قوته ولم يستسلم للألم.
ورسالتي لك أن الفشل هو سلم من سلالم النجاح سواء على المستوى الشخصي أو المهني، أمرٌ طبيعي وجميع سكان الكرة الارضية كانوا و لازالوا يعيشون قصص مليئة بالفشل وارتكاب الأخطاء لذلك أنت لست الوحيد الذي عاش وذاق طعم الفشل.
ثم إن الحياة مليئة بالتحديات والمغامرات المدهشة والرائعة التي تطور من خلالها الإنسان عندئذ يجب أن تكتشف نفسك، والتغيير يحتاج إلى وقت وجهد كبير، وتتقبل نفسك و ذاتك من الداخل قبل الخارج هذا أمرٌ بالغ الأهمية بالنسبة لكل شخص يريد تحقيق التقدم في حياته الشخصية و المهنية نحو الأفضل.
غفران بنت صالح الهدابية