الشريعة هي شريعة الله المثالية في الإسلام، كما أن النظام القانوني الإسلامي هو نظام يهدف إلى تحقيق مُثُل العدالة والإنصاف والحياة الطيبة، إذ تتمتع الشريعة بتنوع هائل، حيث يقوم الفقهاء والعلماء بفهم وتوضيح ماهية هذا القانون.
كما كانت الشريعة تاريخياً نظاماً واسعاً، وهناك مبادئ معينة في الإسلام تتطلب من المسلمين الذين يختارون الالتزام بها أن يتصدقوا، ويصلوا، ويذهبوا إلى المسجد، ويصوموا خلال شهر رمضان، وهذه بعض الأمثلة على كيفية أداء المسلمين لالتزاماتهم الدينية، إلى جانب كفالة الأيتام ومساعدة الفقراء والمحتاجين.
فالإسلام يحث على المودة والرحمة مع المسلمين وغير المسلمين، أما بالنسبة للاحتفالات بأعياد الطوائف الأخرى التي تحولت من رمزاً دينياً إلى طقساً تحت مسمى الحريات وما شابه ذلك، ونحن كمسلمين نقدس عيسى عليه السلام باعتباره أحد رسل الله الأقوياء،ومن المؤكد أننا كنا سنحتفل بنفس الشيء، لو كان هذا تقليداًأسسه يسوع وتلاميذه الحقيقيون، ولكن نحن نعلم بالتأكيد أن الأمر لم يكن كذلك، ومن المعلوم أن الاحتفال بعيد الميلاد قد أدخل إلى المسيحية على طريقة الطقوس الدينية الوثنية، وساد الاحتفال في البلاد التي فتحها النصارى.
لكن النقطة الأهم، أننا نؤمن بجميع الأنبياء، ونعتبرهم جميعاًيبشرون بنفس الرسالة الأساسية: لا تعبدوا آلهة أخرى إلا الله سبحانه وتعالى، ويؤمن المسلمون بجميع أنبياء الله ورسله، كما أن المسلمين يحترمونهم ويكرمونهم جميعاً دون أي تمييز، ونحن نعتقد أن جميع الأنبياء بشروا برسالة التوحيد، وجميعهم دعوا البشر إلى عبادة الله وحده والعيش حياة صالحة.
ولدى المسيح عليه السلام العديد من الأسماء والألقاب الجميلة الأخرى في القرآن الكريم وهو شخصية دينية تحظى باحترام كبير،وكل مسلم يكرمه ويحترمه ويحبه، كما تحظى السيدة مريم عليها السلام باحترام كبير ومحبة وتكريم، لكن على عكس الأناجيل أو العهد الجديد بشكل عام، فإن موضوع القرآن ليس يسوع، يتحدث القرآن بالتفصيل عن الله وعن إرادة الله للبشر وعن العديد من أنبياء الله ورسله، ومع ذلك، فإن كل الحقائق الأساسية عن حياة يسوع مذكورة في القرآن.
قال تبارك وتعالى في كتابه العزيز: “ويُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا“، الآية الرابعة من سورة الكهف.
إن الإنذار في هذه الآية الكريمة ما كان ليكون لولا قمة المعاصي، فالإنذار الأول لإطلاق كفرٍ ومعصية، أما الإنذار الثاني، حرمانية الدعوة أن يكون لله ولدا، فكيف يمكن ذلك والملائكة خُلقت من نور، “إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون” فالإنسان مخلوق من تراب، ولا يجوز التلفظ بذلك لأنه شرك بالله عز وجل كما أشرت بالأمس.
بالتالي، تطور عيد الميلاد، المعروف على نطاق واسع باعتباره عطلة مسيحية لإحياء ذكرى ميلاد يسوع المسيح، إلى احتفال عالمي يضم عناصر ثقافية وعلمانية مختلفة، أما بالنسبة للمسلمين، فإن التعامل مع مسألة احتفالات عيد الميلاد ينطوي على تفاعل معقد بين المبادئ الدينية، والسياقات الثقافية، والمعتقدات الفردية، لكن الجامع فيها أنها حرام، وهذا الموقف متجذر في العديد من المبادئ والتعاليم الإسلامية من القرآن والأحاديث والتفسيرات العلمية.
ومن منظور إسلامي، يعتبر الاحتفال بأعياد لم يشرعها الإسلام ولم يذكرها القرآن بشكل عام حرام خاصة تلك المرتبطة بمعتقدات تتعارض مع التوحيد الإسلامي وأصوله وتعاليم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فلنعد إلى عقديتنا لتنير دربنا ونميز الصح من الخطأ، كل شيء مكتوب بخط أعرق علماء أمتنا الإسلامية.
عبدالعزيز بن بدر القطان/ كاتب ومفكر – الكويت.