( غريب هذا التأخير ) عبارة صدرت من راشد ونحن ننتظر الدور في (الحلاق) والعين تشاهد كرفانا يتوسط مشروع تطوير الواجهة البحرية بولاية دبا والذي يبدو كئيبا شاحبا ومحتاجا لرسم الإبتسامة عليه .. ولكن!
مشروح واجهة دبا البحرية ظهر للعلن من خبر التوقيع على الأتفاقية المعنية به – ان لم تخن الذاكرة – في شهر سبتمبر لعام ٢٠١٩ بدعم من شركة النفط العمانية (أوربك) ممثلة بشركة جسور الناشطة في مجال المسؤولية المجتمعية وبتصميم من شركة انترماس بهدف تعزيز البنية التحتية في الولاية وتوفير الحماية للمناطق الساحلية وتنشيط الولاية سياحيا لإرتياده من القاطنين في الولاية والقادمين إليها من الزوار والسواح ويتضمن مسرحا رومانيا مكشوفا ومنطقة العاب رياضية وألعاب للأطفال ومقاهي ومساحات خضراء واستراحات للجلوس وممشى صحي ومساحات لرواد الأعمال والتصاميم التي ضج بها الفضاء الإلكتروني كانت مشجعة جدا وتبعث البهجة والسرور لدى الجميع وكما (قالوا) سيكون المشروع نقلة نوعية للولاية بالتزامن مع أخبار توقيع توسعة الميناء حينها .. ولكن !
أنتعش خبر المشروع مرة أخرى بنبأ (العزم) ببدء الأعمال الإنشائية له في شهر ابريل لعام ٢٠٢٢ م على أن تستكمل في عام واحد فقط ولكن المدة المحددة مضت في ظل صمت غامض يدرك أبعاده من يعلم بخوافي الأمور ودون الخوض في ما جرى ويجري فإن النتيجة النهائية هي تأخر في الإنجاز وشك – أرجو أن لا يكون في محله – في أن ما سيتم تنفيذه لن يكون بمستوى الطموحات وفق التصاميم المنشورة سابقا ولسان الحال يقول : لو (خليتوه) كما هو أحسن.
في الفترة المنصرمة التي ترقب فيها الجميع إنجاز المشروع تم الاجتهاد للخروج بأفكار تطويرية له بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتمتد أهداف إقامة المشروع للتفكير بشكل شمولي من بداية الشريط الساحلي حتى الميناء مع استثمار ساحة الغليلة لتكون بحيرة قابلة للتطوير ومع الفكرة التي (قيلت) بعمل حاجز خرساني وممشى بعد ارض المستشفى القديم حتى الميناء وامتدادا إلى المشروع السياحي قيد التنفيذ في منطقة (السوت)في رؤية متكاملة للشريط الساحلي وذلك فكر محمود ينظر للكل قبل الجزء ويمتلك الفكر البعيد وليس الفكر الذي يرى ما جاور الأقدام .. ولكن!
(يقولون) أن ولاية دبا ومحافظة مسندم بشكل عام تحوي مقومات سياحية فريدة وهذا قول جميل ساحر ولكن الاكتفاء به ظلم فادح بحق الأجيال القادمة في ظل أن السياحة أصبحت صناعة بالأساس والتفكير يجب أن يصل لفكرة دمج موقع سوق دبا القديم ليكون رافدا من روافد الواجهة البحرية وغير ذلك من الأفكار والتأكيد على عدم التهاون بجودة اي مرافق في مشروع الواجهة البحرية وذلك حق مشروع للولاية ومن فيها في ظل رؤية عمان ٢٠٤٠ التي تسعى لتعزيز أهداف التنمية المستدامة في ولاية دبا الحدودية – والتي أضع عديدات الخطوط تحت مفردة الحدودية – فالجميع يبني والجميع يعمر والجميع يجهز بنيته التحتية وعلى كل ذا لب أن يضع ذلك في عينيه وإلا فلن يكون لنا نصيب غير نصيبنا الحالي من سائح يختم له بالدخول متجها بعدها نحو رحلته البحرية ولا يدرك غير ذلك وبذلك نفوت على أنفسنا فرصة ذهبية تأتي من تدفق السواح الذي يتوقع تزايدهم مع توسعة الميناء الجديدة وعليه يجب التفكير في كيفية جذب الزوار والسواح لمرافق مثالية تتكامل مع طبيعة دبا الجميلة .
أدرك جدا والحديث محتدم مع راشد بأن قادمات الأيام مليئة بالمزيد من العمل والجهد لإنجاز المشاريع الحيوية في محافظة مسندم والتعامل مع تعثر مشروع واجهة دبا البحرية كان وفق المتاح بلا شك وأصحاب القرار متابعون ولكن نحتاج بعد التأخر الحاصل الى تقديم حلول لا تكتفي (بالترقيع) بل بعمل الإضافة رغم التحديات التي مضت لطمأنة الجمهور ان الإنجاز سيكون مفخرة للجميع وعسى ذلك أن يكون قريبا .. ولكن!
محمد بن عبدالله سيفان الشحي
٢ يناير ٢٠٢٤ م