وحيث أن الهدف الأسمى هو عمان، و الرؤية تقدُّمُها وازدهارها، فالرسالة للجميع بأن أبناءها قادرون على ذلك، واثقون من قدراتهم، ساعون لتبوء القمم في كل الميادين المشرفة، وتماشياً مع هذا النهج السلطاني، رُسمت المسارات ووُضعت الخطط ونُفذت المهام، فجاءت النتائج المبشرة في كل المجالات.
م. علي بن طالب الشيادي
على عتبات فجرٍ جديد، تعاضدت فيه السواعد وتسامت الهمم وتعالت أيادي البناء، جددت عمان إشراقها بنور ربها، وأعلنت -في حينها- بصوت رجلٍ واحد: “إن الأمانة الملقاة على عاتقنا عظيمة والمسؤوليات جسيمة فينبغي لنا جميعًا أن نعمل من أجل رفعة هذا البلد وإعلاء شأنه وأن نسير قدما نحو الارتقاء به إلى حياة أفضل”.
هكذا استشعر المسؤولية مولانا المعظم جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- ونظر إلى هذه الأرض الطيبة بعينٍ دقيقةٍ فاحصة، واستمع إلى نبض أبنائها بأذنٍ واعية، وأطل -رعاه الله- من زاوية علوية إطلالة سامية، فرأى عمان بمن فيها وما فيها، ببرها وبحرها، وإلى أرضها من سمائها، فكانت تلك الرعاية الكريمة منذ الوهلة الأولى لتوليه مقاليد الحكم في البلاد.
وبالعزيمة على ترسّم خطى فقيدنا الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- ، وبالثقة العمانية العالية بالله، وبرؤيةٍ وطنيةٍ ثاقبة، مضى مولانا المعظم بعمان بشعارٍ تترجمه الأفعال، وتثبته الإنجازات، فكان نهجه – أعزه الله – أننا كلنا ( نتقدم بثقة ) ونواصل السير بثبات.
إذ ما زال خطابه التاريخيّ الأول يتردد في الأذهان، حين همس جلالته -أبقاه الله- في أذن كل عماني: “ولن يتأتى ذلك إلا بمساندتكم وتعاونكم وتضافر كافة الجهود للوصول إلى هذه الغاية الوطنية العظمى وأن تقدموا كل ما يسهم في إثراء جهود التطور والتقدم والنماء”.
هذه الكلمة التي كانت بمثابة صفحة جديدة في سجلات الانتماء لعمان والولاء للسلطان والعمل من أجل الوطن، استقبلها كل فردٍ ينتمي لهذا الوطن، بمسؤولية عالية، واهتمامٍ لا مثيل له، وبدأنا جميعا بترجمتها عملياً، كلٌ في مجاله وحسب قدراته وإمكاناته.
وحيث أن الهدف الأسمى هو عمان، و الرؤية تقدُّمُها وازدهارها، فالرسالة للجميع بأن أبناءها قادرون على ذلك، واثقون من قدراتهم، ساعون لتبوء القمم في كل الميادين المشرفة، وتماشياً مع هذا النهج السلطاني، رُسمت المسارات ووُضعت الخطط ونُفذت المهام، فجاءت النتائج المبشرة في كل المجالات.
فهنا لقاءات لمولانا المعظم مع الشيوخ والأعيان، وهنالك اجتماعات مع المسؤولين، ومتابعات حثيثة مع المختصين، وتوجيهات للاهتمام بكافة القطاعات، وفي جميع المجالات، وهنا إشراكٌ للشباب بمختلف توجهاتهم، وعناية بأفراد المجتمع بتنوع فئاتهم، وهنالك مشاريعٌ وأعمال، وبصمات وإنجازات على كل شبر من أرض عمان الخير.
نتقدم بثقة، لم تكن مجرد جملة فضفاضة، أو شعار لفظي عابر، بل هي قمةٌ تسابق إلى اعتلائها العمانيون، ببصيرةٍ سلطانية وحكمةٍ عمانية وحنكة في التعامل مع المعطيات، فشهدناها في نمو الأوضاع الاقتصادية، تحسّن الشؤون الاجتماعية، وتطوّر الأمور التربوية، ولمسناها في ما يتعلق بالجهات الخدمية، وكافة الإنجازات الوطنية.
واليوم، ونحن نتفيأ من ظلال الحادي عشر من يناير، ونعيش في كنف يومٍ عزيزٍ من أيام عمان الغالية، حريٌ بنا أن نقول للعالم: ( نحن فعلاً قد تقدمنا بثقة) ، حين وضعنا اليد باليد، وترابط الساعد بالساعد، والميادين تشهد بذلك، سياسيا واقتصاديا وتربويا وخدميا واجتماعيا، وثقافيا ورياضيا وشبابيا، بل في كل أمورنا.
وحريٌ بنا أن نحتفي بهذا اليوم وإنجازاته كيومِ عيدٍ جديدٍ لبلادنا ( سلطنة عمان ) عيدٌ عنوانه ( معاً نتقدم بثقة ) واسمه ( عيد التقدّم والنماء ) عيدٌ يرسم فرحته مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- يأخذ فيه عمان وأبناءها إلى فضاءات أرحب، وآفاق أوسع، وكل عام و بلادنا الغالية في خير ونعيم.