الحادي عشر من يناير الذكرى الرابعة لتوَلِّي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم مقاليد الحُكم في البلاد، في الحادي عشر من يناير من عام 2020، تنفيذًا لوصية المغفور له بإذن الله تعالى حضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ؛ وقَدْ قاد البلاد إلى مستقبل مُشرِق، حاملًا معه أحلام وآمال أبناء عُمان وتطلُّعاتهم المستقبليَّة، بخطًى ثابتة، وتوجُّهات شامخة، ورؤى سديدة، رسَمَت طريق القوَّة لعُمان، وعبَّرت بصدق عمَّا ينتظره مستقبل عُمان الباهر على يدَي ابن النهضة الأمين وسليل المَجد الأصيل من تحوُّلات في مَسيرة البناء والتطوير والتحديث والتجديد، ولتحقيقِ المزيد من الإنتاجيَّة والريادة والمنافسة؛ ليضعَ أبناء عُمان أمام مرحلة جديدة من العمل الوطني الدؤوب وشغف العطاء والإنجاز المخلص، واضعةً ثوابت النهضة في أولويَّة الاهتمام ومقدِّمة أجندة العمل، في استشعار بأنَّ العُماني أساس التنمية وهدفها وغايتها وهو المعني بكُلِّ تفاصيلها والمستهدف في كُلِّ حلقاتها؛ لتحقيقِ مرتكزات رؤية عُمان الطموحة في صناعة الإنسان الواعي والمخلص والمنتج والمبادر والمسؤول الَّذي يمتلك أدوات المنافسة ومهارات النجاح، ويصنع من حضوره الشامخ في عرصات العطاء وميدان المنافس، مَسيرة تحوُّل لَنْ يأفلَ بريقها أو يخفتَ ضوؤها لتنسابَ في أروقة الوطن ومجريات الأحداث منجزات شامخة وأرصدة نجاح باهرة، ومشتركات يقف عَلَيْها أبناء عُمان جميعهم بلا استثناء وفاء لعُمان وولاء لسُلطانها المُجدِّد. لقَدْ حرص جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم على وضع أجندة خِطاب عُمان المستقبل الَّذي ألقاه في الثالث والعشرين من فبراير لعام 2020 موضع التنفيذ ليتابعَ بنَفْسه مستجدَّات العمل، ويُسدي توجيهاته السَّامية إلى قِطاعات الدَّولة المختلفة وفق خطَّة مدروسة وآليَّات عمل محكمة، واستراتيجيَّات أداء دقيقة، وبرامج تنفيذ مؤطَّرة، لتنعكسَ نواتجها على المشهد الوطني، ويتجلَّى تأثيرها في عمليَّة بناء العُمانيِّ وتقدُّم الوطن، وقدرة سلطنة عُمان على التعامل مع التحدِّيات الاقتصاديَّة والسِّياسيَّة والدوليَّة والإقليميَّة وغيرها بكُلِّ كفاءة واقتدار، واحترافيَّة ومهنيَّة، وروح نضاليَّة قوامها الإخلاص والمتابعة والوقوف على آليَّات العمل وتعميق مسار الشراكة والعمل الجمعي والإدارة الكفؤة المتوازنة للمال، بما يضْمَن خفض المديونيَّة وتقليل هاجس العجز، وتوافر السيولة ودخول الاستثمارات واستمرار عمليَّة الإنجاز في أفضل معطياتها، واضعًا التحدِّيات الاقتصاديَّة أمام رؤية عمل وطنيَّة تضْمَن تقليل مخاطرها والاستفادة من المِحن والأزمات في رسم علامة فارقة في تجويد الأداء الوطني وإعادة هيكلة مسار العمل الوطني بشكلٍ أكثر تخطيطًا وتنظيمًا وتقنينًا وتفعيلًا ومهنيَّة وعُمقًا، وتوفير الممكنات الَّتي يحتاجها المواطن في التعاطي مع هذه التحدِّيات والتعايش مع المتغيِّرات والعيش في الظروف الصعبة المتولِّدة عن الكوارث والجوائح ـ لا سمح الله ـ لتتميز عُمان بتفرُّدها وخصوصيَّتها في الطريق الَّذي اتَّجهت إليه، والنهج الَّذي سلكته. لقَدْ عزَّزت رؤية بناء عُمان المستقبل من مفهوم التجديد والتحوُّل الشامل، وصناعة الفرص، وإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدَّولة، وتعزيز كفاءة أدوات وآليَّات العمل، وإعادة توجيه المسار، وتقييم الإنجاز والوقوف على كُلِّ المحطَّات السَّابقة لدراسة مدى كفاءتها في إدارة معطيات المرحلة وكيفيَّة الاستفادة من أفضل الممارسات وأجودها في تقديم نماذج أفضل والوصول إلى تحقيق الأهداف الوطنيَّة بشكلٍ أسرع كفاءة وأقل هدرًا للوقت والجهد والمال، وبالتالي حجم ما ارتبط بتحقيق هذا الأمْرِ من إصلاحات وإعادة صياغة مفاهيم العمل الوطني واستراتيجيَّاته بما يضْمَن المحافظة على الخصوصيَّة والثوابت الوطنيَّة العُمانيَّة حاضرةً في كُلِّ محفل، أصيلة في كُلِّ موقع، عظيمة في كُلِّ حدَثٍ، في ثباتها وتجدُّدها، ومصداقيَّة مبادئها وتوازن ونهجها؛ لتشكِّلَ مدخلات تحقق الجودة والكفاءة والمهنيَّة والمعياريَّة في قراءة ظروف الزمان والمكان، وفهم مقتضيات الواقع الوطني ومتطلباته ونوعيَّة التحدِّيات الَّتي تواجهه؛ لذلك سَعَت أشرعة التغيير الَّتي جاء بها مسار التنمية المستدامة وبناء عُمان المستقبل إلى تحقيق مسار التوازن في المحافظة على أرصدة النجاح المتحققة والتثمير فيها بما يُعزِّز من كفاءة أداء منظومة الجهاز الإداري للدَّولة في صناعة التغيير؛ لكونها الحاضنة للكفاءة العُمانيَّة المنتجة لفكر التغيير وتنشيط أدواته وتصحيح مساراته، وبناء نموذج للمواطن الكفء المنتج الَّذي يمتلك مهارات وأدوات التعامل مع متطلبات المرحلة بإرادة قويَّة وعزيمة لا تلين، وعِندها تصبح المؤسَّسات صورة مصغَّرة لبناء المواطن الواعي لمسؤوليَّاته القادر على إدارة أشرعة التغيير وتوجيهها لصالح البناء الوطني، والَّتي تستمدُّ مُقوِّمات نجاحها من بناء العُماني النموذج، صانع التغيير ومؤسِّس أرضيَّات نجاحه، إذ هو من يحوِّل المادة الخام في الأنظمة والبرمجيَّات المؤسَّسيَّة المختلفة، والصفحات الإلكترونيَّة للمؤسَّسات في منصَّات التواصل الاجتماعي؛ والتشريعات والقوانين وأنظمة العمل وأساليب الأداء والقرارات والتعليمات والتعميمات الصادرة في تنظيم الجهاز الإداري للدَّولة إلى حركة ديناميكيَّة وسلوك تنظيمي وأنظمة عمل ومنهج حياة، تحقق التميز، وتبنِّي المهارة، وتقوِّي دافع الحافز، وتؤسِّس فرص المنافسة، وتصنع المواطن في مختلف المواقع الوظيفيَّة الَّذي يحقن هذه البرامج والأنشطة بإنسولين التغيير الإيجابي فيضيف إليها ويطوِّر مِنْها ويُحسن استخدامها، ويصنع مِنْها محطَّة إنجاز، ومنطلقًا للمزيد من الشعور الإيجابي بجميل ما تحقق، وهو في كُلِّ ذلك يستقرئ في التغيير مساحة أمان لاستعادة أمجاد وطنه، وفرصة لتقوية روح المواطنة والولاء والانتماء للوطن وقيادته، تظهر في سرعة الإنجاز والدقَّة والمعياريَّة في تقديم خدمة عالية الجودة تلامس الأذواق وتقترب من سقف التوقُّعات، فيُكسبها من ضمير المسؤوليَّة والأخلاق والمهنيَّة ما يشيد بها حصون القوَّة، ويبني خلالها مسارات الوعي، ويستنطق خلالها قِيَم الأمان والإخلاص والنزاهة، «وهذا ما عقدنا العزم على إرسائه وصونه؛ حتَّى نصلَ للتطوُّر الَّذي نسعى إليه، والازدهار الَّذي سنسهر على تحقيقه، والنزاهة الَّتي لا بُدَّ أن تسودَ كافَّة قِطاعات العمل وأن تكُونَ أساسًا ثابتًا راسخًا لكُلِّ ما نقوم به». ومضت إرادة الإصلاح والتطوير شاقَّة طريقها ـ بسم الله مجريها ومرساها ـ إلى أرحب الآفاق وأسمى الغايات، إلى حيث أرادها جلالة السُّلطان المُعظَّم، لِيكُونَ كما وعد القائد الملهِم أنَّ الانتقال بسلطنة عُمان إلى مستوى طموحات وآمال أبنائها في شتَّى المجالات، عنوان المرحلة القادمة، فكان كما أراد جلالته ـ حفظه الله ـ «واضعين نُصب أعينِنَا المصلحة العُليا للوطن، مسخِّرين له كافَّة أسباب الدعم والتمكين». منهج حياة للسالكين، ودليل سلوك للعاملين، وبرنامج عمل يصنع التقدم والرخاء على هذه الأرض الطيِّبة، تحفُّها عناية الله، وإخلاص جلالة السُّلطان المُعظَّم، وسعيه الدؤوب لأن يرى عُمان أعلى مقامًا، وأسمى ذكرًا، متجاوزة كُلَّ الصعوبات والتحدِّيات، آخذةً بكُلِّ الأساليب والطُّرق والوسائل الَّتي تضْمن قدرتها على التعامل مع المعطيات، والتكيُّف مع المستجدَّات، والتكيُّف مع المتغيِّرات والأحداث بروح ملؤها الوعي والاحترافيَّة والمهنيَّة والإخلاص وصدق التوجُّه، تدفعها إرادة القيادة الحكيمة وعزيمتها المتوقِّدة عملًا وصدقًا وأمانة من أجْل عُمان، الدَّولة والأرض والإنسان، فمَضَت ـ بعون الله ـ في خطوات واضحة، وخطًى واثقة، ومرتكزات معتمدة، في استكمال نهجها السَّامي في التعامل مع مستجدَّات هذا الواقع الوطني وما تحمله المؤشِّرات العالَميَّة والظروف الإقليميَّة حَوْل مستقبل المنطقة، فإنَّ ما حملته الإرادة السَّامية لجلالة السُّلطان في تحقيق معادلة البناء الوطني المتوازن في معالجة الأزمات الاقتصاديَّة والتحدِّيات الماليَّة، والمحافظة على سقف التوقُّعات الوطنيَّة لأبناء عُمان في مجالات التشغيل والتوظيف والأداء الحكومي، والتثمير في الموارد البَشَريَّة، واحتواء الكفاءة العُمانيَّة، وإدارة الموارد الطبيعيَّة بكفاءة عالية، وتوجيهها لمصالح البلاد والعباد، ونهضة الإنسان وتحقيق أعلى معدَّلات العيش الكريم له، رافقه نهج تنموي، وفكر نهضوي، وإرادة حكيمة، وحكمة بالغة، ورؤى سديدة، وقراءة متأنية للأمور، وحكمة في التعاطي مع المعطيات والأحداث، وأكسبته الخبرة المهنيَّة والتجربة العمليَّة الَّتي عزَّزت من قدرة سلطنة عُمان على التعامل مع الأزمات ومواجهة التحدِّيات، والجاهزيَّة والاستعداد خلالها لِتضيفَ جميعها إلى عناصر القوَّة الداعمة لمستقبل عُمان فصلًا جديدًا من فصول البناء والتطوير، ولِتنعكسَ جميعها على مسار التوازن الَّذي يعيشه المشهد الوطني في إدارة متطلبات المرحلة، والخروج من هذه الأزمات بأقل المخاطر، وتنفيذ أجندة التطوير والتحديث وترقية أدوات العمل، لمرحلة أكثر إشراقةً وتطوُّرًا. وجاءت الإرادة السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ـ مستوعبةً كُلَّ هذه الأحداث، في توازن وتناغم واعتداليَّة وتصالح بَيْنَ الأولويَّات والمعطيات، والسِّياسات والبرامج، ودَوْر الدَّولة والمواطن، وترسيخ معالم الإنتاجيَّة في كُلِّ محطَّات العمل ومنصَّات الأداء، وفق مسارات تتسم بالتنظيم المُعزِّز بالإدارة الكفؤة الَّتي تقرأ طبيعة المرحلة والظروف الراهنة بكُلِّ تفاصيلها، مع المحافظة على سقف الثقة في المواطن في أعلى مستوياتها، وحبل الودِّ معه ممدودًا متصلًا في مواجهة التحدِّيات والوقوف عَلَيْها، فإنَّ سلطنة عُمان وأبناءها الأوفياء وهي تحتفل بالذكرى الرابعة لتوَلِّي مولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم مقاليد الحكم في البلاد، لَتجدِّد عهد الولاء والعرفان لقائد المَسيرة المظفَّرة ـ حفظه الله ورعاه ـ وتستشرف في نهج جلالته السَّامي مستقبلًا يضيء فرحًا ويبتسم إشراقًا، يحفظ لأبناء عُمان مساحات العطاء نشطة، ومنصَّات الإنجاز ممدودة الأثر، مبهرة الغرس، نظرة باهية مشرقة في عين القيادة الحكيمة ورعايتها وصدق رؤيتها، وعاطر نطقه السَّامي، ويظلُّ الاحتفال بهذا اليوم التاريخي الماجد محطَّة متجدِّدة في مَسيرة عُمان ونهضتها المُتجدِّدة، وامتداد حاضرها بمستقبلها وتأريخها الباعث للأمل والعمل والإيجابيَّة والنضال، حفظ الله جلالة السُّلطان وأمدَّ في عمره، وكُلُّ عام والجميع بخير.
د.رجب بن علي العويسي