في كل مرة يخوض فيها منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بطولة أو منافسة إقليمية أو قارية أو حتى دولية في تصفياتها، إلّا ونجد الجماهير المُحبة والعاشقة لهذه الساحرة المستديرة يصيبها الغم والحزن، نتيجة لأداء المنتخب الذي في كثير من الأحيان خلال السنوات الماضية لا يُلبي تطلعات ولا ينسجم مع طموحات الجماهير المتعطشة لأي فوز أو نصر، يستعيد به منتخبنا بريقه ويسترد لقبه “سامبا الخليج”.
فبعد ما حدث في أول مباراتين لمنتخبنا في منافسات كأس آسيا المقامة في دولة قطر الشقيقة، ورغم الأداء الجيد نسبيًا للاعبين، إلّا أن هذا الأداء لا يُترجم في صورة فوز صريح، بل نتفاجأ بأننا كمن يحرث في البحر، فلا نحن حققنا نصرًا ولا حتى تعلمنا من أخطائنا! وحقيقة الأمر أن المدرب الكرواتي وجهازه الفني يتحملان المسؤولية الكاملة عن كل وأي إخفاق يلحق بالمنتخب، لأنه هو الذي اختار هؤلاء اللاعبين وأدخلهم في معسكرات إعداد داخلية وخارجية أُنفقت خلالها مبالغ كبيرة، وهو نفسه المدرب الذي يضع الخطط وينسق بين اللاعبين في المراكز المختلفة، وهو الذي يتولى مسؤولية الدفع ببدلاء أو تغيير مراكز اللاعبين، باختصار: برانكو إيفانكوفيتش هو المسؤول الأول عن كل إحباط يُصيب الجماهير نتيجة إخفاقات المنتخب.
لكن هذا لا يعني أن الاتحاد العماني لكرة القدم أيضًا لا يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية، لأنه لا يضع مؤشرات أداء للمدرب، فإذا لم يحقق أي منها، فما الذي يدفع الاتحاد لمواصلة التعاقد مع هذا المدرب الذي أثبت فشلًا ذريعًا في أن يُتوّج منتخبنا بأي بطولة خلال السنوات الماضية، ولا حتى الصعود لكأس العالم! ومن المؤسف أن الاتحاد يتعامل مع الجماهير وكأنه من كوكب آخر، فرغم حالة الغضب العارمة التي اجتاحت الجماهير بعد مباراة تايلند، وما شاهدناه من مقاطع لمشجعين كادوا ينفجرون من شدة الغيظ، إلّا أن الاتحاد لم يخرج حتى ببيان واحد ولو عبر تغريدة حتى على منصة “إكس”، يوضح فيها ما حدث في هذه المباراة التي خضناها مع فريق ربما لا يملك نفس الإمكانيات التي يملكها لاعبونا!
وأخيرًا.. ورغم الإحباط الذي أصابنا جميعًا، إلّا أنني أطالب كل مشجع عماني عاشق لكرة القدم ومحب لهذه اللعبة الشيقة، ألّا يتخلى عن فريقه ويظل يشجع القميص الأحمر، في مباراته المقبلة، على أمل أن نُحقق الفوز ونتأهل لدور الستة عشر، ولعل وعسى أن نصنع انتفاضة كروية تقودنا إلى المنافسة على اللقب.
علي بن بدر البوسعيدي