انصدم الوسط الإعلامي العماني اليوم الجمعة بانتشار خبر وفاة الزميل والإعلامي الأستاذ عبدالله بن سعيد الشعيلي رحمه الله الذي انتقل إلى جوار ربه نتيجة حادث أليم وقع له اليوم .
هذه آخر جمعة له في هذه الدنيا الفانية بعد مسيرة حافلة عاشها في أروقة وزارة الإعلام متقلدا مناصب عدة ومساهما في رفد هذا القطاع من خلال برامجه المتميزة وتغطياته لأبرز الأحداث المحلية والخليجية والدولية ومشاركته في إثراء النقاشات والحوارات الإعلامية على مدار العقود الثلاثة الماضية .
كان الخبر الذي وصلنا وتناولته وسائل الإعلام والمنتديات وشبكات التواصل صادما خاصة بين رفاقه وأصدقائه وأسرته الكريمة .
نعم، رحل عنا الصديق عبدالله الشعيلي تاركا سمعة طيبة وإرثا إعلاميا حافلا بالتميز والعطاء، وعلاقات واسعة على المستوى الإعلامي المحلي والخليجي والعربي .فقد نعاه أصدقاؤه وزملاؤه وكل من يعرفه ومن لم يعرفه متذكرين برامجه وطلته البهية مشيدين بمناقبه وأخلاقه الفاضلة التي كانت رصيدا حقيقيا في حياته المهنية ومحبة الناس له .
شخصيا تربطني بالراحل الصديق الوفي عبدالله الشعيلي علاقات صداقة ومهنية قوية امتدت لأكثر من عشرين عاما فقد زاملته وتعلمت منه الكثير عندما عملنا معا لأكثر من عشر سنوات في إعداد البرنامج الاقتصادي الأكثر شهرة والأكبر عمرا في برامج تلفزيون سلطنة عُمان، والأكثر متابعة في الأوساط الاقتصادية ألا وهو برنامج ”رؤية اقتصادية “.
و من خلال هذا البرنامج المتميز ربطتني به علاقة صداقة حقيقية . فقد كنت معدا لهذا البرنامج وكان يقدمه باقتدار ومهنية عالية حيث تمت على مدار السنوات الماضية مناقشة العديد من القضايا الاقتصادية المهمة وذلك باستضافة الشخصيات الرسمية والاقتصادية المحلية والخليجية حيث نال هذا البرنامج الأطول عمرا جوائز إعلامية وإشادة كبيرة من قبل المسؤولين وصناع القرار .
تبنى برنامج ” رؤية اقتصادية” قضايا مهمة في الساحة الاقتصادية المحلية وكان مؤثرا في طرحه ومتابعا من قبل المسؤولين بمختلف مناصبهم، وتميز الراحل عبدالله الشعيلي في أسلوبه وطريقة إدارته الحوار مع ضيوفه متسلحا بمفردات لغوية عميقة في المعنى والمضمون ساعدته في أن يكون قريبا من المشاهد والمتلقي .
وعلى مدار هذه السنوات رافقته في إعداد محاور هذا البرنامج وكان مشاركا معي في طرح الأفكار من خلال متابعته للقرارات والمراسيم المنظمة للمنظومة الاقتصادية .
كنا نلتقي في العديد من المحافل أثناء مشاركتنا في تغطية القمم الخليجية والعربية فقد كان حضوره مميزا وطلته بهية وحديثه العذب بين زملائه أكسبه مكانة مرموقة .
كان مشجعا للكوادر الإعلامية. وداعما للجيل الإعلامي الجديد وكان محبا وقريبا من كافة زملائه أينما حل وارتحل .
كنا معا وبصحبة عدد من الزملاء في مقابلة السلطان الراحل الطيب الذكر جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه -. هذه اللقاءات وغيرها قرّبت بيننا المسافات، حيث كانت لقاءاتنا متواصلة ، وعندما صدر قرار بنقله ليكون مديرا عاما للإعلام بمحافظة ظفار ترك بصمة كبيرة حتى أصبحت التغطيات الإعلامية في محافظة ظفار يشار إليها بالبنان فقد عمل بكل إخلاص في رفد المناشط الإعلامية بمحافظة ظفار وتصدرت البرامج الإعلامية مكانتها اثناء مكوثه بهذه المحافظة .
نعم، هذا هو عبـــــدالله الشعيلي الإعلامي الوقور والمخلص في أداء مهامه باقتدار، وبرحيله تفقد الأوساط الإعلامية أحد أبرز الكوادر الوطنية المحلية سائلين الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه وزملاءه الصبر والسلوان فإلى جنات الخلد يا أبا الرشيد.
إنا لله وإنا اليه راجعون
حمود بن علي الطوقي