تسعى وزارة الإعلام من تنظيمها مهرجانًا للفنِّ السابع مخصّصًا للأفلام القصيرة قبل أيام تحت عنوان “مهرجان عين للأفلام القصيرة” إلى إعطاء دفعة نوعية لمجال الإنتاج السينمائي من خلال تشجيع المبدعين خاصة فئة الشباب، والإسهامِ في تطوير المحتوى.
المهرجان -الذي سُمّي تيمُّنًا بمنصة عين الإلكترونية وهي أول منصة تفاعلية رقمية في سلطنة عُمان أطلقتها وزارة الإعلام عام 2021م لتعزيز المحتوى الإلكتروني العربي والعُماني- سيتيح فرصة لانتشار الأفلام الفائزة عبر عرضها في المنصة التي تجاوز عدد مرات الاستماع والمشاهدات لمحتواها أكثر من 10 ملايين من مختلف دول العالم.
وأطلقت الوزارة خلال المهرجان وعبر منصة عين، سلسلة الأفلام الوثائقية “عين نحو السماء”، وهي سلسلة وثائقية جديدة، تأخذ المُشاهد في رحلة علمية إلى أعماق الفلَك وتسبَر أغوار الكواكب والنجوم وتستعرض الظواهر الفلكية في سلطنة عُمان، كما تكشف عن أحد أهمّ منجزات الإنسان العُماني منذ أقدم العصور وتركّز على إبداعه وتطوره الحضاري في علاقته بالفلك وربط ذلك بتطلعات المستقبل.
فيقول الفنان أحمد عبدالعزيز الذي شهد المهرجان ضيفَ شرف، إنَّ مهرجان عين للأفلام القصيرة في نسخته الأولى أول خطوة نحو حلم صانعي المحتوى في سلطنة عُمان، حيث شهد مستوًى متقدمًا من حيث عدد الأفلام المشاركة حيث بلغت المشاركات /55/ فيلمًا، وهناك كثير من الشباب المهتم بالسينما وصناعة السينما “ولمستُ اهتمامًا كبيرًا لدى المعنيين هنا بتشجيع ودعم هذه الصناعة وشاهدت نماذج جيدة من الأفلام في المسابقة في مجالات الأطفال والوثائقي والروائي، وهذا يدل على أنّ هناك مستقبلًا لصناعة الأفلام وصناعة السينما في سلطنة عُمان”.
وأسفر التنافس بين الأفلام المشاركة على جوائز المهرجان الكبرى عن فوز فيلم “البنجري” بجائزة أفضل فيلم روائي للمخرج موسى الكندي، ونال فيلم “النهر العُماني” للمخرج أيمن النعماني جائزة أفضل فيلم وثائقي، فيما حصل فيلم “أرواح ملتهبة” للمخرج يعقوب الخنجري على جائزة أفضل فيلم أطفال.
أمّا موسى بن ناصر الكندي الفائز بجائزة أفضل فيلم روائي فيقول:” الحمد لله هذا أول فيلم أقوم بإخراجه والعمل عليه وينال جوائز بهذا الحجم، وهذا بحد ذاته إنجاز عظيم بالنسبة لنا كفريق، هذه بداية المشوار” .. ويضيف: “إنّ الفيلم هو فيلم قصير يحمل قصة رمزية من وحي الخيال، وفكرة الفيلم أنّه لا ينتمي لزمان أو مكان محدد لكن تتداخل فيه الأحداث مع واقع مجتمعاتنا برمزيات يستطيع المُشاهد ربطها بقيم الحياة الأساسية مثل المكانة والتبعية والجشع وقيمة الفرد في المجتمع”.
وتابع بالقول “اِنتهينا من هذا العمل في 2023، وفكرةُ الفيلم تدور حول البنجري وفي النهاية كلٌّ منا لديه “بنجري” خاص في حياته سواء أكان اسمَ قبيلة أو مكانة أو شكلًا أو وضعًا اجتماعيًّا، وكلُّ شخص يحاول -دون وعي منه وبشتى الطرق- أن يتشبّث به وكأن الإحساس بهذه القيمة ينبع من كيان الشخص نفسه من الداخل. كلَّما حاولنا نزع هذه القيمة التي يمثّلها هنا البنجري … تتشوه حقيقة الشخص إلى أن يصل إلى مرحلة لا يعرف فيها نفسه”.
وأضاف أنَّ قصة الفيلم هنا هي حول امرأة أرملة تخرج من عِدّتها وبالصدفة تحصل على بنجري فتلبسه وتشعر بعد ذلك بأنها استعادت مكانتها التي فقدتها إثر غياب زوجها الذي كان معلّمًا.. أصبح البنجري يمثّل المكانة المفقودة لديها … لكن الأمر ينقلب ضدها في النهاية لأنها أساءت استخدام هذا البنجري.
ويتحدث أيمن النعماني مخرج فيلم النهر العُماني عن فيلمه الذي يحكي تجربة العُمانيين في تسخير الإمكانات المتاحة لهم بجلب المياه من أعالي الجبال إلى الساحل ويتحدث عن حقبة قيد الأرض سيف بن سلطان اليعربي وعن فلج الكامل، : “تناولنا الموضوع ببعدٍ تنموي اجتماعي عسكري بهدف بناء المدن، وتم خلال هذا الفيلم تحويل الصحراء إلى واحة خضراء وهي مزارع الشعيب حاليًّا أي إنَّ النهر وصل إلى الساحل العُماني فأسهم في توصيل البضائع من الداخل إلى الساحل”.
وعدَّ مخرجُ فيلم أرواح ملتهبة يعقوب بن محفوظ الخنجري الحاصلُ على جائزة أفضل فيلم أطفال، المهرجانَ بادرةً من وزارة الإعلام التي تعمل باتجاه إيجاد بيئة سينمائية حقيقية ستكون قادرة على الرقي بالمبدعين لتقديم محتوًى إبداعيٍّ قادرٍ على المنافسة.
وعلى مدار أيام مهرجان عين للأفلام القصيرة تم عرض 55 فيلمًا انقسمت إلى ثلاث فئات، وهي الأفلام الروائية القصيرة بواقع 28 فيلمًا، والوثائقية بـ 22 فيلمًا، والأطفال بـ 5 أفلام، وشاركت فيها نخبة من كبار الفنانين والمخرجين العُمانيين والعالميين والمتحدّثين المتخصّصين في مجال الفن السينمائي.
وقد تم عرض الأفلام المشاركة في صالة فوكس سينما في مول عُمان، كما تخللت المهرجان جلسات ثقافية وحلقات عمل ناقشت كتابة السيناريو والإخراج وقضايا إنتاج السينما، وواقع سوق الأفلام السينمائية في المنطقة والعالم.
/العُمانية/