كل الدلائل تؤكد أن الأفق لايزال مسدود في المنطقة.
فالعد.و الص.هيو.ني لا يمكنه الموافقة على شروط المقا.و.مة الفلس.طي.نية، لأن هذا سيعني بكل وضوح، الاعتراف بالهزيمة العسكرية والسياسية أمام المقا.و.مة.
كما أن تركيبة حكومة نتنياهو لا تسمح له باي تسوية، وستنهار فور موافقته على أي اتفاق مهما كان.
وإضافة إلى ذلك فإن حكومة نتنياهو، ليس لها أي مصلحة بأي اتفاق، لأنها ستتعرض فور توقف القتال، لسيل من التحقيقات والاتهامات بالفشل، كما سيعاد فتح ملفات الفساد الموجهة لنتنياهو، والتي ستنتهي به إلى السجن، وهو ما يحاول الهروب منه، حتى بتصعيد القتال.
وفي الطرف المقابل، حيث فصائل المقا.و.مة، لا يمكن أن توافق على ما تطرحه عليها حكومة نتنياهو، والإدارة الأمريكية، وأنظمة التطبيع، خاصة وأن القرار اليوم بيد الفصيل المقا.و.م من حما.س، بقيادة السنو.ا.ر ومحمد ض.ي.ف وليس بيد الجناح الإخو.ا.ني، بقيادة ا.سما.عيل هن.ية وخا.لد مش.عل، والمنخرط مع انظمة التطبيع وتركيا.
كما أن المقا.و.مة، تؤكد بأنها ليست في موقف ضعيف، رغم التوحش الذي يبديه جيش الا.حتلا.ل في ضربه للمدنيين والمنشآت والبنية التحتية.
إضافة إلى ذلك، فإن دول وفصائل المقا.و.مة، ليست في وارد التفريط، بالإنجازات التي راكمتها، وتكاد توصل إلى نتائج استراتيجية، على مستوى المنطقة.
هذا يؤكد أن الأمور ذاهبة إلى التصعيد..
وربما يحاول نتنياهو وحكومته، جر الولايات المتحدة الأمريكية، إلى الانخراط المباشر في القتال، وتحديدا على الجبهة اللبنانية، رغم مخاطر هذه الخطوة، وعدم ضمان نتائجها.
ويبقى السؤال عن سيناريو التصعيد.
مع ثبات الوضع في البحر الاحمر، عند الحدود الموجودة حاليا، وصعوبة فتح باب التصعيد من جبهة الجولان، ستكون الجبهة اللبنانية، مفتاح التطورات المتوقعة، وكل المؤشرات تدل على ذلك، حيث يظهر بوضوح، التصعيد التدريجي المدروس لعمليات المقا.و.مة اللبنانية، والتي تضع جيش الا.حتلا.ل، وقيادته السياسية والعسكرية، في وضع حرج جداً، وهذا يضع القرار بيد المقا.و.مة، وليس بيد الجيش الإسرائيلي.
بتقديري فإن المقا.و.مة اللبنانية، ستستخدم النفس الطويل، والحرب النفسية، مع الجيش والحكومة الإسرائيلية، بهدف انهاكهم عسكريا ومعنويا، وستستمر هذه الحالة، طالما أن المقا.و.مة الفلسطينية قادرة على الصمود في وجه جيش الا.حتلا.ل، وخلال هذه الفترة، تكون المقا.و.مة اللبنانية، قد أنجزت ما يمكن إنجازه، في ضرب التجهيزات الالكترونية، والبنية التحتية، لجيش الا.حتلا.ل، وزادت من عبء المستوطنين، على الحكومة والمجتمع الإسرائيلي.
وفي اللحظة التي ستقررها المقا.و.مة، ستعمل على جر قوات الا.حتلا.ل، إلى معركة شرسة، يخوضها وهو منهك عسكرياً ومعنوياً، وبحكومة مربكة، وجبهة داخلية متعبة، ومتخوفة من تلك المعركة.
وبالتأكيد سيرافق ذلك، تصعيد في جبهة الجولان، والضفة الغربية، وفي قطاع غزة، كما سيتم التصعيد، في العمليات اليمنية في البحر الأحمر، وفي عمليات المقا.و.مة في سورية والعراق، ضد المواقع الأمريكية، بهدف إشغال الأمريكيين، عن الدخول في القتال في جنوب لبنان، وزيادة الأصوات المطالبة بانسحابهم من البلدين.
أحمد رفعت يوسف