يا رب فجّر فؤادا صخرةً حجرا
فإنه رغم كل الضرب ما انفجرا
مرت عليه عصا الأيام تزجره
تهشُّ كل مساعيه وما انزجرا
حتى تجمد في آماله وثنًا
صلى الهوى عنده ذلا وما انكسرا
وجاءك الآن من أقصى مآثمه
يسعى يرتل لحن الخوف معتذرا
كل المعاذير قد طارت مبعثرة
من كفه فجثا بالذل مفتقرا
أتاك سعيا، طوافا، أجْرِ زمزمه
صفحًا فقد حج بالأوزار واعتمرا
هنا تلبد لوما مدّ غيمته
وراح يهطل باستغفاره مطرا
مبعثرا كل ما في النفس من أمل
ولم يذر ألما إلا حكى وجرى
وقام يكرم نفسا كان عذبها
ويمسح الحوب والأوهام والكدرا
لما تجلى عطاءُ الله في جبلٍ
من الذنوب هوى بالعفو واندثرا
فخر يسجد حمدا شاكرا، وتلا
قرآن إيمانه المهجورَ وادكرا
أعاد جنته الأولى ليزرعها
ليجني الخلد في الأخرى له ثمرا
هلال بن سيف الشيادي