في الأول من مارس من كل عام، تحتفل سلطنة عمان، ممثلة بهيئة الدفاع المدني والإسعاف، باليوم العالمي للدفاع المدني، تنفيذًا لمقررات المنظمة الدولية للحماية المدنية. وتأتي هذه المناسبة التي تحمل هذا العام شعار ( دور الدفاع المدني في التنمية المستدامة ) والذي يسلط الضوء على الأهمية القصوى لأجهزة الدفاع المدني في حماية الأرواح والممتلكات وتحقيق السلامة العامة، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه في الحد من المخاطر والتقليل من آثار الكوارث.
ان الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني يمثل فرصة مثالية لنشر وتعزيز الوعي الوقائي بين جميع شرائح المجتمع. من خلال استخدام وسائط التواصل المتعددة مثل البرامج التلفزيونية والإذاعية والمقالات الصحفية، بالإضافة إلى عقد الندوات والمحاضرات التي من خلالها تسعى الهيئة إلى توعية المجتمع بأهمية الدفاع المدني. كما تقوم بتوزيع المطبوعات والملصقات التوعوية في الأماكن العامة لتعزيز هذا الوعي.
وقد أعدت هيئة الدفاع المدني والإسعاف هذا العام سلسلة من البرامج التوعوية الموجهة لجميع شرائح المجتمع. من ضمن هذه الفعاليات، القيام بزيارات ميدانية إلى المدارس ودور الرعاية الصحية وأماكن تقديم الخدمات في بعض المؤسسات الحكومية، وغيرها من الأماكن التي تستهدف من قبل الجمهور.
بالإضافة إلى ذلك، ستنظم الهيئة “مؤتمر ومعرض عُمان للدفاع المدني والإسعاف” في نسخته الثانية خلال الفترة من 6 لغاية 7 مايو القادم، إلى جانب إقامة معرضين توعويين في محافظتي ظفار والبريمي. وتعتزم تدريب نحو 5000 شخص من أفراد المجتمع على برامج الأمن والسلامة والإسعافات الأولية، ما يدل على التزام الهيئة برفع مستوى الوعي وتعزيز القدرات في مجال الدفاع المدني والإسعاف.
وان الدور الذي تقوم به هيئة الدفاع المدني والإسعاف في سلطنة عمان لا يقتصر فقط على الاستجابة للطوارئ والكوارث، بل يمتد ليشمل التخطيط الاستراتيجي والتدريب المستمر، مما يضمن الجاهزية العالية لمواجهة أي حدث غير متوقع. هذا النهج الشامل يعكس الفهم العميق للدور الحيوي الذي تلعبه اجهزة الدفاع المدني في الحفاظ على الأرواح والممتلكات وكذلك في دعم أهداف التنمية المستدامة.
وتأتي التنمية المستدامة كما هو مفهوم في سياق الدفاع المدني والذي يشمل الحد من الكوارث والاستجابة الفعالة للطوارئ والتعافي السريع والفعال من الأحداث الطارئة، بالإضافة إلى تعزيز النظم البيئية والمجتمعية المقاومة للكوارث. من خلال التركيز على هذه الأبعاد، وتساهم الهيئة بشكل مباشر في تحقيق التنمية المستدامة بالسلطنة من خلال تنفيذ اجراءات الحماية المدنية في المنشآت الحيوية والصناعية والتجارية بكافة أنواعها للحد من المخاطر المحتملة كالمخاطر الحريق والمخاطر الاخرى.
وتاتي أحد الجوانب البارزة في جهود الهيئة هو التركيز على الابتكار وتبني التقنيات الجديدة لتحسين كفاءة وفعالية الاستجابة للطوارئ ومن ضمنها استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فقد دشنت الهيئة تطبيق نداء الذي يمكن أن يساعد في تحسين سرعة الاستجابة للبلاغات من خلال تطبيق خدمات الهواتف الذكية وآليات سرعة الاستجابة المبكرة للوصول إلى البلاغات في زمن قياسي وتوزيع المعلومات الحيوية بسرعة ودقة للجمهور وللفرق الميدانية.
وتعمل الهيئة على تعزيز التعاون الدولي والإقليمي في مجال الدفاع المدني، من خلال المشاركة في المنتديات والمؤتمرات الدولية، والتبادل الفني والخبرات مع هيئات الدفاع المدني من دول أخرى. هذا التعاون يساهم في تعزيز القدرات الوطنية والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.
في ختام الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني، يتجدد الالتزام بالعمل المستمر لتحسين نظم الحماية المدنية والاستجابة للطوارئ في سلطنة عمان. من خلال الجهود المبذولة من قبل هيئة الدفاع المدني والإسعاف والدعم المستمر من المجتمع والمؤسسات الحكومية، تستمر السلطنة في تعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية بثقة وكفاءة وبهذه المناسبة نتوجه بكل التقدير والثناء الى اخواننا رجال الدفاع المدني والإسعاف في هذا اليوم الأغر فلكم جميعا كل التقدير والثناء على جهودكم المخلصة..
خميس بن سالم بن خميس الحراصي