تمكّن فريق طبي متخصص من قسم أمراض القلب التداخلية والهيكلية بالمركز الوطني لأمراض وجراحة القلب بالمستشفى السُّلطاني من علاج حالة مرضية بالغة التعقيد باستخدام تقنية حديثة تتمثل في مضخة مؤقتة داعمة للبطين الأيسر لتنشيط الدورة الدموية التاجية والعامة تم زرعها قسطريًا من الشريان الفخذي.
وأجرى العملية الجراحية فريقٌ طبي برئاسة الدكتور حاتم بن لطفي اللواتي طبيب استشاري أول في أمراض القلب التداخلية والهيكلية والدكتور خالد بن حميد السعيدي طبيب استشاري في أمراض القلب التداخلية والهيكلية مع طاقم متكامل من فريق التخدير والفريق التقني وفريق التمريض بمختبرات القسطرة في المركز، واستغرقت قرابة الساعتين.
وشُخص المريض بضمور متقدم في كفاءة ضخ البطين الأيسر وارتفاع خطير في المقاومة الوعائية الرئوية وانسدادات فيجميع الشرايين التاجية الرئيسة بسبب ترسبات دهنية وتكلسية كثيفة في مجرى هذه الأوعية الدموية الدقيقة وبسبب تطور الحالة المرضية لمراحل متقدمة كان خيار زرع وتوصيل الشرايين التاجية جراحيًا خيارًا محفوفًا بالمخاطر.
وقام الفريق الطبي بزرع المضخة الداعمة – جهاز ال iVAC 2L – في البطين الأيسر ثم قام بتفتيت التكلسات الكثيفة المسببة لتضيق الشريان التاجي الرئيس تلاها زرع عدد من الدعامات الشبكية الحديثة، وظل المريض في حالة مستقرة طيلة العملية القسطرية وفي فترة ما بعد القسطرة وغادر المستشفى في اليوم التالي.
وتشكل مثل هذه العملية القسطرية الناجحة نقلة نوعية في علاج الحالات المتزايدة من المرضى المصابين بتصلب الشرايين التاجية والتي يصاحبها ضمور أو اعتلال بالغ نتيجة نقص التروية ممن يستعصي علاجهم بالأساليب الاعتيادية سواء القسطرية منها أو الجراحية.
كما تفتح مثل هذه التقنيات الحديثة وغيرها مصحوبة بخبرات الطاقم الطبي بالمركز الوطني المجال لمعالجة حالات معقدة أخرى في مجال أمراض الصمامات واعتلال النشاط الكهربائي البطيني موفرة بذلك الأمل في التعافي والشفاء من أمراض القلب المعقدة والتي لا يوجد لها خيار جراحي أو قسطري من قبل.
/العُمانية/