كتب: خليفة البلوشي
قبل حلول أيام عيد الفطر المبارك ١٤٤٥ هـ كان التشاور بين الأصدقاء حاضرًا ليستقر الرأي حول اتجاه الرحلة إلى الجمهورية التركية، والتي تعتبر الدولة العابرة للقارات، حيث يقع أغلبها في شبه جزيرة الأناضول في غرب آسيا، والجزء الأصغر في شبه جزيرة البلقان في جنوب شرق أوروبا. ومدينة تراقيا الشرقية هي الجزء الأوروبي من تركيا، مفصولة عن الأناضول ببحر مرمرة، ومضيقي البوسفور والدردنيل .. تم الحجز وإنطلاق الرحلة يوم الجمعة الموافق: ٢٠٢٤/٤/١٢ على متن طيران السلام فاستغرقت الفترة حتى وصلنا مطار صبيحة ( إسطنبول ) أربع ساعات وخمسين دقيقة، بعد ذلك ذهبنا بالسيارة إلى مكان السكن في منطقة ( تقسيم ) التي تبعد عن المطار حوالي ساعتين تقريبًا، ثم تناولنا وجبة العشاء في مطعم ( بيربوني ) وهو مطعم مرموق يقدم مأكولات لبنانية عصرية في مساحة أنيقة، لناخذ بعده قسط من الراحة والاسترخاء بعد عناء السفر.
وفي اليوم الثاني تناولنا وجبة الإفطار في مقهى ( تلة )ثم قمنا بزيارة مضيق البسفور الذي يصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة ويبلغ طوله ٣٠ كم، ومدينة أوريتك ومدينة بيبك القرية الكردية التي تقع في محافظة أديا مان التركية وفي المساء تجولنا على جسر البسفور وهو جسر حيوي يربط بين القارتين الأوربية والآسيوية فقضينا وقتًا ممتعًا في هذا المكان.
وفي اليوم الثالث كانت لنا زيارة متواصلة من الصباح وحتى المساء لمدن مينوتوك وجامع آيا صوفيا وهو مبنى تاريخي للعبادة يقع على الضفة الأوربية في مدينة إسطنبول، ومسجد السلطان أحمد الذي يقع في ميدان السلطان أحمد الأول ويقابله جامع آيا صوفيا، وهذا المسجد يعتبر من أهم المساجد والمعالم الإسلامية في تركيا، كما زرنا متحف بانوراما ١٤٥٣ وهو أحد أجمل وأهم معالم السياحة في إسطنبول.
أما اليوم الرابع فتجولنا في مدينة صبنجة وهي مدينة بسيطة هادئة وحالمة وسط أحضان الطبيعة الخلابة وتبعد عن إسطنبول حوالي ساعتين بالسيارة، كما تجولنا في قرية (معشوقة) وهي قرية ساحرة ببساتينها وغاباتها الجميلة، ثم التجوال في قرية ( ناتوركي ) حيث الطبيعة والجبال الخضراء والأكواخ الخشبية، وكان التجوال عن طريق الوسيلة الساحرة ( تلفريك ) الذي يربط بين الأرض والسماء، كما تجولنا على ضفاف بحيرة ( سبوهلي ) حيث الشلالات المائية التي أعطت للطبيعة جمالًا خاصُا.
فيما قمنا في اليوم الخامس بزيارة ممتعة لساحل أوسلودار، ذلك الساحل الذي يتمتع بشهرة كبيرة بين أماكن السياحة في إسطنبول، ثم ذهبنا للتسوق في السوق المصري الذي يصنف كثاني أكبر أسواق إسطنبول التقليدية بعد سوق ( بازار الكبير ). بعده كان لنا زيارة لحديقة أمرجان بروف التي تُعد من أروع الأماكن السياحية، ثم الذهاب إلى ( تلة فيابورت ) والتي تُعد أجمل إطلالة لمدينة إسطنبول والبوسفور، وفي المساء قضينا ليلة رائعة في السفينة استغرقت لمدة ثلاث ساعات.
وفي اليوم السادس خصصنا زيارة لمدينة هافلان ثم برج غلطة كلاسي، وبعد ذلك توجهنا إلى حديقة (نكاش تبه) وهي أفخم حديقة في إسطنبول لإطلالتها الرائعة ومساحاتها المترامية ومنظرها الخلاب الذي يبعث في النفس الطمأنينة والسرور، ثم التجوال في أسواق ( تقسيم ) بعده قضينا وقت ممتع في حديقة الزهور التي تقع في وادي الفراشات بتركيا وتضم مئات أصناف الزهور الجميلة.
وفي صباح اليوم السابع كان آخر محطات هذه الرحلة برفقة الأخوة محمد الهنداسي وخميس الهنداسي وعلي المغيزوي وعبدالله الشيادي ووحيد الهنداسي والسائق أو المرشد السياحي التركي ( يوسف ) الذي يجيد التحدث باللغة العربية، فكانت العودة حتمية حيث وصلنا إلى أرض الوطن العزيز عُمان بتاريخ يوم الجمعة الموافق: ٢٠٢٤/٤/١٩ في تمام الساعة ٨:٤٠ دقيقة مساءً بتوقيت السلطنة.