ستة وسبعون عاماً مرت على النكبة التي حلت بفلسطين وشعبها، عندما سلم الاستعمار البريطاني في عام 1947 العصابات الصهيونية التي جلبوها من كل دول العالم منذ “وعد بلفور” عام 1917 مقاليد الأمور بتاريخ 5- 15- 1948 وارتكبت هذه العصابات كل أنواع المجازر بحق الفلسطينيين وهجرتهم من بيوتهم وأراضيهم ومدنهم وقراهم التي تجاوز عددها 1300 قرية ومدينة.
ستة وسبعون عاماً يحمل الفلسطينيون سندات ممتلكاتهم ومفاتيح منازلهم ولن يفرطوا بها أملاً بالعودة إلى أرضهم وبيوتهم.
إن المقاومة التي تأسست في بداية عام 1965، وضعت الإسفين الأول في صدر هذا الاحتلال الاستيطاني، التي سوف لن تنتهي حتى إنهاء هذا الاحتلال، رغم كل ما يمر بالمنطقة من كوارث.
إن وجود هذا الجسم الغريب ضمن وطننا جعل منطقتنا في حالة غليان منذ عام 1948 وحتى الآن، ولن يسود الاستقرار هذه المنطقة حتى زوال هذا الكيان برمته، فكل المصائب والمذابح والكوارث والنكبات التي نعيشها وآخرها نكبة الربيع الصهيوني ناتجة عن هذا الكيان الغاصب.
ولولا صمود سورية لأطاحت نكبة ربيعهم الصهيوني بالجمهوريات العربية جميعها إلى يوم الدين ولكانت انتهت قضية فلسطين وكل قضايا التحرر والسيادة الوطنية في بلادنا إلى أبد الآبدين.
وبالرغم من كل ما حصل واعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الزائل ونقل السفارة الأمريكية إليها في هذه الذكرى الحزينة، ستبقى فلسطين هي البوصلة وهي الهدف مهما حاول عملاء بني صهيون وسيدهم الأمريكي طمسها.
وما طوفان الأقصى الإعجازي الذي أبدعته المقاومة الفلسطينية في غزة في ٧ تشرين الأول من عام ٢٠٢٣ وحرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال الصهيونى، بدعم سيده الأمريكي وكل قوى الاستعمار الغربي منذ أكثر من سبعة أشهر على قطاع غزة المحاصر منذ عام ٢٠٠٦، والجرائم الفظيعة التي يرتكبها بحق أبنائه والتي يندى لها جبيبن الإنسانية، وصموده واستمرار مقاومته، وما العمليات الفدائية العديدة في الضفة الغربية وفي قلب الكيان التي نعيشها حالياً. وما تفعيل جبهات الإسناد في لبنان واليمن وسورية والعراق ضد الكيان الغاصب إلا إحدى تجليات هزيمة هذا الكيان مهما تسلط وأجرم وتجبر .
وطالما أن إرادة المقاومة والصمود مستمرة فلا خوف على فلسطين وسيزول هذا الكيان وكل المرتبطين به عاجلاً أم آجلاً مهما امتد الزمن.
تحية إلى حماة الديار وكل المقاومين الفلسطينيين والعرب في كل مكان.
د. محمد رقية
تاريخ النشر: الأربعاء, 15-05-2024