- جاءنا من بلاد إسلامية قريبة غير التي حُضرت مؤخراً.. جاءنا بعدما انتظرنا مقدمه الميمون أكثر من شهرين لاستكمال مستنداته الرسمية من جواز السفر والتقارير الطبية اللازمة، ولم نأخذ على من ساعدنا للتعاقد معه حتى ريالاً واحداً كما يفعل البعض ..
- حينما وصل هللنا فرحاً، فالمجرعة التي سيعمل فيها حُسبت علينا بعقد انتفاع بعد إن كانت منحة من الحكومة المعطاءة، وما أصعب أن تتحول المنحة إلى محنة، وقد جرعت المجرعة الأخضر والسمين من موازنتنا المحدودة، وقد بقيت بدون عامل، بعد إن تمرّد العامل السابق الذي هو من نفس شاكلته وقرر العودة إلى بلاده، كما هي المعاناة دائماً ..
- بوصوله أكرمنا وفاده، وتركناه مع صاحبه الذي كان يمتدحه قبل مجيئه، ويخبرنا أنه فاهم للعمل بنسبة مائة في المائة، وبعد أن استقر نفسياً وارتاح جسدياً من عناء السفر اصطحبناه في اليوم الثاني إلى مكان العمل وعرفناه بالمهام التي سيقوم بها، وهي لا تعدو عن سقي المزروعات، والعناية بالمكان والحيوانات، وهي ذات أعداد بسيطات ، وصرفنا له مبلغاً بسيطاً من المال لتلبية احتياجاته العاجلات ..
- ما أن أكمل اليوم الخامس على وصوله حتى سجل أسرع حالة هروب في تاريخ تعاملنا مع هذه العمالة التي لا تراعي إلاً ولا ذمة، ولا تحترم عقوداً ولا قوانين، مستغلة الثغرات الموجودة في قانون العمل العماني، وأهمها عدم تعرضها للملاحقة والمسائلة القانونية عن جريمة الهروب التي قد تكون غير مجرمة في بلادنا، مع إلزام الكفيل بدفع قيمة تذكرة سفره مقدماً عند الإبلاغ عن هروبه، ليكون في أريحية من أمره عندما يقرر العودة إلى بلاده..
- فطب نفساً ونم قرير العين يا محمد حبيب، فالطريق سالكاً ومفروشاً بالورود لك ولغيرك لاختيار محطة العمل الجديدة..
*ولا تقلق أبداً بشأن تذكرة العودة، فأنا ملزماً أن أودع قيمتها وزيادة عليها عن قريب..
- ورغم أنني أدرك أنك لن تجد أدنى مشقة أو صعوبة في الحصول على عمل بدخل مجزٍ، وربما أتيت وقد رتبت لهروبك كل شيء قبل مقدمك المبجل..
- لكنني أناشد صانع القرار أن يعمل على إعادة النظر في التشريعات القانونية التي من شأنها حفظ هيبة المواطن وحقوقه..
- وأهيب بكافة المخلصين من أبناء هذا الوطن العزيز عدم تشغيل هؤلاء المارقين، ومن بينهم هذا الآبق المبين الذي لا يحمل بطاقة عمل حتى هذا الحين..
- وآخر دعوانا اللهم قيض لبلادنا من يصحح هذه القوانين، واحفظها يا ربنا من شرور الهاربين.
مسهريات يكتبها ناصر بن مسهر العلوي
السبت ١٧ ذي القعدة ١٤٤٥
الموافق ٢٥ مايو ٢٠٢٤ م