بكل دموع الحزن والألم والحسرة تلقينا خبر وفاة أخي وصديقي المعلم ( عبدالله بن علي القطيطي ) صاحب الخلق الرفيع وصاحب الروح الطيبة، خبر نزل كالصاعقة على قلوب أهله وأخوته ومحبيه، كم أنتِ قاسية أيتها الفانية، وكم أنتَ قاسي بأحداثك المؤلمة أيها الزمن، فترة قصيرة جدًا بين لقائنا معك وبين رحيلك عنا، أنه القدر المحتوم يا أستاذي العزيز، نعم ليس من السهل فراق الأهل والأصدقاء ورحيلهم ولكن هي الاقدار وحدها تكتب لنا ما تشاء، وداعًا للقلب الطيب الذي توقف بعد أن رعى القلوب المعطوبة ووفَّى وكفَّى بطيبته وأخلاقه لمراحل وعقود من الزمن عمل مع أجيال متعاقبة دون أن يترك جرحًا أو حتى خدشًا في قلب قريب أو صديق.
وداعًا للأستاذ الوفي، وداعًا للتواضع والصبر والعطاء، وداعًا للأدب والخلق العالي والأصالة، وداعًا لروح طيبة وزكية اثرت فينا.
لقد فارقت الدنيا أستاذي الكريم بعد مسيرة عطاء ومشوار حياة في السلك التعليمي والعمل التربوي والاجتماعي بولاية الخابورة، تاركًا سيرة نرجسية وذكرى جميلة، وروحًا مرحة ونقية، وعبق اخلاقي وميراثًا من القيم والمُثل النبيلة.
فيا أيها المربي المخلص والنهر المتدفق حبًا لعملك يعز علينا فراقك في وقت نحتاج فيه إلى امثالك من الرجال الأوفياء الصادقين.
يا أبا ( المعتصم ) مهما كتبنا من كلمات رثاء وسطرنا من حروف حزينة لن نوفيك حقك لما قدمته من عِلم ووقت وجهد وتفانٍ في سبيل تربية وتعليم أبنائك الطلاب في ولاية الخابورة عامة ومدرسة الحواري بن مالك للتعليم الأساسي ومدرسة الشيخ/ بشير بن مسعود الحضرمي خاصة.
كانت توصياتك قبل الاختبارات لنهاية هذا العام ٢٠٢٤ هي: هذا ملخص الاختبارات عملته بنفسي وحثّوا أبنائي الطلبة على التركيز عليه وأسأل الله لهم الخير والتوفيق والسداد والنجاح.
لقد غيبك الموت عنا استاذنا الوفي جسدًا، لكنك ستبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد الحياة ولن ننساك وستظل بأعمالك النبيلة وسيرتك العطرة نبراسًا وقدوة لنا ولأبنائك الطلاب.
نام أبو ( المعتصم ) قرير العين ومرتاح الضمير فقد أديت الأمانة وقمت بدورك على أكمل وأحسن وجه فالرجال الصادقون أمثالك لا يموتون بل إحياءٌ عند ربهم يرزقون، ( إنا لله وإنا إليه راجعون ).
خليفة البلوشي