أمقت التحزب، وأعشق التكتل،وأكره التشرذم ، وأحب التكامل، وأقدر عالياً مبدأ التكافؤ والمنافسة الشريفة ، فلكل مجتهد نصيب ..
وهذا العالم المترامي الأطراف أمسى قرية واحدة ، وأصبحت السلع والبضائع تأتينا من أقاصي الدنيا الشاسعة إلى عتبة أبواب بيوتنا عبر أسواق علي بابا وإخوانها بدون جهد أو عناء الذهاب إلى أماكن الانتاج والبيع ،ولا يزال بعضنا يتحسس لو فتح أخاه متجراً بالقرب من متجره ، أو فُتح منفذاً خارج محيطه ، متناسياً ان الأرزاق بيد الله يقسمها على عباده كيف يشاء..
أسوق هذه المقدمة وأنا أتابع عن كثب جهود إخواننا في بلدة بسيا بولاية بهلا ، وحراكهم الرائع في سبيل خلق نشاط تجاري في هذه البلدة الجميلة ، ولقد تمخضت تلك الجهود في إنشاء سوق بسيا الشعبي الذي يشهد نشاطاً رائجاً خاصة في يوم الجمعة ، ومقطع الفيديو المصاحب لهذه المقالة يبرز هذا النشاط الذي تحول إلى تظاهرة اقتصادية ثقافية اجتماعية بارزة بما يحتويه من فعاليات متنوعة تستهدف جميع الأطياف والمشارب من بلدة بسيا وخارجها ، في بيئة جاذبة ومحفزة حيث المساحة الواسعة وتوفر مواقف للسيارات ..
وهذا يشجعنا في مركز الولاية لكي نحذو حذوهم ، ونجعل من سوق مركز ولاية بهلا الذي يفتقر لأدنى درجات التنظيم والجاذبية ، ولم تشفع له عملية الترميم التي أجريت لجزئيته التراثية إلا القليل مما ينبغي أن يكون عليه ، ولولا جهود ثلة من الشباب الواعد الذين يكتب لهم الفضل بعد توفيق الله في إحياءه، وجعله محطة جاذبة لبعض السواح والزائرين ..
فيما لا يزال المحيط الخارجي بحالة يرثى إليها ، ناهيك عن قلة مواقف السيارات ، وعدم توافر مساحات كافية لمزادات بيع الماشية والحيوانات والخضار والفاكهة ..
ولعل الموازنة التي أعلن عن تخصيصها مؤخرا تسهم في تطوير هذا المرفق الاقتصادي الهام ،كما بات من الأهمية بمكان اختيار مكان جيداً لتنفيذ سوقاً تخصصيا آخراً يكون شبيهاً بأسواق الجمعة المنتشرة في معظم ولايات السلطنة..
فتحية إعزاز وتقدير وفخرا .. لأهلنا في بلدة بسيا على طموحهم المشروع الذي حولوه إلى واقع عملي ملموس ، وسنشهد في القريب القادم ميلاد أسواق جديدة ، فهذه سنن الحياة لا تقبل الجمود، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ،مع خالص الدعاء والأمنيات للجميع بالتوفيق والنجاح ..
ناصر بن مسهر العلوي
سوق بسياءالشعبي بتاريخ
7 / 6 / 2024 منقول