سلّم هنية ونخالة للوسيط القطري ملاحظات المقاومة على ورقة بايدن ؛ يبدو الخبر عاديا بينما دلالاته هامة جدا ، فإن يسافر نخالة من بيروت او دمشق إلى قطر بذاته حدث في هذه الظروف ، وأن يقدمان الملاحظات حضوريا ومعا أيضا فيها دلالة؛ الحدث يأخذ قيمة من المكان وللزمان.
المكان الدوحة والمنطقي أن هنية مقيما فيها ؛ فلماذا استدعي نخالة وإلى الدوحة وعادة ما تستفتي حماس الفصائل وتعرض صياغتها ويتم الاتفاق وتتولى هي تسليم الملاحظات إلى الوسطاء.
الزمان حرب ضروس مصيرية ووجودية والمفاوضات جارية وحماس تحت ضغط شديد من المضيف القطري والوسيط المصري، الرسالة الأهم هي في الاتي :
- المقاومة في غزة موحدة تخوض الحرب والتفاوض بوحدة مصير.
- محور المقاومة وساحات الاشتباك وجبهات الاسناد تعمل بغرفة عمليات واحدة تدير الحرب والجبهات وتنسق الأداء وتدير ايضا الحرب السياسية والإعلامية والدبلوماسية موحدة وبإتقان كإدارتها للحرب في الميدان وابداعية كعجائبية طوفان الاقصى.
- حضور نخالة رساله ذكية رائعة تقول بوضوح قاطع : “ أن اشتد الضغط على وفد حماس في قطر ومصر فالوفد سيجلس بعيدا عن مسرح التفاوض وسيكون المفوض نخالة ونخالة والجهاد الاسلامي لا تقيم في قطر ولا في مصر وليس لأي من الدولتين أي فضل أو مونة عليها “ ، وهكذا قدمت حماس بإبداعية ردا متقنا عمليا وبالمعطيات المادية وخيرت الوسطاء وأمريكا وإسرائيل بين وقف الضغوط والابتزاز على قيادة حماس في قطر ومصر أو تسليم المقود في الحرب الدبلوماسية للجهاد الاسلامي- وقلعوا معها إذا فيكم تقلعوا.
وفي الإجراء حنكة وحكمة ورسالة واضحة فإما تستجيبون لشروط المقاومة أو خيارنا نهائي على منهج الجهاد الإسلامي التي لم تقبل مبدأ التفاوض والحلول السياسية ولا شاركت في عملية سياسية حتى في غزة والكلمة الفصل للمجاهدين وللميدان والحرب مصيرية وستنتصر غزة لا خيار او احتمال آخر.
حقا حماس وكتائب القسام كما الفصائل الجهادية وشعب غزة يقدمون عرضا ثوريا نوعيا في أرقى تجليات العمل الثوري المقاوم وفي شتى مجالات وفروع الحرب الجارية وهي حرب وجود ومصير ولن يكون لإسرائيل بعدها مكانا في المنطقة.
فعندما يكون للمقاومة والشعب قيادة حكيمة خبيرة ابداعية صلبة لا تساوم ولا ترتهب لضغوط وتقدم قادتها وأبنائهم وأحفادهم شهداء جنبا إلى جنب مع أبناء شعبها واهلها ولديها القدرة الهائلة على المناورة واشتقاق الخطوات الابداعية والمفاجئة وارباك الخصم وافشال مناوراته يكون النصر حتمي لا مفر منه ؛ هكذا علمتنا تجارب التاريخ الظافرة وتجربتنا العربية والفلسطينية.
ميخائيل عوض
بيروت : 14 / 6 / 2024م