تابعت بالأمس الحلقة (١٤٥) من جلسة كرك الأليمة التي تناولت معاناة المظلوم سالم الشحاطي الشيدي أحد ضحايا التسريح من شركات القطاع الخاص، الذي بسبب التسريح انتقل إلى العمل في مجال النقل البري للبضائع من سلطنة عمان إلى الدول المجاورة لكي يسد مسغبة أسرته ويوفر لهم لقمة العيش الكريمة بعدما وجد نفسه هكذا مسرحاً عن العمل، وسط جائحة كورونا اللعينة التي خلطت الأوراق وقلبت الموازين، وجعلتنا كالذي يتخبطه الشيطان من المس بسبب هذه المؤامرة اليهودية المحكمة التي أداروها بشكل انساق العالم معهم من أقصاه إلى أقصاه كالنعاج..
تعود قصة سالم الشحاطي الشيدي كما رواها أخيه سعيد بكل مصداقية وشفافية في برنامج جلسة كرك الذي يقدمه بإتقان الإعلامي الموهوب محمد الهنائي.. إلى أن سالم الشيدي قام بنقل براد محملاً بالفاكهة من سوق الموالح بمحافظة مسقط إلى المملكة العربية السعودية، وكان مجرد ناقلاً فقط، بدون تدخل منه في شحن البضاعة ونوعها، فضبط في منفذ البطحاء بالمملكة العربية السعودية، وأدين بجريمة محاولة تهريب (حبوب مخدرة) وحكم عليه بالسجن لمدة عشرين سنة، أمضى منها قرابة خمس سنوات، ولا يزال يقبع خلف القضبان في سجن الرياض بالمملكة العربية السعودية حتى اليوم رغم صدور حكم من سلطنة عمان يقضي ببراءته، بعد ضبط بعض أعضاء العصابة، واتضاح الصورة أن سالم الشيدي مجرد ناقل للبراد، ولا علم له بمحتوى البضاعة..
جاءت جلسة الكرك هذه في قالب حزين وسرد مؤلم، وتفاعل مؤثر من مقدم البرنامج والمتابعين من داخل السلطنة وخارجها الذين أشفقوا على سالم وما آلت عليه حالته من مشاكل نفسية وصحية قاسية مضافاً إليها الإحباط من كثرة الوعود والأحلام الوهمية بشأن فك أسره، وجميعها كسراب يحسبه الضمآن ماءا ..
وتتقاسم عائلة سالم ومعها كافة شرائح المجتمع العماني بمختلف أطيافه، وكثير من المتعاطفين من داخل السلطنة وخارجها معاناة مظلمة سالم ومتاعبه النفسية والجسدية والاجتماعية..
والجميع يلجون بالدعاء أولاً وأخيراً إلى الرحيم الرحمن أن يفك أسره ويعيده إلى أسرته ووطنه عاجلاً غير آجلاً لتقر عين والدته الباكية وتوأميه اللذان ولدا ولم تتكحل عيونهم بوالدهما، وأسرته الكريمة الصابرة المحتسبة، وليفرح الوطن وأهله بعودة ابنه البار المكافح الذي صبر وصابر، ومنَّ الله عليه بحفظ القرآن الكريم وراء قضبان السجون المرعبة ليكون له شافعاً ومؤنساً في الدنيا وإلى يوم النشور..
وفي هذا المقام الجلل نهيب بأعلى هرم في السلطتين الرسميتين في سلطنتنا الحبيبة والمملكة العربية السعودية الشقيقة لاستنهاض الهمم والعزائم واستخلاص كافة وشائج القربى التي تجمع بين البلدين الشقيقين، واستفراغ كافة الجهود الممكنة من أجل إطلاق سراح السجين سالم الشحاطي الشيدي، وإننا لعلى يقين وثقة بأنه سيعود قريباً حراً طليقاً بعون الله تعالى وتوفيقه.
لمشاهدة الحلقة بالكامل
https://youtu.be/pZ95VE7SoY0?si=pxcxL_3aNyu5plmY
مسهريات يكتبها ناصر بن مسهر العلوي
الجمعة ٢١ ذو الحجة ١٤٤٥ للهجرة
الموافق ٢٨ يونيو ٢٠٢٤ للميلاد