تأخرت كثيراً وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في نشر التوعية الوقفية، خاصة في ما يتصل بتوعية القائمين على تسيير المنظومة الوقفية للجوامع والمساجد ومدارس القرآن الكريم والأفلاج والمقابر، وسائر الوقوفات الأخرى، وما أكثر الوقوفات التي أوقفها السلف الصالح في عمان وخارجها، حتى طيور الحرم في مكة المكرمة والمدينة المنورة نالها من هذا الكرم الزاخر..
وجاء تنظيم ندوة رفع الوعي العام بالأوقاف وأنظمتها الرقمية لدى وكلاء الأوقاف في عدد من ولايات السلطنة، ومنها ولاية بهلا التي كان نصيبها يوم أمس الإثنين ٢٤ ذي الحجة ١٤٤٥ الموافق ١ يوليو ٢٠٢٤ م، باعتبارها ولاية وقفية خصبة وجاذبة للمبادرات الوقفية..
أقيمت الندوة برعاية سعادة الشيخ سعيد بن علي الصلف النعيمي والي بهلا، وأسهمت في تغطية بعض جوانب القصور لدى المتطوعين وكلاء هذه الوقوفات الذين يتم اختيارهم عادة بالتزكية، وهم والحق يقال يبذلون كل ما بوسعهم من طاقات وجهود لأداء هذه الأمانة الجسيمة التي تقبلوها ابتغاء مرضاة الله لا يريدون جزاءً ولا شكورا، رغم عدم إلمام بعضهم بالجوانب الشرعية والقانونية، الأمر الذي تسبب في وقوع العديد من الأخطاء والتجاوزات أكان بقصد أو بدون قصد نتيجة الجهل بالإجراءات الصحيحة..
وامتازت الجلسات الثلاث للندوة بالعديد من الأطروحات النافعة التي ساهمت بالتعريف بالمفهوم الوقفي الذي يعني حبس مال نقدي أو عيني لأي وجه من وجوه الخير، أكان مؤطراً بمدة زمنية أو مفتوحاً أو مخصوصاً لهدف بعينه أو شاملاً..
وبينت جلسات الندوة الثلاث الأطر الشرعية والقانونية للأوقاف، وتطور الأوقاف في سلطنة عمان والجهود الحثيثة التي تبذل لتطوير أنظمتها وإدارتها من خلال برامج التقنية الحديثة، كما تم الحديث عن أهمية استثمار فوائد الأموال الوقفية الفائضة عن مطالب ما أوقفت من أجله، دون المساس بالأصول الوقفية..
وإننا لنثمن عالياً هذه الخطوة التي قامت بها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ونرجو أن يتم طباعة محتواها في كتيب استرشادي يتم توزيعه على وكلاء الوقوفات، ليكون معيناً ورافداً لهم في إدارة شؤون الأوقاف بما يتطلبه من معرفة وإلمام بالضوابط والإجراءات وتثمير الأموال الزائدة عن الحاجة الموقوف لها، والله الموفق لكل خير وصلاح .
مسهريات يكتبها ناصر بن مسهر العلوي