مع بزوغ فجر كل صيف يتجدد روح النشاط والإبداع في جامع الامام عمر بن القاسم الفضيلي الكائن في قرية السوادي الطماطم الجديدة بولاية بركاء أن هذا الجامع العريق الذي أصبح منارة للعلم والتعلم ويقدم نموذجاً فريداً في كيفية استثمار الإجازة الصيفية لتنمية الوعي الديني والثقافي لدى الأطفال والشباب في المنطقة من خلال تنظيم المسابقة السنوية لحفظ أجزاء من القرآن الكريم وإقامة دورات تحفيظ القرآن للأطفال خلال الإجازة الصيفية إلى جانب الأنشطة التعليمية والترفيهية المتنوعة ويسهم بدور فعال في بناء جيلٍ واعٍ يحمل قيم الإسلام السمحة ومبادئ الأخلاق الرفيعة .
تعرفوا معنا في هذا المقال على تفاصيل هذه المبادرات الرائدة التي يقدمها هذا الجامع وتأثيرها الإيجابي على المجتمع المحلي في المنطقة والذي يعتبر منارة تعزز الوعي المجتمعي لنشر الوازع الديني والثقافي والاجتماعي .
سمي الجامع باسم الإمام عمر بن القاسم الفضيلي وهو أحد الأئمة البارزين في تاريخ عمان في القرن العاشر الهجري ( 965 – 967 هـ / 1558 -1560م ) الذي وُلد في ولاية نزوى وبرز كعالم دين وفقيه في الشريعة الإسلامية واعتُبر من الأئمة الذين كان لهم دور كبير في نشر العلوم الإسلامية وتطبيق الشريعة في عمان.
- المسابقة السنوية لحفظ القرآن الكريم :
تعتبر المسابقة السنوية لحفظ أجزاء من القرآن الكريم التي ينظمها جامع الامام عمر بن القاسم الفضيلي واحدة من أهم الفعاليات التي تحظى بإقبال كبير من الأطفال والشباب وتهدف هذه المسابقة إلى تشجيع الأطفال على حفظ القرآن الكريم وتدبر معانيه وتنمية حبهم لكتاب الله منذ سن مبكرة وتنقسم المسابقة إلى عدة فئات عمرية حيث يتم تقييم المشاركين بناءً على مدى إتقانهم للحفظ وجودة التلاوة.
- دورات تحفيظ القرآن الكريم للأطفال في الأجازة الصيفية :
بالإضافة إلى المسابقة السنوية يقدم الجامع دورات لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال طوال فترة الإجازة الصيفية وتشمل هذه الدورات تعليم الأطفال القراءة الصحيحة للقرآن والتدريب على التجويد وحفظ أجزاء محددة من الكتاب الكريم ويشرف على هذه الدورات مجموعة من المعلمين المؤهلين الذين يسعون لتوفير بيئة تعليمية ملهمة ومحفزة للأطفال.
- الأنشطة التعليمية والترفيهية :
لا تقتصر أنشطة جامع الامام عمر بن القاسم الفضيلي على التعليم الديني فقط بل تشمل أيضاً تنظيم أنشطة تعليمية وترفيهية متنوعة تهدف إلى تنمية مهارات الأطفال الفكرية والاجتماعية ومن بين هذه الأنشطة تُنظم مناشط تثقيفية من القيم والأخلاق الإسلامية والموروث الاجتماعي الإسلامي مثل التومينه ومبادرات الإفطار الجماعي في شهر رمضان والألعاب الجماعية كا لعبة كره القدم ومسابقات الجري ومسيرات التحمل التي تعزز من روح الفريق والتعاون بين الأطفال كما تُقام فعاليات ترفيهية تساعد الأطفال على الاستمتاع بوقتهم وتعلم أشياء جديدة في نفس الوقت.
- تأثير الجامع على المجتمع :
يمثل جامع الامام عمر بن القاسم الفضيلي مركزاً محورياً في قرية السوادي الطماطم الجديدة بولاية بركاء حيث يجمع بين التعليم الديني والترفيه في بيئة آمنة ومشجعة للأطفال والشباب وان هذا الجامع يسهم بشكل كبير في بناء جيل واعٍ ومثقف دينياً قادر على فهم وتطبيق تعاليم الإسلام في حياته اليومية.
- دعم الأهالي والمجتمع :
يحظى جامع الإمام عمر بن القاسم الفضيلي بدعم كبير من الأهالي والمجتمع المحلي حيث يحرص الأهل على تسجيل أبنائهم في الدورات والفعاليات التي ينظمها الجامع مما يساهم هذا الدعم في إنجاح البرامج التعليمية والترفيهية ويعزز من دور الجامع كمركز للتربية الدينية والثقافية في القرية
ويتبنى جامع عمر ابن القاسم الفضيلي نهجًا شاملًا في برامجه التعليمية حيث لا تقتصر الدروس على تحفيظ القرآن الكريم فحسب بل تشمل أيضًا مواد تعليمية تثقيفية تهدف إلى تعزيز فهم الأطفال والشباب للعلوم الإسلامية من بين هذه المواد تُدرس الأحاديث النبوية الشريفة والسيرة النبوية بالإضافة إلى مبادئ الفقه وأصول الدين ويتم تقديم هذه الدروس بأسلوب مبسط يتناسب مع الفئات العمرية المختلفة مما يساعد على ترسيخ المعرفة الدينية في أذهانهم منذ الصغر.
- تأثير البرامج على الأخلاق والسلوك :
لوحظ تأثير إيجابي ملموس على سلوك الأطفال المشاركين في برامج جامع الامام عمر بن القاسم الفضيلي فالتعلم في بيئة دينية محفزة يعزز من قيم الأمانة والصدق والتعاون والاحترام المتبادل والاخلاق الحميده الحسنة ويعكس ذلك على حياتهم اليومية حيث يصبحون أكثر التزامًا بالأخلاق الإسلامية الحميدة مما يساهم في بناء مجتمع أكثر انسجامًا وتعاونًا.
- مكتبة جامع الامام عمر بن القاسم الفضيلي الشاملة :
ويضم الجامع مكتبة دينية فقهية ثقافية إسلامية تحتوي على مجموعة متنوعة من الكتب الدينية والثقافية التي تساهم في نشر الوعي الديني والثقافي للمصلين وللمسلمين في المنطقة وتوفر المكتبة مجموعة واسعة من المراجع الفقهية والكتب الإسلامية التي تغطي مواضيع متنوعة مثل الفقه، التفسير والحديث والسيرة النبوية بالإضافة إلى الكتب الثقافية التي تتناول التاريخ الإسلامي والأدب العربي والفكر الإسلامي المعاصر وتهدف المكتبة إلى تعزيز المعرفة الدينية والثقافية وتعميق الفهم للإسلام وقيمه بين أفراد المجتمع.
- إشراك الاباء والأمهات في العملية التعليمية :
يلعب جامع الامام عمر بن القاسم الفضيلي دورًا محوريًا في إشراك الاباء والأمهات في العملية التعليمية حيث يتم تنظيم محاضرات توعوية حول كيفية حفظ وتعلم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والتوعية الدينية التثقيفية كما يتم تقديم نصائح وإرشادات حول طرق التربية الإسلامية الصحيحة من خلال المحاضرات والدروس الدينية مما يعزز من دور الأسرة في تنشئة جيل ملتزم دينيًا وأخلاقيًا.
- التعاون مع المؤسسات المحلية :
تعاون جامع الامام عمر بن القاسم الفضيلي مع العديد من المؤسسات المحلية لتعزيز برامجه التعليمية من بين هذه المؤسسات ، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية والمدارس المحلية والجمعيات الخيرية ويساهم هذا التعاون في توفير الموارد اللازمة لتنظيم الفعاليات والدورات التعليمية بالإضافة إلى تقديم الدعم المالي والتقني لضمان استمرارية هذه البرامج على المدى الطويل.
- التحديات والآفاق المستقبلية :
رغم النجاحات التي حققها جامع الامام عمر بن القاسم الفضيلي يواجه القائمون على هذه البرامج بعض التحديات مثل الحاجة المستمرة إلى التمويل، وضرورة توفير عدد كافٍ من المعلمين المؤهلين إلا أن هذه التحديات لم تثنِهم عن مواصلة العمل بل دفعتهم إلى البحث عن حلول مبتكرة وتعزيز التعاون مع المجتمع المحلي والمؤسسات الداعمة.
- كلمة أخيرة :
يبقى جامع الامام عمر بن القاسم الفضيلي مثالاً يحتذى به في كيفية استثمار فترة الإجازة الصيفية لتنمية الوعي الديني والثقافي لدى الأطفال والشباب من خلال المسابقة السنوية لحفظ القرآن الكريم والدورات التعليمية المتنوعة والمحاضرات والدروس الدينية مما يساهم الجامع في إعداد جيل قوي ملتزم بالإيمان والعلم قادر على تحمل مسؤولياته تجاه دينه ووطنه ومجتمعه نسأل الله أن يبارك في جهود القائمين على هذا الجامع وأن يجعل أعمالهم خالصة لوجهه الكريم.
خميس بن سالم الحراصي – ماجستير أعمال