كانت تعوم في البحيرة القريبة منا.
تلك الجارة الغائبة عن الوعي دائماً.
إنها غير واعية.
أو غير آبهة.
بنا وبمشاهداتنا.
لها وهي تدعي الغرق.
داخل بركة الطيور.
إنها ربما تطفو معهم.
مع البط، والإوز.
الثرثرة التي كانت حولها قد تبددت.
لوهلة، وصرنا وحدنا.
أنا وأصحابي.
نشاهدها، لا يصيبنا الملل أو الكلل.
سيلفانا: أنت!.
توقف عن النظر إلي.
ارتبك غييرمو.
للجارة الجديدة.
إنه ابن العاشرة.
وهي عشرينية.
من يدري من أين يأتي الناس بتلك الأعوام.
والسنوات سريعاً.
لقد قالت هي كلمات الحذر.
وتوقف غييرمو من الارتحال.
في كلمات الجيران.
أنها تؤدي دوراً ما.
إنه دور جديد في بركة الطيور.
وفي بلدتنا الجبلية.
التي بها زهور عطرية.
وسنابل ذهبية.
وبذور دوار الشمس.
المنثورة في كل حفرة.
من يسبح في بحيرة الطيور الراكدة؟
المُرَّة، وفي ذاك الماء العكر.
إنها الجارة الجديدة.
يا ترى ما اسمها؟
إنها تغني وسط المياه الراكدة.
وما هي هذه الأغنية التي صارت سائدة؟
وشاهدة على ربيع جديد.
الأصحاب: قدم لها وردة.
انظر للأزهار التي تميل.
اذهب يا غييرمو.
لا تتعالى.
لن تتهاوى.
إنها جميلة.
وقد تقول بنغم ما.
قد تعرفه.
اقترب غييرمو نحوها بأزهار قد ملأت يديه.
وقدمها للجارة الجديدة.
ولم يعلم أن يقول حروف سديدة.
بعثر كل كلمة.
وجمعها قليلاً مع قدوم الهواء.
الذي جلبته ريح عابرة.
سائرة نحو شعر الجارة.
وجعلت غُرة شعرها الداكن.
تتطاير أمام مرأى الأصحاب.
ليس له كلمة حاضرة.
وناظرة نحو جرئته المعتادة.
فلم يعد قادراً على تذكر أظرف الشمع التي يوزعها ساعي البريد.
أو قوافي قصائد عازف القيثارات المجهول.
أين هو القاموس؟
الضالع بإنقاذ المبعثرين.
للعبارات الوحيدة.
من يعلم كيف يكون المرء؟
حين يشعر بشئ يسكن عقله.
سألها إن كانت تؤدي دوراً ما.
هنا في بلدتهم الجبلية.
فهي لا تبدو كالغريبة.
غييرمو: أنت مغنية؟
جاءت من المسارح العظيمة.
سيلفانا: لا لكنني أحب النغم واللحن.
غييرمو: ماذا لو جئت كل يوم لتغني لي أغنية؟
من أغنيات الأجداد.
أو ربما أغنية فريدة للأحباب.
ولن أتي دون هؤلاء الأصحاب.
ابتسمت الجارة.
ابتسامة ملكت قلب غييرمو.
بأكمله.
دون أي قطعة ناقصة.
إن مشاعره الآن باتت راقصة.
ونابضة.
بأمور كثيرة.
مثيرة.
سيأتي المرة القادمة ربما بقيثارة.
يبتاعها أو ربما سيدون القصائد التي سقطت سهواً.
من مراسيل المحبين.
وهل سيعلم ساعي البريد أن حقيبته باتت توزع أظرف الشمع؟
وكلمات الغرام.
التي ستعلم غييرمو الكلام.
وأنه سيقول شيئاً حلواً للجارة الجديدة.
التي جاءت هنا دون حيرة.
وصارت في بلدتنا الجبلية.
حول الزهور العطرية.
وبين حقول دوار الشمس.
يا ترى حين يكتب تلك القصيدة الحلوة؟
كيف سيعرف عنوان الجارة الجديدة؟
عليه أن يدونه الآن.
قبل أن تغيب وتكون في أصعب ضيعان.
ولا يجدها بين ثنايا الأيام.
إنها له الآن، في هذه اللحظة.
إنها بين كف الوئام.
من يدري أين ستكون الغد؟
وهل سيكون بينهما أي وعد.
ينتظرهما معاً.
مُزنة المسافر