يولد الخير من بطن الشر ؛ ما تابعناه خلال الأيام المنصرمة عبر المصادر الرسمية حول واقعة إطلاق النار في الوادي الكبير بعث رسائل من المجتمع العماني لكافة المهتمين ؛ فثبت بلا جدال أن نسيج المجتمع العماني متماسك ولا يمكن أن يزعزعه منحرف السلوك والفطرة ؛ فالتعايش الذي يسود في البلاد فضلٌ من العلي القدير وبتوفيق منه للأجهزة الأمنية والعسكرية الساهرة والمرابطة لحفظ أمن المجتمع واستقراره.
ما نرجوه من الكافة أن لا يعطى الحدث أكبر مما يستحق فأولئك الذين ساقهم فكرهم إلى الهاوية – وبئس المصير- لا يمثلون طوائف المجتمع العماني ولا يمثلون حتى ذويهم، وإنما ساقهم غيهم إلى الهلاك وِرْدَا.
ما نتمناه أن يكف الجميع عن التأويل والتفسير والتأجيج ويترك الأمر لأهله؛ كما نشدد على عدم ترهيب المجتمع من خلال اختلاق التفاسير والقصص البعيدة عن الواقع فليس السبق والشهرة على حساب الوطن وقاطنيه.
فوسائل الإعلام المدفوعة كالذباب لا تقع إلا على النتن الخبيث ؛ فليس في الصالح العام داخلياً ولا خارجياً كثرة الحديث فما لا يعنيك؛ المتربصون بعمان كُثر وتتعدد مآربهم لذلك كونوا درعاً لا تنفذ من خلاله السموم.
والدرس المستفاد من هذه الحادثة وغيرها مما يقع في شتى بقاع العالم – وليست عمان وحيدة في ذلك- أن يكون المجتمع أكثر حرصاً وتحصيناً ؛ حريصاً على الأبناء في ظل ما يعج به الفضاء الإلكتروني من زَبدٍ وغثاء ؛ ومحصناً بوعيه وفكره من مغبة الانزلاق وراء أية توجهات وأهداف تضر بالمجتمع أكثر مما تنفعه.
عمان دولة مؤسسات بُنيت أركانها على أساس متجذر من العدالة والإنصاف وكل جهة في هذا الوطن قامت وتقوم بمهامها على أكمل وجه ولا يوجد تخويل لأحد أن يتحدث باسم الجهات المعنية إلا وفق القنوات الرسمية المعهودة.
كل مواطن حارس للوطن وشريك في الدفاع عن أمنه واستقراره وهذا الواجب يفرضه الدين ويستحقه الوطن ؛ وعلينا أن نترجم ذلك الواجب من خلال عدم التراخي في الإبلاغ عن أية حوادث من شأنها تعكير صفاء الأمن أو الإخلال بالنظام العام في البلاد ؛ عليك واجب الابلاغ وعلى الجهات المعنية التقييم والبحث في بلاغك ؛ نعم الواجب الشرعي والقانوني يحتم علينا الإبلاغ عن كل من تسول له نفسه المساس بأمننا واستقرارنا.
ولا ننسى أن مد بعض المنظمات أو الجهات بمعلومات عن الواقعة بدون تصريح من الجهات المختصة يعد بمثابة العون على البلاد فتلك المعلومات أو البيانات التي في مجملها ليست دقيقة قد تؤثر سلباً على المجتمع وتستغل في اتجاهات لتحقيق أهداف مسمومة.
دامت عمان آمنة مستقرة ترعاها عناية المولى ؛ وحفظ سلطانها المفدى راعياً أمينا؛ وسخر لحماة عمان سُبل التمكين والنصر والرفعة والتقدم.
أحمد بن حمد بن سعود الرواحي