الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، والصلاة والسلام على من بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيراً، محمدٍ بن عبد الله، خير من حمل الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع سنته إلى يوم الدين.
إن من أعظم نعم الله على البشرية إنزال القرآن الكريم، ذلك النور المبين والهدي الساطع الذي أخرج الناس من ظلمات الجهل والضلال إلى نور العلم والإيمان، هو كلام الله المعجز، الذي تحدى به الإنس والجن على أن يأتوا بمثله فعجزوا وتخاذلوا، فكان دليلاً على صدق رسالة محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وعلو مقامه بين الأنبياء والمرسلين.
لقد تميزت الحضارة الإسلامية بخصيصة فريدة، حيث أكرمها الله بعلماء أفذاذ، وهبوا حياتهم لخدمة القرآن الكريم وسنة نبيه المصطفى، فكانوا نجوماً زاهرة في سماء العلم والمعرفة، منهم من برع في تفسير آيات الله، يتفكرون في معانيها ويستنبطون منها الأحكام والعبر، ومنهم من تفنن في علم الحديث، يتتبعون سنن النبي ويحققون في الأسانيد والروايات، ومنهم من أبدع في علوم البلاغة واللغة، يجسدون إعجاز القرآن في أسلوبه وبيانه.
ونرى في صفحات التاريخ علماءً كالطبري والقرطبي وابن كثير في التفسير، والبخاري ومسلم وأبو داود في الحديث، والجاحظ وسيبويه وابن جني في اللغة والبلاغة، جاهدوا بصدقٍ وإخلاصٍ لإثراء التراث الإسلامي ونقل علومه من جيل إلى جيل.
بالتالي، إن القرآن الكريم هو كتاب الهداية والرحمة، فيه شفاءٌ لما في الصدور، وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين، وقد جُعل معجزةً باقيةً تتحدى العقول وتدعوها للتأمل والتدبر، فحريٌ بنا أن نفخر بهذا الإرث العظيم، ونسعى جاهدين لفهمه والعمل بما فيه، محافظين على هدي نبينا الكريم، ومستذكرين فضل علمائنا الأجلاء الذين كانوا مصابيح الدجى في تاريخ أمتنا الإسلامية العريق، فالحمد لله على نعمة القرآن، والحمد لله على نعمة العلم والعلماء، والحمد لله الذي أكرم أمتنا بهذا الدين القويم، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وفيما يلي نستكمل رحلتنا في تفسير آيات سورة النمل المباركة وفق أهم علماء وكتب التفسير:
بسم الله الرحمن الرحيم
ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ.
في تفسير الطبري: الآية 37: يقول الله تعالى في هذه الآية: ارجع إليهم برسالتي هذه، فسوف نأتيهم بجنودٍ لا طاقة لهم بمقاومتها، ولنُخرجنّهم من أرضهم أذلّاء وهم صاغرون، يوضح الطبري أن هذا قول سليمان عليه السلام إلى رسول الملكة بلقيس بعد أن رد هديتها، مهدداً إياها بالجنود القوية التي لا قِبَل لهم بها، ويُخرجهم من مملكتهم وهم أذلاء.
الآية 38: ينادي سليمان قومه: أيها الوزراء والحاشية، أيّكم يستطيع أن يأتي لي بعرشها قبل أن يأتوني مسلمِين طائعين؟ يشرح الطبري أن سليمان أراد اختبار قدرات جنوده ومعرفته بقدرتهم على تنفيذ هذا الأمر العجيب.
الآية 39: قال عفريتٌ من الجن: أنا آتيك بعرشها قبل أن تقوم من مجلسك هذا، وإنني لقويٌّ أمين، يوضح الطبري أن العفريت، وهو أحد الجن الأقوياء، عرض على سليمان عليه السلام أن يأتي بعرش بلقيس في مدة قصيرة من الزمن.
الآية 40: قال الذي عنده علمٌ من الكتاب: أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك، يفسر الطبري بأن هذا الشخص كان لديه علمٌ من الكتاب (اللوح المحفوظ أو اسم الله الأعظم) الذي مكّنه من إحضار العرش بقدرة الله قبل أن يغمض سليمان عينه ويفتحها.
الآية 41: قال سليمان: غيّروا مظهر عرشها لنرى إن كانت ستعرفه أم تكون من الذين لا يهتدون، يوضح الطبري أن سليمان أراد اختبار ذكاء بلقيس وفطنتها بتغيير شيء في عرشها.
الآية 42: عندما جاءت بلقيس، سُئلت: هل عرشك هكذا؟ قالت: كأنه هو، ويبين الطبري أنها كانت مترددة في تأكيد هوية العرش، لكنها تعرفت عليه جزئياً، مما أظهر علمها وفطنتها.
ومعنى الآيات في تفسير ابن كثير: الآية 37: يعيد ابن كثير التفسير المتعلق بتهديد سليمان لبلقيس وجنودها، مؤكداً قوة جنوده، وفي الآية 38: يضيف ابن كثير أن سليمان أراد إظهار عظمة قدرته بفضل الله عبر إحضار عرش بلقيس، وذلك لإبهارها وتعريفها بقوة الله، والآية 39: يوضح ابن كثير أن العفريت عرض إحضار العرش بسرعة كبيرة، لكنه لم يكن أسرع من قدرة الشخص الذي لديه علم من الكتاب.
الآية 40: يشرح ابن كثير أن الشخص الذي عنده علم من الكتاب هو آصف بن برخيا، وأن هذا العلم هو اسم الله الأعظم الذي مكنه من إحضار العرش بلمح البصر، والآية 41: يؤكد ابن كثير أن سليمان أراد اختبار عقل بلقيس وفطنتها بتغيير عرشها، أما الآية 42: يوضح ابن كثير أن بلقيس كانت مترددة في التعرف على عرشها، لكنها استدركت بأن لديها العلم الذي سبق وصولها إلى سليمان.
أما تفسير سيد قطب (في ظلال القرآن): الآية 37: يرى سيد قطب أن هذه الآية تعبر عن قوة سليمان عليه السلام وعزمه القوي في الدعوة إلى الله ومحاربة الكفر، والآية 38: يشرح سيد قطب أن سليمان كان يسعى لإظهار قوة الإسلام وجنوده من الإنس والجن، مما يعزز مكانة الدعوة، والآية 39: يعرض سيد قطب التفسير المتعلق بعرض العفريت لإحضار العرش بسرعة، مبينًا التفاضل في القوى بين الجن والإنس، وفي الآية 40: يوضح سيد قطب أن الشخص الذي لديه علم من الكتاب هو مثال على القدرة الإلهية الخارقة التي تتجاوز قوة الجن، والآية 41: يرى سيد قطب أن هذا الاختبار كان لقياس ذكاء بلقيس واستعدادها لقبول الحق، أما الآية 42: يبين سيد قطب أن بلقيس أدركت عظمة سليمان وقوة الإسلام، فكانت على وشك الإيمان قبل وصولها.
وفي تفسير الآلوسي (روح المعاني): في الآية 37: يؤكد الآلوسي أن هذه الآية تعبر عن عظمة سليمان وجنوده، واستعداده لمحاربة الكفر، وفي الآية 38: يوضح الآلوسي أن سليمان أراد إحضار عرش بلقيس لإظهار معجزة وقوة الله، اما في الآية 39: يضيف الآلوسي أن العفريت كان مستعداً لإحضار العرش بسرعة كبيرة، لكن قدرة الشخص الذي لديه علم من الكتاب كانت أعظم، والآية 40: يفسر الآلوسي أن الشخص الذي لديه علم من الكتاب هو آصف بن برخيا، وأن العلم هو اسم الله الأعظم، وفي الآية 41، يؤكد الآلوسي أن سليمان أراد اختبار ذكاء بلقيس وفطنتها بتغيير عرشها، أما الآية 42، يشرح الآلوسي أن بلقيس كانت مدركة لتشابه عرشها، مما أظهر علمها وفطنتها.
وفي تفسير الجلالين: الآية 37: يشرح الجلالين أن سليمان هددهم بجنود قوية لإخراجهم أذلاء من ديارهم، وفي الآية 38: يوضح الجلالين أن سليمان سأل حاشيته عن من يستطيع إحضار عرش بلقيس قبل وصولها، أما الآية 39: يعرض تفسير الجلالين تفسير العفريت الذي عرض إحضار العرش بسرعة قبل قيام سليمان، والآية 40: يشرح الجلالين أن الشخص الذي لديه علم من الكتاب هو آصف بن برخيا، وأنه أحضر العرش بقدرة الله بسرعة كبيرة، والآية 41: يؤكد الجلالين أن سليمان أراد اختبار بلقيس بتغيير عرشها، وفي الآية 42: يوضح الجلالين أن بلقيس كانت مترددة في التعرف على عرشها، لكنها أدركت التشابه.
خلاصة التفسيرات:
تتفق التفاسير على أن سليمان عليه السلام أراد إظهار قوة الله تبارك وتعالى وإعجازه بقدرته على إحضار عرش بلقيس، وأن العفريت من الجن والشخص الذي عنده علم من الكتاب كلاهما عرضا إحضار العرش بسرعة. الشخص الذي عنده علم من الكتاب، إذ غالباً ما يُشار إليه على أنه آصف بن برخيا، استخدم علمه باسم الله الأعظم لإحضار العرش بلمح البصر، وكان هدف سليمان من تغيير مظهر العرش هو اختبار ذكاء وفطنة بلقيس، والتي تعرفت عليه جزئياً، مما أظهر علمها واستعدادها للإيمان.
وفيما يلي نستعرض أهمية هذه الآيات من حيث اللغة والبلاغة التي فيها، حيث تتميز الآيات التي تم تفسيرها من سورة النمل بجمال البيان وقوة اللغة، حيث تظهر العظمة الإلهية والحكمة النبوية بأسلوب بليغ ومعجز.
جمال البيان وقوة اللغة:
التعبير عن التهديد والقوة: “ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ” (النمل: 37)، تم استخدام الفعل “ارْجِعْ” يأتي كأمر قاطع، يعكس حزم سليمان عليه السلام، ثم يأتي التهديد بالقوة العسكرية الكبيرة “فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا” ليصور حجم القوة والتفوق، أما التعبير “وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ” يعكس الإذلال والخضوع، مما يزيد من قوة التهديد.
إظهار القدرة والتحدي: “قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ” (النمل: 38)، النداء بـ”يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ” يعكس مخاطبة سليمان لحاشيته وقواده، السؤال “أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا” يعكس تحدياً لاختبار قدراتهم وقوتهم.
العرض بإظهار القدرة والسرعة: “قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ” (النمل: 39)، استخدام كلمة “عِفْرِيتٌ” يعطي انطباعًا بالقوة والشراسة، العرض بالإحضار “قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ” يعكس سرعة التنفيذ، مما يعكس قوة العفريت.
إظهار القدرة العلمية والإعجاز: “قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ” (النمل: 40)، وصف الشخص بأنه “عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ” يعكس مكانته العلمية وقدرته الفائقة. الإحضار “قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ” يعكس إعجازًا خارقًا للطبيعة.
التواضع والشكر: “فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي” (النمل: 40)، التعبير بـ”فَضْلِ رَبِّي” يعكس تواضع سليمان وشكره لله على هذه النعمة. الفعل “لِيَبْلُوَنِي” يعكس فهمه للاختبار الإلهي.
الاختبار والفطنة: “قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ” (النمل: 41)، استخدام الفعل “نَكِّرُوا” يعكس تغيير مظهر العرش للاختبار. التعبير “أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ” يظهر هدف سليمان من الاختبار.
الإدراك والعلم: “فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ” (النمل: 42)، الرد بـ”كَأَنَّهُ هُوَ” يعكس تردد بلقيس ولكن أيضاً ذكاءها، أما التعبير “وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا” يظهر اعترافها بالعلم الذي سبقها.
أهم الآراء المستخلصة:
قدرة سليمان عليه السلام: الآيات تظهر قدرة سليمان الفائقة، ليس فقط بفضل جيشه القوي بل بفضل علمه وحكمته، وهو ما جعله قادرًا على استخدام الجن والإنس لتحقيق ما يريد.
إظهار الإعجاز: تأتي هذه الآيات لإظهار قدرة الله وإعجازه من خلال العلم الذي أعطاه لبعض عباده، حيث استطاع الذي عنده علم من الكتاب إحضار عرش بلقيس بلمح البصر.
التواضع والشكر لله: يبرز سليمان عليه السلام في الآيات كقائد متواضع يشكر الله على نعمه ويعترف بأن كل ما يملكه من فضل الله ليختبره في الشكر أو الكفر.
الاختبار والذكاء: أراد سليمان عليه السلام اختبار ذكاء بلقيس وفطنتها، وهو ما يظهر في تغيير مظهر العرش ورؤية إن كانت ستتعرف عليه.
الإيمان والعلم: بلقيس تُظهر معرفتها السابقة وإيمانها، مما يعكس أن العلم والإيمان هما السبيل للوصول إلى الحق.
بالتالي، إن هذه الآيات تُبرز قوة اللغة العربية في التعبير عن المعاني العميقة والإعجاز القرآني في عرض الأحداث بأسلوب بليغ ومؤثر، كما تُظهر الحكمة الإلهية في تسخير الجن والإنس لسليمان، وتبرز أهمية العلم والتواضع والشكر لله في تحقيق الأمور العظيمة.
وبعد أن تناولنا تفسير هذه الآيات الكريمة من سورة النمل، ندرك مدى عمق البيان والإعجاز في لغة القرآن الكريم، تظهر لنا هذه الآيات عظمة الله وقدرته المطلقة، والحكمة البالغة التي أودعها في كتابه العزيز، والتدبير المحكم الذي قاده عبده ونبيه سليمان عليه السلام في دعوته وإدارته، ومن خلال استعراض التفاسير المختلفة، يتجلى لنا أن العلم والتواضع والشكر لله هي مقومات النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وأن القوة الحقيقية تكمن في الإيمان الصادق والعلم النافع الذي يعين الإنسان على تحقيق الخير وإقامة الحق.
من هنا، إن هذه الآيات تعكس لنا أهمية التدبر في آيات الله والعمل بوصاياه، والاستفادة من العبر والدروس المستخلصة من قصص الأنبياء والصالحين، ونسأل الله تعالى أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء همومنا وأحزاننا، وأن يرزقنا العمل بما فيه، والإخلاص في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.
عبدالعزيز بن بدر القطان / كاتب ومفكر – الكويت.