أولا : يعتبر الرئيس الاميركي جو بايدن أوفى رئيس أميركي لإسرائيل خلال النصف القرن المنصرم ، ولا ندري هل السر يكمن بكونه صهيونيا؟ لا سيما هو الذي اعترف بعظمة لسانه بأنه”صهيوني وفي… ولولم تكن إسرائيل موجودة لصنعناها نحن” ، وهذا يعني أنه موظف لدى الحركة الصهيونية العالمية .وهنا يمكن سر ببقاء بايدن من منصب إلى آخر منذ اكثر من40 عاماً.
ويبدو جاء الوفاء ان يكون صهيونياً أكثر من بنيامين نتنياهو نفسه بدليل الحرب الذي شنها على روسيا هو وحلف الناتو لدعم اليهود في أوكرانيا وزعيمهم الرئيس زلينسكي ومن ثم الحرب الذي قادها ويقودها لصالح إسرائيل ضد حركة حماس والشعب الفلسطيني في غزة والتي تحولت إلى مذابح اكثر بشاعة من المذابح النازية .بحيث يتمتع بايدن بمنظر جثث الأطفال والنساء المحترقة والمهترئة بفعل القنابل والسلاح الذي أمر بايدن بتزويد إسرائيل به للقضاء على المدنيين في غزة!.
ثانيا : فالرئيس بايدن لازال يرفض التنحي . ولكن السؤال ( هل أن كود التنحي من عدمه موجود في إسرائيل وليس في أمريكا ؟ ) فيبدو الجواب بنعم ؛ لهذا هو يرفض الضغوطات بالتنازل وينتظر اللقاء مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي سيزور امريكا ويلقي خطابا في الكونغرس “وبالمناسبة هناك شبه عُرف إن اي مسؤول اجنبي وعندما يلقي خطابا في الكونغرس هو مؤشر أن هناك حرب قادمة هو طرف فيها” لا سيما وان الأخير اي نتناياهو يريد استخدام بايدن لآخر لحظة كرئيس للولايات المتحدة ، ومادام بايدن أصبح دمية لإسرائيل ونتنياهو فحتما ان الأخير يريد استنزاع موافقة ودعم بايدن لتوجيه “الضربة الاميركية او الحرب ضد ايران وحلفاءها”.
ونعتقد سوف يحصل على ذلك أي نتنياهو خصوصا وان حسابات الربح والخسارة قد توقفت لدى بايدن باستثناء حساب شهادة إسرائيل له بأنه الرئيس الاميركي الوحيد الذي كان وفيا و مارس دعم اسرائيل بكل شيء لقناعة تامة منه ان اسرائيل تقود حرب مقدسة ضد المسلمين وضد الفلسطينيين ولصالح الحركة الصهيونية !.
ثالثا: من الجانب الآخر هناك صقور داخل ادارة بايدن هم ايضا يريدون الاستفادة من بقاء بايدن داخل البيت الأبيض وقبل ان يغادر وهؤلاء يريدون الضربة نفسها ضد إيران بمثابة إيران رأس حربة المحور الصيني الروسي وان هكذا ضربة سوف تفقد هذا المحور رأس حربة مهم جدا في الحسابات الاستراتيجية .وان معظم هؤلاء من انصار مشروع ( تصحيح المسار السياسي في العراق وجعل العراق بنظام جديد بلا نفوذ إيراني ) وان المجتمع الدولي يدعم هذا التوجه بقوة !.
رابعا: واذا تلاقت المصلحة الاسرائيلية مع مصلحة هؤلاء الذين يريدون تحطيم رأس حربة المحور الصيني الروسي وهي “ايران” فحتما سوف ينحني بايدن لرغبة الطرفين وهذا يعني أن الفترة القليلة المقبلة سوف نشهد خلالها حربا ضد ايران او تغيير سياسي في العراق وهذا ما يريد المجتمع الدولي الوصول اليه ولكن بدون نفوذ اسرائيلي وبدون تكرار للأخطاء !
د. سمير عبيد
20 تموز 2024