ضمن الأيام القرآنية التي تقيمها الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم جاء (الموسم الثاني) من البرنامج النوعي (اليوم القرآني العماني)؛ وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه البرنامج في موسمه (الأول) العام الماضي.
وقد أقامته الجمعية في موسمه (الثاني) يوم السبت: (14 من المحرم 1446هـ – 20 من يوليو 2024م)، في جامع الشيخ محمد بن عمير الهنائي وفي المجلس التابع له بالخوض بولاية السيب.
ويعتبر اليوم القرآني العماني فريدًا من نوعه؛ فهو يقام على مستوى سلطنة عمان بتنظيم من الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم. وهو برنامج قرآني مكثف؛ لسرد المحفوظ كاملًا أو أجزاء منه على معلمين متقنين، ومجازين، مع وجود فرع لختمة التلاوة بالقراءة من المصحف، في أجواء محفزة وتنافسية، خلال يوم واحد.
ويهدف إلى تعليم القرآن الكريم، وتعظيمه، وإقامة مبادرات نوعية؛ لتعزيز حفظ القرآن، واكتشاف الموهوبين، وذوي الأصوات الحسنة، والإسهام في إعدادهم لإمامة الصلاة، والمسابقات، والمحافل، ونقل صورة مشرقة عن الجهود القرآنية في سلطنة عُمان. ويستهدف اليوم القرآني حفاظ القرآن الكريم، وحافظاته، والمعتنين بتلاوته، من العمانيين والمقيمين. ويحصل المشاركون فيه على شهادة مشاركة.
وقد تضمن اليوم القرآني العماني في مجال (الحفظ) فروعًا متعددة: القرآن كاملًا، و(15) جزءًا، و(10) أجزاء، و(5) أجزاء، و(3) أجزاء، وجزأين.
وتضمن سبع حلقات للتلاوة.
وقد بلغ عدد المسجلين من الذكور والإناث من مختلف الفئات العمرية (310: 80 من الذكور، و230من الإناث) من محافظات سلطنة عمان وولاياتها، موزعين على حلقات عددها: (104: 38 للذكور، و66 للإناث) حلقة، يديرها (104) معلمًا ومعلمة، وبإشراف أكثر من (30 ) إداريًا وإدارية. وكان عمر أصغر مشارك (6) أعوام، وعمر أكبر مشارك (69) عامًا. كما شارك بعض أصحاب الهمم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
بدأ اليوم القرآني العماني (الثاني) بعد صلاة الفجر مباشرة، واستمر لأكثر من (10) ساعات متواصلة.
وقد افتتح بكلمة توجيهية قدمها الشيخ أفلح بن أحمد بن حمد الخليلي (أمين فتوى بمكتب المفتي العام لسلطنة عمان)؛ بين فيها أن رسالة القرآن الكريم عظيمة؛ ففيها أنوار الله التي تخرج الناس من الظلمات إلى النور، وعلينا -كذلك- أن ندرك علو هذا الكتاب لعظمة مرسله؛ فهو ملك الملوك الجبار المتكبر المتفضل. كما تتبين أهمية رسالة القرآن لأنها تحمل في طياتها الخير الكثير في الدنيا والآخرة، وهي سبيل نيل البركة ورضوان الله، وهي طريق الاستبصار؛ لذلك علينا أن نستنير به. كما أكد أن القرآن كما أنزل لنحسن تلاوته فهو كذلك أنزل لنحسن تطبيقه؛ فهو منهج حياة. كما أوضح أن كتاب الله عزيز عظيم؛ فينزل في قلب سليم قد تهيأ لاستقبال هداياته. ثم أشاد بدور الجمعية في نشر مراشد القرآن لجميع فئات المجتمع، وتعليمهم، وشكر المتعاونين مع الجمعية في إنجاح مناشطها، وشكر المشاركين المهتمين بحفظ القرآن، وإجادة تلاوته، الذين يحملون كتاب الله.
كما زار الدكتور وائل بن سيف بن سالم الحراصي (المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة وبص للمشاريع والاستثمار) الحلقات، واستمع إلى شرح عن إصدارات الجمعية، وأبدى إعجابه بفكرة اليوم القرآني العماني، وذكر بأنها إضافة رائعة للجمعية في سلطنة عمان، وأنه أسعدته رؤية حفظة كتاب الله من شتى الجنسيات والأعمار؛ رجالًا ونساءً، وقد ملأوا صرح الجامع وقاعاته في مشهد ملؤه البهاء والجلال. كما قدم كلمة بهذه المناسبة؛ أثنى فيها على جهود الجمعية وعلى هذا اليوم القرآني العماني؛ الذي هو دليل خير، وبين أثر القرآن الكريم على حياة الناس، وحمايتهم من المزالق، وجعلهم صالحين، ومن أصحاب النفوس الطاهرة؛ الذين يسعون لخدمة وطنهم؛ لذلك من الأهمية أن يكون المشاركون في أمثال هذه الفعاليات القرآنية هم الأغلب؛ ليعم النفع والرقي والتقدم في مختلف الجوانب.
كما تضمن اليوم القرآني العماني زيارة الدكتور عبدالله بن سالم بن حمد الهنائي (عضو مؤسس للجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم، المقرئ بالقراءات العشر الصغرى والكبرى)، ومروره على الحلقات، ثم قدم كلمة عن أهمية القرآن الكريم، وكيف حُفِظ، وما الذي ينبغي للحافظ، وضرورة أن يتخلق بأخلاق القرآن الكريم، وكيف يذاكر الحافظ حفظه بطرق مختلفة، وأثنى على الجهود المبذولة.
كما قدمت عائشة بنت خميس السعدية كلمة تحفيزية للحافظات؛ تضمنت الحث على التخلق بأخلاق القرآن الكريم، والثبات على هذا الدرب رغم التحديات، والأخذ بالقرآن: حروفه، وحدوده وأنه شفاء وهداية. ثم أنهت الكلمة بالتضرع إلى الله والدعاء.
وقد أجريت لقاءات أمام الحضور مع الذين ختموا باكرًا تسميع القرآن الكريم؛ لعرض تجربتهم، ولتبادل الخبرات.
وبهذه المناسبة يقول الدكتور خميس بن سعيد بن ناصر المنيري (المدير التنفيذي للجمعية): ما يميز اليوم القرآني العماني الثاني المشاركة الكبيرة من مختلف محافظات سلطنة عمان وولاياتها. والحقيقة فإن للجمعية برامج مميزة؛ منها برامج طويلة المدى (كبرامج: البذرة المباركة، والحفظ المتقن، والبرنامج الذهبي، والمرتل المجيد)، وبرامج أخرى قصيرة المدى. ومن هذا المنطلق أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى مجلس الإدارة؛ لدعمه لإنجاز جميع أنشطة الجمعية وبرامجها. كما أتقدم بالشكر الجزيل لكل من أسهم من مؤسسات وأفراد في نجاح هذا اليوم العظيم، كما أتقدم بشكر مميز إلى كل معلم ومعلمة بادروا بالتطوع لإنجاز هذا العمل، ولا يفوتني شكر زملائي في الإدارة التنفيذية لكل ما قدموه من جهد وتفان.
وقد عبر عدد من الحضور والمشاركين عن فرحتهم بالمشاركة؛ فيقول المقرئ بالقراءات العشر الصغرى طاهر بن زاهر بن مسعود العزواني (مدير دائرة القرآن الكريم بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، مدير مركز بوشر القرآني التابع للحمعية): من قلب الحدث نزور الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم؛ حيث تقيم هذا اليوم القرآني في موسمه (الثاني)، وما أسعدها من لحظات! وما أكرمها من أوقات حينما تجتمع موائد أهل القرآن في أرواح أهل القرآن! وإنها للحظات سعيدة نسعد أن تبقى هذه العادة مستمرة، ونسعد جدًا أن تنتشر في ربوع وطننا العريق.
وتقول بدرية بنت علي بن سعيد السليمية (رئيسة قسم الإشراف والتوجيه بدائرة التعليم والإرشاد النسوي بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، عضو الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم): سعدنا بالمشاركة في اليوم القرآني العماني الثاني؛ الذي شهد مشاركة واسعة من الجانب النسائي، توافدن إلى مقر الفعالية من مختلف أرجاء سلطنة عمان، وقد كان جوًا مفعمًا بالمشاعر الإيمانية المباركة. ويأتي هذا المحفل القرآني لنرى فيه الثمار الطيبة الدالة على خصوبة هذه الأرض المباركة. سائلة الله -تعالى- أن يعم نفع هذه الجهود ربوع الوطن الحبيب.
وعبر سالم بن علي بن سالم العبري (ذو الثلاثة والخمسين عامًا، المشارك في فرع الحفظ بخمسة عشر جزءًا) عن سروره قائلًا: هذا اليوم القرآني كان فرصة لنا لمراجعة محفوظنا وسرده في أسرع وقت ممكن. ونتقدم بالشكر الجزيل للجمعية على حرصها، والاهتمام بحفظة كتاب الله، وتشجيعهم على سرد محفوظاتهم؛ فجزاهم الله خيرًا، ونرجو أن تتكرر هذه التجارب في محافظات سلطنة عمان بشكل عام.
كما تحدث المشارك عمر محمد رضا البواب (ذو العشرة أعوام، المشارك في فرع الحفظ بثلاثين جزءًا) قائلًا: اليوم القرآني العماني يوم جميل؛ يساعد على مراجعة القرآن الكريم وتسميعه، والأجواء رائعة، وأنصح غيري بالمشاركة في مثل هذه المناسبات؛ ليتقن حفظ القرآن وتلاوته.
وفي الختام أخذت صورة جماعية للمشاركين، ثم تناولوا وجبة الغداء.