ان النهضة المتجددة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – في سلطنة عمان تعد نهجًا متكاملًا يمزج بين التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والديني وان هذا النهج الحكيم يعكس رؤية جلالته العميقة لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة التي تضع الإنسان العماني في قلب العملية التنموية.
وتستمد سلطنة عمان مكانتها في ادارة الأزمات التي تواجهها بثبات وقوة بفضل قيادتها الحكيمة وشعبها الواعي الوفي في كونها مثالاً يُحتذى به في مواجهة التحديات والأزمات التي واجهتها وقد اثبتت قدرتها على الصمود والثبات في وجه العديد من العواصف التي تجعلها نموذجًا يُستلهم منه في بناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة وستظل السلطنة دائمًا وأبداً رمزًا للصمود والإرادة الصلبة وستواصل مسيرتها نحو بناء مستقبل مشرق ومستدام.
لطالما كانت سلطنة عمان مثالاً يُحتذى به في مواجهة التحديات والأزمات بثبات وعزيمة وعلى مر العقود مرت السلطنة بعواصف عديدة تمكنت دائمًا من اجتيازها بنجاح بفضل القيادة الحكيمة والرؤية الاستراتيجية الثاقبة التي تبناها السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – والتي يستمر في ترسيخها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – .
ولا شك أن الأحداث والتحديات والأزمات التي تواجهها أي دولة يمكن أن تترك أثرًا سلبياً ولكن بالنسبة لسلطنة عمان فإن هذه الحوادث ليست سوى سحابة عابرة وسرعان ما تزول بفضل التلاحم والترابط القوي بين القيادة والشعب وان السياسة العمانية الداخلية تُعد نموذجًا يُضرب به المثل في كيفية التعامل مع الأزمات بروح من التسامح والتعايش السلمي وهي سياسة أثبتت نجاحها على مر السنين.
ان الحادثة التى تعرضت لها سلطنة عمان مؤخرًا أثارت بعض القلق في أوساط المجتمع العماني ولكن سرعان ما أثبتت السلطنة صمودها وقوتها وتماسكها في مواجهة تلك الحادثة وان ذلك لم يكن سوى اختبار آخر لتماسك الشعب العماني وقدرته على التغلب على التحديات بروح من الوحدة والألفه والتضامن تحت رؤية القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وإن هذه الرؤية كانت السند والمرشد في تجاوز مثل هذه الأزمات مؤكدين أن سلطنة عمان ستبقى دائمًا وأبدًا مثالاً يُحتذى به في الأمن والاستقرار والازدهار.
وان التلاحم الوطني هو صمام الأمان الذي يحمي الوطن من أي تهديدات أو تحديات وان الوحدة الراسخة بين القيادة والشعب هي السر وراء استقرار السلطنة وازدهارها من خلال تعزيز القيم الوطنية والتعاون المشترك الذي مكن السلطنة من بناء مجتمع متماسك يتسم بالاحترام المتبادل والتفاهم.
ويعتبر التعايش السلمي هو القيمة الراسخة في المجتمع العماني حيث يعيش المواطنون والمقيمون من مختلف الأديان والثقافات في وئام وسلام وان هذه الروح من التسامح والانفتاح هي التي جعلت من مكانة سلطنة عمان نموذجًا يُحتذى به في المنطقة والعالم اجمع بفضل السياسة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – التي تستمر في تعزيز هذه القيم ومؤكدة أن التعايش السلمي هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة والأمن والتعايش السلمي في أراضيها ومن خلال مواجهة وتجاوز تلك التحديات بثبات وحكمة ترسل السلطنة رسالة قوية إلى العالم اجمع بأن التلاحم والتسامح هما الطريق إلى مستقبل آمن ومستقر ومزدهر وتُظهر للعالم أن القوة الحقيقية تكمن في الوحدة والتفاهم وأنه يمكن للأمم أن تعيش بسلام وتحقق التقدم إذا ما تبنت قيم التسامح والانفتاح.
ومن هذا المنطلق ستظل سلطنة عمان دائمًا وأبدًا رمزًا للتلاحم والتسامح في وجه التحديات بفضل قيادتها الرشيدة وشعبها الواعي وان هذه القيم هي التي تضمن لها مكانة مرموقة على الساحة الإقليمية والدولية وتجعلها نموذجًا يُحتذى به في التعايش السلمي والتنمية المستدامة وستظل السياسة العمانية الداخلية مثالاً يُضرب به المثل في كيفية تحقيق التوازن بين التقدم والتقاليد والأعراف وبين الاستقرار والتطور.
وتُولي سلطنة عمان أهمية كبيرة للشعائر الدينية حيث تعمل القيادة على تعزيز قيم الإسلام الوسطي المعتدل الذي يدعو إلى التسامح والتعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم على أراضيها ويتم ذلك من خلال دعم المؤسسات الدينية وتنظيم البرامج التعليمية والدعوية التي تساهم في نشر الوعي الديني الصحيح وحماية الشعائر الإسلامية وتحرص السلطنة على حماية حقوق جميع الأديان والمذاهب مما يعزز من روح التسامح والتعايش بين أفراد المجتمع والمقيمين .
وفي نظام الحماية الاجتماعية تركز السلطنة على تعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق التوازن بين مختلف فئات المجتمع ويتم ذلك من خلال سياسات شاملة تستهدف تحسين مستوى المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والإسكان حيث تم إطلاق العديد من المبادرات الاجتماعية التي تهدف إلى دعم الشباب والنساء وكبار السن مما يعكس التزام السلطنة بتحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة.
وتعد الثقافة الوطنية جزء لا يتجزأ من هوية السلطنة وقد حرصت القيادة الحكيمة على تعزيز الثقافة العمانية والمحافظة على التراث العريق ويتم ذلك من خلال دعم الفعاليات الثقافية والمهرجانات التي تسلط الضوء على التراث العماني وتعزز من الهوية الوطنية للسلطنة بالإضافة إلى ذلك تشجع السلطنة على الابتكار والإبداع في المجالات الثقافية والفنية مما يساهم في إثراء المشهد الثقافي العماني وإبراز المواهب المحلية.
وان السياسة الداخلية للسلطنة تستند إلى مبادئ الشفافية والمشاركة الفعالة لجميع أفراد المجتمع تحت قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – فقد تم تعزيز دور المؤسسات التشريعية والقضائية والتنفيذية لضمان تحقيق العدالة وحماية حقوق المواطنين والمقيمين كما تعمل السلطنة على تعزيز سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان مما يخلق بيئة مواتية للاستقرار والتنمية.
إن الشعائر الدينية والاجتماعية والثقافية في سلطنة عمان تشكل ركيزة أساسية في النهضة المتجددة التي أرسوها جلالة السلطان المعظم هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – ومن خلال هذا النهج الشامل والمتوازن تسعى السلطنة إلى بناء مجتمع متماسك ومتطور يحترم القيم الإنسانية ويحقق الرفاهية لجميع مواطنيه وهذه الرؤية تضمن للسلطنة مكانة مرموقة على الساحة الإقليمية والدولية وتعتبر كمثال يُحتذى به في التسامح والتعايش والتنمية المستدامة.
واجهت عمان منذ أوائل السبعينيات تحديات كبيرة تمثلت في الفقر والنزاعات الداخلية والتخلف التنموي ولكن بفضل القيادة الرشيدة والإرادة الصلبة استطاعت السلطنة تحقيق تحول جذري في الاستثمارات الكبيرة في التعليم والبنية التحتية والصحة إلى جانب تعزيز الوحدة الوطنية التي ساهمت في بناء مجتمع حديث وقوي.
عند النظر إلى الأزمات الإقليمية والدولية نجد أن سياسة سلطنة عمان تتبع دائمًا نهجًا هادئًا ومدروسًا في إدارتها سواء كانت هذه الأزمات سياسية أو اقتصادية او اجتماعية فإن السلطنة تعتمد على الحوار والدبلوماسية لحل النزاعات وعلى سبيل المثال لعبت السلطنة دورًا محوريًا في التوسط بين الأطراف المتصارعة في النزاع اليمني وأثبتت قدرتها على الجمع بين الفرقاء في لحظات حرجة.
على الصعيد الاقتصادي نجحت السلطنة في مواجهة التقلبات في أسعار النفط والتحديات الاقتصادية العالمية من خلال تنويع مصادر الدخل وتعزيز القطاع الخاص وقد استطاعت بذلك تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات من خلال تنفيذ المبادرات الحكومية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وجلب الاستثمارات في العديد من المجالات منها السياحة والتكنولوجيا وبذلك ساهمت في تعزيز الاقتصاد العماني وجعله أكثر مرونة في مواجهة الأزمات.
إن التماسك الاجتماعي هو أحد أعمدة الاستقرار في السلطنة بفضل سياسات حكيمة تركز على تعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق التوازن بين مختلف فئات المجتمع بذلك نجحت السلطنة في بناء مجتمع متماسك يواجه الأزمات بروح من التعاون والتضامن وان هذا التماسك كان واضحًا خلال الجائحة العالمية – COVID-19 – حيث تضافرت جهود الحكومة والمجتمع المدني لمواجهة تلك الأزمات والتحديات الصحية والاقتصادية بنجاح.
وعلى الصعيد الأمني حافظت عمان على استقرارها الداخلي بالرغم من الاضطرابات التي شهدتها المنطقة من خلال تعزيز الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والتعاون مع الدول الصديقة واستطاعت السلطنة حماية أمنها الداخلي وتحقيق الاستقرار الذي يعد أساسًا للتنمية والازدهار.
ولم تكن السماحة هي السمة الوحيدة التي حرصت القيادة الرشيدة على ترسيخها بل كان التماسك الاجتماعي واستقرار المجتمع العماني هو الركيزة الأساسية في بناء عمان الحديثة فقد عمل السلطان الراحل – طيب الله ثراه – بحكمة وبصيرة على تحقيق الوحدة الوطنية بين مختلف الفئات والطوائف العمانية معززًا بذلك شعور الانتماء والتلاحم بين أبناء الشعب وكان هذا التماسك سببًا رئيسيًا في الاستقرار الذي تنعم به السلطنة والذي ساهم بدوره في جذب الاستثمارات وتحقيق التنمية المستدامة.
إن نهج القيادة الحكيمة لم يتوقف عند حدود السلطنة بل امتدت آثاره إلى الساحة الدولية حيث أصبحت عمان رمزًا للتسامح والسلام وقد شهد العالم بأسره كيف لعبت عمان دور الوسيط الحكيم في العديد من النزاعات الإقليمية مسهمة في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة تعصف بها الاضطرابات.
إن سلطنة عمان قد اثبتت للعالم أن القوة الحقيقية لا تكمن في قوة السلاح بل في الحكمة والتسامح والقدرة على بناء جسور الحوار السلمي ومن خلال هذا النهج أكدت السلطنة على قدرتها في أن تكون منارةً للسلام ومثالًا يحتذى به في التعايش السلمي بين دول العالم الذي أرساه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – منذ توليه مقاليد الحكم واستمرارًا للنهج الحكيم الخالد وتأكيداً على قيم التسامح والتماسك والوحدة الوطنية هي اساس للنهضة الحديثة المتجددة والتي تودي إلى مستقبل مشرق يتميز بالابتكار والاستدامة مستندة إلى تاريخ السلطنة العريق وقيمها الراسخة.
وسيظل التسامح والتعايش السلمي نبضًا يتنفس به العمانيون جيلاً بعد جيل معبرين عن اعتزازهم وفخرهم بقيادتهم الرشيدة ورؤيتها الثاقبة التي جعلت من سلطنة عمان مثالًا يحتذى به في السماحة والتماسك وسيبقى هذا النهج مصدر إلهام لكل من يسعى لتحقيق السلام والوحدة الوطنية مؤكدين أن بلادنا ستظل دائمًا وأبدًا رمزًا للسلام والمحبة والتسامح.
وان السلطنة لا تسعى فقط للحفاظ على مكتسباتها بل تطمح لأن تكون نموذجًا يُحتذى به في التعايش والتسامح بين دول العالم وفي عالم مضطرب يحتاج إلى أمثلة إيجابية تأتي سلطنة عُمان لتقول للعالم بصوت واضح: يمكنكم العيش بسلام على ارضنا مهما اختلفت أديانكم ومذاهبكم ومعتقداتكم وأن الخير والمحبة هما الطريق الوحيد لبناء مستقبل أفضل للجميع.
وهذا النموذج العماني للتعايش السلمي هو دعوة مفتوحة لكل الأمم لتتبني قيم التسامح والانفتاح لأنه السبيل الوحيد لبناء مجتمعات مستقرة وآمنه ومزدهرة وإن تجارب السلطنة برؤيتها الحكيمة وقيادتها الرشيدة تشكل مدرسة في التعايش يمكن أن يستفيد منها العالم أجمع.
خميس بن سالم الحراصي- ماجستير أعمال