“نقلةٌ جديدةٌ وتحديات بلا توقف”.. جملة تقريرية ُمهمة إذا كنت تبحث عن التطور ورفع سقف الأداء في العمل في زمن تكثر فيه المنافسة والخيارات والتحديات، تحديات صعبة تواجهه الكثيرين، ولكن يظل الصمود والثبات والإصرار للتغلب على مثل هذه التحديات هو الهدف وهو الأصل لتكملة الحياة؛ فالحياة ُمستمرة سواء ضحكت أم بكيت فلا تُح ّمل نفسك همو ًما لن تستفيد منها وابتسم وسارع نحو الت َّميز
والت َّقدم .
هذه الحياة تحتاج للقوة وللصمود فبحر التحديات كبير وثمرته جميلة ومجدية فلا تحدث نفسك يو ًما بأنك ستفشل فإن عقلك الباطن لا يأخذ الأمر بشكل هزلي، بل يشرع فو ًرا في تحقيقه فكن إيجاب ًيا لا سلب ًيا. وأنت حت ًما تحتاج أن تعرف كيف يمكنك أن تُح ّسن أداءك الفعلي والعملي فخلق بيئة عمل إنتاجية ليس بالأمر السهل!! لذلك فإ َّن عينك الناقدة الفاحصة لنفسك ولعملك ُمهمة ج ًدا .
وهناك علاقة حميمة بيننا وبين ما ننجزه سواء أكان مهمة عمل روتينية كتخليص معاملات يومية أو مخطط لمشروع أو حتى عمل فني أو نص أدبي أو إدارة فريق عمل أو حتى واجب يجب أن تقدمه لأستاذك أو تقري ًرا إلى رئيسك في العمل وغير ذلك من الأعمال التي تقوم بها، هذه العلاقة تحكمها الجهود الفكرية والجسدية التي نقوم بها لإنجاز هذه المهمة والتي قد تشكل قي ًدا يمنعنا من النظر لنتائج هذا العمل بدون انحياز للوقت والمجهود الذي قدمناه لذلك فإننا نحتاج لوقت كي نتحرر من هذه القيود ونق ّيم العمل بعي ًدا عن ارتباطنا به، والتقييم هنا ُمهم، لأنك فعلاً تحتاج لأن تعرف نقاط قوتك لتبني عليها ُمخططاتك القادمة ونقاط ضعفك حتى تعمل على تعديلها وتقويتها .
لذلك يجب أن تكون ناق ًدا جي ًدا لعملك ومق ّي ًما حياد ًيا له، وتحتاج أن تخرج من عباءة المشارك أو المنفذ لفكرة ما أو عمل ما هذا الذي يعرف أدق تفاصيلها وتنسلخ منها لتنظر لها بحيادية وتعرف نقاط الضعف ونقاط القوة، وكذلك السلبيات والإيجابيات فكل عمل من الممكن أن ُينجز بطريقة أفضل وإن كان هذا لا يعني أن ما وصلت له حتى الآن ليس بجيد، فمن ضمن تطويرك لذاتك عليك بالعمل على تنمية مهارة الحس النقدي؛ فالحس النقدي هنا لا يعني أن تكون متذم ًرا متصي ًدا للأخطاء كما يتصور البعض لا، بل هو محاولة للنظر بطريقة عميقة وتحليلية لكل ما هو معروض أمامك بحيث تفهمه وتقيمه حسب معايير معينة، لكن كيف تصل للتوازن في تقييمك بحيث لا تكون منحا ًزا لنرجسيتك معتق ًدا أنك أفضل الجميع ولا منكس ًرا تحت الإحساس أنك لا ترقى لمستوى الآخرين، لذلك كن إيجابيا مهما ضربت بك الحياة وتمسك بالدافع القوي الذي ُيح ّلق بك نحو سماء التطور والرقي بذاتك .
ولا شك أن هناك العديد من الإيجابيات والسلبيات في حياتنا، والإنسان الجيد هو الذي يتمسك بالجوانب الإيجابية ويستفيد منها بأفضل طريقة ممكنة، وكذلك يفيد بها مجتمعة وذاته، فيكون له دو ًرا بار ًزا في التأثير الإيجابي لجوانب الحياة في مجتمعة وذاته .
حدد أهدافك ضع خططك.. وح ّسن مهاراتك وكفاءاتك المهنية.. وعزز التواصل الف َّعال.. وطور مهارات التعامل مع الآخرين، ولا تنسى الاهتمام بالصحة العقلية والجسدية والروحية. هذا بعض من بحر النصائح المفيدة لتطوير الذات والقدرات المهنية لرفع سقف الأداء الوظيفي .
إ َّن التطور ورفع سقف الأداء في العمل أصبح ضرورة لا بد منها وضرورة ُملحة، حيث التحديثات تُحيط بنا من كل صوب، لذلك لا بد وأن نكون أفضل الخيارات لأصحاب العمل على الرغم من وزيادة حدة المنافسة، وعلينا التمسك بالصمود والإصرار والثبات حتى نُحقق ما نتمنى .
أحمد بن راشد الكندي