نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت
بسم الله الرحمن الرحيم
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)
بقلوب يعتصرها الحزن، وعزائم لا تنكسر، أنعي القائد الفذ والحافظ لكتاب الله، الشهيد إسماعيل هنية، الذي ارتقى إلى علياء المجد والشهادة في طهران، وسط استعار المعارك وصمت عربي مقيت وتآمر غربي على الأمة الإسلامية والعربية وعلى القضية الفلسطينية ومقدساتها.
إن استشهاد القائد إسماعيل هنية يأتي في وقت عصيب، لكنه يجدد العهد على استمرار المقاومة والصمود حتى تحقيق النصر. لقد سار الشهيد طوال حياته على درب الأبطال العظام، على نهج الشهيد البطل عمر المختار الذي قاوم الاستعمار الإيطالي، وعلى خطى الفاروق عمر بن الخطاب، وعلى طريق الإمام علي بن أبي طالب، وعلى خطى ذي النورين عثمان بن عفان، مستلهماً من تضحيات الشهيد عز الدين القسام، وشيخ المجاهدين أحمد ياسين، والشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والشهيد فتحي الشقاقي وكل الشهداء العظام.
لقد كان الشهيد إسماعيل هنية مثالاً للقائد المتفاني، يجمع بين الإيمان العميق والعزيمة الصلبة، مؤمناً بقضية شعبه ومدافعاً عن حقوقه بلا كلل أو ملل، إن اغتياله لن يزيدنا إلا إصراراً على مواصلة درب المقاومة حتى تحرير فلسطين من نير الاحتلال.
ومن موقعي أؤكد على أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وأن مسيرة المقاومة ستستمر بقوة وعزيمة، مستلهمين من تضحيات قادتنا وشهدائنا العظام. وندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الجرائم البشعة التي يرتكبها أعداء الإنسانية ضد القادة الشرفاء والمناضلين من أجل الحرية والعدالة.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد شهيدنا بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم أسرته الكريمة وشعبنا الفلسطيني الصبر والسلوان.
وأختم بما قاله المجاهد البطل، الشهيد عمر المختار: “نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت”، هذه هي رسالتنا وهذا هو النهج الذي سنكمل فيه حتى استرداد الحقوق.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد العزيز بدر عبد الله القطان
31 يوليو 2024